الجنرال محمود الجوهري رحل في صمت وأفرح شعب كامل بعد مرور 56 عاماً

ولد ( محمود نصير يوسف الجوهري ) في 20 فبراير 1938 في محافظة القاهرة ، من ذرية الإمامين الحسن والحسين وسيف الله المسلول خالد بن الوليد من البطون فزوجة جده الأكبر الشيخ أحمد الجوهري الكريمي الخالدي (أمنة بنت رحمة بنت شهاب الدين أحمد الصحاف بن عبد الله الشنواني) هي من ذرية شهاب الدين أحمد بن عثمان الوفائي العراقي المدفون في جامعه في شنوان بالمنوفية، وهو من ذرية غياث الدين مطر الجد المشترك لأشراف القدس والأشراف الوفائية الحسينيين بمصر ، وأخوه محمد الجوهري هو من أقنع بونابرت بالخروج من الأزهر ، الجنرال محمود الجوهري كان ضابطاً في الجيش المصري وأحد الذين شاركوا في حرب أكتوبر عام 1973م حيث كان ضابطاً برتبة مقدم، وخرج من الخدمة برتبة عميد في سلاح الإشارة .
 
بدأ حياته الكروية لاعباً بالنادي الأهلي المصري ولاعباً في منتخب مصر في الفترة من 1955م حتى 1966م ، بدأ حياته الكروية كلاعب بالفريق الأول في نادي الأهلي وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره وكان ذلك مابين ( 1955 _1964) مع نادي الأهلي المصري وحقق ستة بطولات للدوري العام وثلاث بطولات لكأس مصر وبطولة واحدة في دوري القاهرة وبطولة كأس الجمهورية العربية المتحدة ،
أيضا فاز بالأمم الأفريقية لاعبا حيث حصل على الكأس مع منتخب مصر عام 1957 و1959م وكان هداف البطولة ، كان ضمن الفريق المصري المشارك في أولمبياد روما 1960 ، لعب 25 مباراة دولية واعتزل مبكراً بسبب إصابة رباط صليبي تعرض لها في ركبته فاتجه إلى التدريب ، وبدأ من بيته النادي الأهلي وعمل مساعداً في البداية حتي تم الإشراف علي الفريق الأول في النادي الأهلي
 
عمل مدربا لفريق النادي الأهلي المصري في بداية الثمانينات من القرن العشرين ونجح في الفوز بأول بطولة أفريقية في تاريخ الأهلي المصري علي الفريق الغاني القوي أشانتي كوتوكو وهي دوري أبطال أفريقيا عام 1982 ، درب أيضاً في الإمارات العربية المتحدة فريق الشارقة ، في السعودية فريق الأهلي السعودي ، ثم تولى تدريب المنتخب المصري في سبتمبر عام 1988م واستطاع الوصول به إلى كأس العالم 1990م لثاني مرة في تاريخه بعد المرة الأولى ،حظي الجوهري بتكريم كبير لدي وصول المنتخب لكأس العالم ، الجوهري صاحب أشهر هتاف عرفته الكرة المصرية في تاريخها وهو شعار “جوهري- جوهري” الذي يهز القاهرة عقب تأهل مصر لنهائيات كأس العالم 1990 في إيطاليا، وبعد كل انتصار يحققه المنتخب المصري بعد ذلك، حتى أن الجماهير كانت تقف أمام منزل الرئيس لتهتف باسم الجوهري ولم يكن الأمن يتدخل في ذلك على عكس الأحوال الطبيعية وقتها ولقي ثناء وشكر الرئيس الراحل محمد حسني مبارك .
 
   
في كأس العالم 1990 وتعادل المنتخب المصري مع هولندا 1 / 1 في أولى مبارياته في المونديال كما تعادل مع إيرلندا من دون أهداف وخسر بهدف واحد أمام إنجلترا وخرج من الدور الأول ، اتهمه البعض بالمبالغة في الدفاع وعدم لعب كرة القدم خصوصاً مبارة ايرلاندا الشمالية تعمد اللاعبين إضاعة الوقت ، في عام 1991 بعد خلافات مع الاتحاد المصري لكرة القدم تقدم بالاستقالة ثم عاد لتدريب الأهلي من جديد لمدة موسمين ثم تصاعدت المشاكل حتي رحل عن النادي الأهلي ،
1992 فاز بكأس العرب وهو ما عوض خروج الفريق من الدور الأول في كأس الأمم الإفريقية في بداية العام ، استقال في يوليو تموز 1993 بعد إخفاقه في التأهل لكأس العالم 1994 ،ومنه إلي نادي الزمالك الذي أصبح أول مدرب مصري يتولي تدريب فريقي الأهلي المصري والزمالك المصري في تاريخ الكرة المصرية، كما كان أول مدرب يقود فريق الأهلي للفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1982م حينما تغلب على كوتوكو الغاني وعاد بالكأس، كما نجح مع الزمالك المصري في الفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1993م، والفوز بكأس السوبر الأفريقي بعد أن تغلب علي الأهلي المصري في جوهانسبرغ مطلع عام 1994م.
 
