دقيقتين فقط وسيحرز اتليتكو مدريد بطولة دوري أبطال أوروبا الأولي في تاريخه
دقيقتين وسيتم إفتتاح متحف يحتوي على تماثيل لدييجو سيميوني مدرب الفريق
دقيقتين و سيغطي اللون الأحمر والأبيض مدينة مدريد بل أسبانيا بل أوروبا كلها ، فقط يتبقى مائه و عشرون ثانية على النهاية سيمرون كما مرت ألاف الثواني من قبلهم فكل شئ على مايرام والأمور هادئة وليس لدى ريال مدريد سوى هذه الضربة الركنية لايملكون غيرها ستُشتت كما تم تشتيت أخواتها من قبلها فلاداعي للقلق ، ولكن هل راموس هنا ؟
في مثل هذا اليوم منذ خمس سنوات وبالتحديد في الساعة التاسعة إلاربع إستضافت مدينة لشبونة البرتغالية نهائي أكبر المحافل الأوروبية بين فريقين من بلد واحدة ومدينة واحدة ألا وهما ريال مدريد وأتلتيكو مدريد .
الكل كان يبحث عن مبتغاه فالملكي يبحث عن البطولة العاشرة التى كانت حلمه منذ 12عام حيث أن أخر دوري أبطال حصده كان أمام ليفركوزن الألماني فاز به بهدفين أحرزهم راؤول وزيدان ومنذ هذا الوقت دخل الريال في دوامات تغيير اللاعبين والمدربين ، على أمل الحصول على البطولة العاشرة الأوروبية ولم يفلح ، فكان هذا النهائي هو حلم لكل مدريدي ليعلن رسمياً إنتهاء السنين العجاف للنادي .
ووصل ريال مدريد إلى لشبونة بعدما فاز على ثلاثة أندية ألمانيه في الأدوار الإقصاية أولهم كان شالكه ثم صعد للدور الذي يليه فتغلب على بروسيا دورتمون ثم فاز عليه وصعد ليواجه الوحش البافاري ولكنه لم يكن أمام الريال وحشاً بالمرة فتغلب عليه ريال مدريد بنتيجة خمسة أهداف مقابل لاشئ أربعة منهم في ألمانيا .
أما عن الجار فكان يببحث أتليتكو مدريد عن حصد أول دوري أبطال له لينزع بعدها رداء صغير المدينة الذي يكتفي في أفضل أحواله بالتمثيل المشرف في دوري الأبطال حيث حصد لقب الوصيف عام 1974، فهذه البطولة هي التي ستكتب إسم أتليتكو مدريد وسط الكبار وستجعل هذا الموسم موسم تاريخي بعد حصد الفريق لبطولة الدوري الأسباني .
ووصل الأتليتكو إلى لشبونة بعدما قضى على أبطال أوروربا السابقين وهم الميلان وبرشلونة وتشيلسي وحان وقت القضاء على ريال مدريد .
وقبل بداية المباراة أعلن أنشيلوتي تشكيل ريال مدريد فكان :
كاسياس
كارفخال – راموس – فاران – كوينتراو
خضيرة – مودريتش – دي ماريا
رونالدو – بنزيما – بيل
وأعلن سيميوني تشكيل فريقه كالأتي :
كورتوا
فيليبي لويس -خوان فران – ميراندا – جودين
جابي – مينديز – كوكي – راؤول جارسيا
كوستا -ديفيد فيا
ثم بدأت المباراة …
كانت هناك فرص مؤكده للتهديف منذ بداية المباراة للريال عن طريق جاريث بيل لكنه كان يتفنن في إضاعتها كعادته حتى أتت الدقيقة 35 فكانت كالصاعقة على مشجعين الملكي حيث أحرز جودين هدف التقدم لأتليتكو بعد خطأ من حارس الريال
الأسطورى إيكر كاسياس لينتهي الشوط الأول بهذه النتيجة
في الشوط الثاني كانت الدقائق تمر وكلما مرت دقيقة كان حلم العاشرة يبتعد وحلم الأولي يقترب حلم العودة للسيطرة الأوربية ينهار وحلم بطل جديد للبطولة يولد كانت هناك مشاعر متضاربة بين أبناء مدينة واحدة فالمنزل الذي به إحتفالات من جانب مشجعي الأتليتي كان بجانبه منزل يحمل شعار الريال تقام فيه مراسم جنائزية
انتهى الوقت الأصلى ودخلت المباراة في وقتها الإضافي 5 دقائق إضافية إحتسبها الحكم حسناً خمس دقائق للتويج ، بالتأكيد ظن اللاعبون أنها انتهت وظن المشجعون أنهم أصبحوا أبطال أوروبا أخيراً فإحتفلوا وأشعلوا النيران في مدريد ، ولكن راموس هو من أشعل النيران في لشبونة .
فكانت ضربة ركنية من أقدام لوكا مودريش إرتفعت الكرة ليطير لها راموس في هذه اللحظة توقف الزمن وأصبح راموس هو المتحكم الوحيد في كرة القدم حول العالم هو من جلس على العرش بعد 92 دقيقة حرب ، فسقطت الكرة على رأسه في الدقيقة92:46 لتدخل المرمي في الدقيقة 92:48 مجرد ثواني كانت كفيلة بتغيير مسار كرة القدم.
بعد هذا الهدف فقد لاعبوا أتليتكو الذاكرة بسبب الصدمة فماذا حدث ولماذا وكيف وأين ! لكن كان سيميوني على الخط يحثهم على العودة بالتصفيق لهم والدموع في عينيه فهو يعلم أنه قد إنهار كل شئ بسبب راموس .
وفي الأشواط الإضافية إستغل ريال مدريد فقدان الذاكرة للاعبي الأتليتي فأحرزوا هدفاً تلو الأخر عن طريق جاريث بيل ومارسيلو ورونالدو وكأنهم إستعادوا موهبتهم بعد هدف راموس .
ليحصد ريال مدريد البطولة العاشرة والتي كانت سبباً في حصده للحادية عشر والثانية عشر والثالثة عشر وكل هذا كان سببه رأسية راموس .