“هذا الرجل جعل البرازيل حزينة يومًا ما” .. باربوسا دفع ثمن جريمة لم يرتكبها ومات دون ان يشفي جرحه

‏اول 3 مشاركات للبرازيل في كاس العالم كانت مخيبه لآمال الجماهير ، ففي اول بطولة لكاس العالم عام 1930 خرج من المجموعات وثاني مشاركة عام 1934 ‏خرج من دور الـ 16 امام اسبانيا ، وفي عام 1938 خرج من النصف النهائي امام حامل اللقب ايطاليا وكانت هذه افضل مشاركة لهم وبعدها توقفت ال‏بطولة بسبب الحرب العالمية الثانية.

نجحو بعد ذلك في استضافه النسخه الرابعة للبطولة عام 1950 ، الجماهير البرازيلية شعرت بأن الحلم أقترب منهم خاصة وأنهم يملكون منتخب قوي ، وقبل المونديال كانو قد حققو بطولة كوبا امريكا في عام 1949. كان لديهم ‏مواسير باربوسا حارس يقول عنه زملاؤه انه افضل حارس برازيلي خلال تلك الفترة ، انطلقت كاس العالم الرابعة في البرازيل ونجحت منتخبات ‏البرازيل و الاوروغواي و اسبانيا والسويد في تصدر المجموعات الاربعة ليتأهلو ويلعبو في مجموعة جديده ويقابلو بعضهم من دور واحد.

حان موعد المواجهة الاخيره بين البرازيل ‏المتصدر و الاوروغواي صاحب المركز الثاني على ملعب الماراكانا بحضور 200 الف مشجع برازيلي جاهز لتتويج منتخب بلاده بالكأس ، و كانت البرازيل الاقرب للفوز باللقب حيث كانت تلعب بفرصتين الفوز والتعادل اما الاوروغواي يجب عليه الفوز فقط. ‏الصحف البرازيليه احتفلت بالكأس قبل يوماً من المباراة والجماهير كانت واثقه من الفوز بسبب النتائج المذهلة ، الفوز على اسبانيا 6-1 والسويد 7-1. سجلت البرازيل هدفاً مبكراً ، وفى الدقيقة 66 عدلت الأوروجواى النتيجة ، و جاءت اللحظة الكارثية بعد أن قام المهاجم الأوروجوياني ، بخدع الحارس باربوسا ، حيث تبين له بأنه سيمرر الكرة ، ليقوم لاعب الاوروجواي بتسجيل الهدف الثانى.

بعد المباراة انتحر عدد من المشجعين البرازيليين، وأعلن عدد من لاعبى المنتخب اعتزالهم، وأقفلت جميع المحلات والمتاجر، وأعلن الحداد الرسمى لثلاثة أيام ، وقرر الاتحاد البرازيلى تغير قميص المنتخب من اللون الأبيض، الذين اعتبروه نحس ، إلى اللون الأصفر.

كتبت الصحف أن باربوسا هو السبب ، وبينما كان اللاعب راكبا أحد القطارات فى المدينة، ويقرأ الجريدة، سمع رجلين يلقيان باللوم عليه، وقال أحدهما إنه لا يعلم ما قد يفعل إذا رأى باربوسا أمامه، حتى كشف باربوسا عن وجهه محاولا التحدث معه، ولكن الرجل نزل مسرعًا للمحطة التالية، ومرت الأيام، واستمرت حياة باربوسا، ولكنه لم يمثل البرازيل بعدها سوى فى مباراة واحدة.

فى أحد الأيام شاهدته امرأة كانت تسير مع طلفها فأشارت إليه قائلة لطفلها: “هذا الرجل جعل البرازيل حزينة يومًا ما” ، هذه الكلمات نزلت عليه كـالصاعقة. استمرت حياته محاصرة بالحزن والإحباط والأسى ، وعندما قرر “فيفا” تجديد ملعب الماراكانا وتغيير المرمى الموجود، والذى كان يتكون من الخشب، طلب باربوسا أن يأخذ هذا الخشب، ليحرقه، أملًا أن تحترق معه كل تلك الذكريات الأليمة.

حاول باربوسا الابتعاد عن الانظار و بدأ يعمل كموظف عمومي في المجمع الرياضي الذي يضم ملعب الماراكانا نفسه في منطقة السباحه وكان ذلك مصدر عيشه الوحيد لمدة 30 عام.

أكد باربوسا قائلاً في مقابلة ما : “اطول عقوبة في البرازيل هي 43 عام ، ‏انني ادفع ثمن غالي على جريمة لم ارتكبها”. ترك باربوسا ريو دي جانيرو وقرر الذهاب إلي مكان اكثر هدوء فانتقل هو زوجته لمدينة صغيره علي شواطئ ساوباولو ‏تدعى براي غراندي ، لم يكن يعرفه احداً هناك وكان مجرد شخص عادي ، عاش فيها حتى توفي في 7 ابريل عام 2000 بعمر 79 عاماً ، دون ان يشفي جرحه.

https://www.youtube.com/watch?v=wQjKIO9S0wo&feature=youtu.be&fbclid=IwAR2sNI3gi5IfSZiIbFD6dxkT_-cz9eeVMBjHYSYREtW1QWWaloNQEHifmGA

Exit mobile version