عاد إلي الإمارات العربية المتحدة من جديد وضرب فريق الوحدة لمدة موسم واحد ، عام 1996 : قاد منتخب عمان في كأس الخليج م قبل عودته إلى مصر ليقود المنتخب مرة أخرى ،مارس 1997 عُين الجوهري مدرباً لمنتخب مصر في عقب بداية متعثرة لتصفيات كأس العالم 1998 لكنه لم ينجح في التأهل ،فازت مصر تحت قيادته بلقب بطولة أمم أفريقيا عام 1998م والتي أقيمت في بوركينا فاسو وتغلب في النهائي على منتخب جنوب أفريقيا لكرة القدم بهدفين نظيفين، وهو أول مدرب يفوز بالأمم الأفريقية لاعباً ومدرباً حيث حصل على الكأس مع منتخب مصر عام 1957 و1959م وكان هداف البطولة. و يعد الجوهري من أبرز المدربين المصريين والعرب حيث تميز باستخدام إمكانيات الفريق الذي يدربه واستثمارها لتحقيق الفوز على منافسيه في العديد من البطولات، كما قاد الجوهري المنتخب الوطني المصري للفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية 1992 التي أقيمت في سوريا متغلباً على المنتخب السعودي 3 / 2 في المباراة النهائية
 
يوليو 1999 استقال الجوهري من تدريب مصر عقب خسارة كبيرة 5-1 أمام السعودية في كأس القارات 1999 في المكسيك لكنه عاد لفترة رابعة في مارس 2000 بعد الخروج من الدور الأول في كأس الأمم الافريقية ، 2002 ينهي الجوهري مشواره مع منتخب مصر بعد خروجه من دور الثمانية في كأس الأمم الإفريقية وإخفاقه في الوصول لكأس العالم 2002 ،2002 إلي 2007 تدريب منتخب الأردن لكرة القدم ويقوده لدور الثمانية في كأس آسيا 2004 ويستمر معه حتى عام 2007 ، عاد إلى مصر وعمل كمستشار في الإتحاد المصري لكرة القدم ، 2009 عمل مستشار الإتحاد الأردني لكرة القدم حتى وفاته في 3 سبتمبر 2012 .
 
يعشقه اللاعبون خصوصاً جيل التسعينيات ، أسس عام 1990 نظام الاحتراف في مصر، وشجع بعض اللاعبين المصريين على خوض تجربة الاحتراف في أوروبا وعلى رأسهم هاني رمزي وأحمد حسن وغيرهم، وعلى الرغم من اعتراف الجوهري بعد ذلك بأن نظام الاحتراف في مصر لا يزال قاصرا، فإنه أكد أن الإيجابيات موجودة، أبرزها أن اللاعب بات
 
 
 
يبذل قصارى جهده ليستطيع الانتقال إلى ناد أفضل وأنه قنن حركة اللاعبين إلى أوروبا بدلا من انتقال المواهب مجانا دون استفادة الأندية منهم .
 
بعد صراع قصير مع المرض استمر ثلاثة أيام تعرض الكابتن محمود الجوهري جلطة دماغية أدت إلى نزيف حاد بالمخ يوم الخميس 30 أغسطس عام 2012 ميلادية لينقل على إثر ذلك إلى أحد المستشفيات الكبرى في العاصمة الأردنية عمان حيث أعلن الأطباء عن وفاته إكلينيكيا وفي صباح يوم الاثنين 3 سبتمبر عام 2012م توفي محمود الجوهري عن عمر يناهز الرابعة والسبعين على إثر أزمة قلبية حادة. أقيمت له جنازة عسكرية في الأردن شارك فيها الأمير علي بن الحسين نقل إلى القاهرة في طائرة عسكرية كما أنه أقيمت له جنازه عسكرية مهيبة تقديراً له بأمر من الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية الراحل. إلا أن الراحل الكبير لم يكرم بجنازة عسكرية وودع دنياه على أكتاف أبنائه اللاعبين المصريين والأردنيين وكبار الشخصيات الرياضية ومحبيه من جماهير الكرة المصرية .
 
ولا ينكر أحد أن الكُرة المصرية والأردنية والعربية بشكل عام، افتقدت الجنرال الجوهري بعد أن اختاره الله إلى جواره بعد رحلة حافلة مليئة بالنجاحات والإنجازات وترك البصمات المؤثرة في كل موضع لقدميه.
 
 
Exit mobile version