حينما توج الأهلي ببطولة دوري ابطال افريقيا عام 2013 علي حساب اورلاندو بيراتس كان الحال في جنوب افريقيا شبه هادئا قبل ان يحدث الاعصار في مناجم الذهب وبلاد البافانا بافانا ، كان فريق اورلاندو بيراتس وكايزر تشيفز الجنوب افريقيا هما الفريقان المسيطران علي الكره في جنوب افريقيا .
في ملعب المباراة حيث يواجه الاهلي نظيره اورلاندو علي لقب البطوله كان هناك رجل اسمر يغمره التركيز ويفكر كيف يعود بفريقه لمنصات التتويج المحليه والافريقيه ، كان بيتسو قد تولي منذا عام تدريب فريق ماميلودي صان داونز الشهير الذي كان يعاني منذ عشر سنوات من الغياب الافريقي والمحلي هناك وضع الرجل خطته لنهضه شامله وكبيره ليست في فريق ماميلودي فقط ولكن لتمتد افريقيا ومحليا ، فبعد توليه مسوليه الفريق بعام واحد فقط نجح مع ماميلودي في تحقيق الدوري عام2013 ، لكن الرجل لا يعجبه هذا فقط حسنا لنضع خطه ونصنع فريق يكتسح الجميع ويبهر القاره باكملها .
دعنا عزيزي القارئ نعود بالذاكره قبل خمس سنوات حيث عام 2016 هل تتذكر ما حدث لقد خرج فريق صن داونز من دور 16 لبطولة دوري ابطال افريقيا قبل مرحلة المجموعات لكن اراد القدر مكافاة رجل افريقي كان يعمل ليلا نهارا لا يكل ولا يمل من البحث والتطوير والتنقيب ليعود صن داونز الي البطوله بقرار اداري من الاتحاد الافريقي وقتها ، وتذكر جيدا ما حدث بعدها راينا فريق يكتسح الاخضر واليابس يقدمون كرة قدم كانهم يعزفون بالا لات الموسيقيه مثلهم مثل الفيوفزيلا المزعجه للجميع لكن كان عزفهم اكثر امتاعا وابهارا ،لقد ربحو الزمالك مرتين خارج ارضهم وداخلها وايضا وصلو للنهائي وتوجوا علي حساب الزمالك المصري بعد مباراة كبيره قدمها بيتسو في بريتوريا قدم فيها اوراق اعتماده ونجاح مشروعه الذي بدا منذ اربع سنوات ، فريق هجومي مرعب تشعر و انك تشاهد البرازيل لقد كانو يرتدون الزي الاصفر تيمنا بالسامبا فلعبو وكانهم يمارسون كرة القدم في بطون امهاتهم .
لقد جعل بيتسو موسيماني فريق صن داونز بمثابة الكابوس علي كل الفرق الجميع يخاف من مواجهته فمصيرك في بريتوريا سيكون عارا سيلاحقكك في كل احلامك وتاريخك .
هل تتذكر الخماسيه الشهيره في شباك محمد الشناوي حارس الاهلي وكيف ظهر الاهلي عاجزا عن ايجاد حل لايقاف سيل الهجمات والفرص من قبل الفريق الجنوب افريقي ، لقد قدم بيتسو مباراة ستظل تاريخيه في اذهان كل مشجعي كرة القدم الافريقيه ، لقد كان امرا في غاية الخطر هذا الفريق لايتوقف عن اهانة خصومه ، يلعبون كرة قدم مجنونه ، وابل من الفرص ، مزيدا من الضغط والشراسه والسرعة والقوة البدنية التي تدمر الخصوم .
اعتمد موسيماني مع صن داونز علي طريقة 442 وطريقة 4231 ، لا مجال للخصم للهدوء دعهم يبحثون عن الكرة طيلة الوقت ، ارهقهم كثيرا لمحاولة استخلاص الكرة ، لا تدع منافسك يمتلك الكرة كثيرا استخلاص مبكر ثم نلعب كرة سريعه واستحواذ اكبر لنجعل خصومنا يخرجون من الملعب وقد ملأ العرق اجسادهم وظهر علي جبينهم التعب والارهاق ، سنهاجم بثمانية لاعيبين وندافع بعشرة لاعيبين ، اذا فقدنا الكرة ستكون مسوؤلية الجميع استرجاعها ، سنكثف هجماتنا من اليسار واليمين والعمق والتسديد ، نحن هنا نملك كل الحلول .
لقد جعل بيتسو فريق صن داونز فريقا صعبا علي اي خصم ومواجهتهم صعبه للغايه ومعقده .
في الاول من اكتوبر 2020 قرر الاهلي تحويل مشروع صن داونز الي مشروع احمر في قلعة مختار التتش فبعد رحيل السويسري فايلر عن تدريب الاهلي لعدم الاريحيه قرر الاهلي ان ينظر بعين ثاقبه ونظره لها ابعاد كبيره ، باستقدام الجنوب افريقي بيتسو موسيماني مدربا للفريق ليكون مدربا لمشروعا كبيرا وحلما اكبر وهو نفس الحلم الذي حدث في صان داونز وهو العوده للسيطره الافريقيه ، لقد جاء بيتسو من مناجم الذهب الي قلعة الذهب والمجد .
لقد تسلم بيتسو موسيماني فريقا شبحا ، يلقي الكثير من الاتهامات والتشكيك ، فريقا مفككا بمعني الكلمة مهلكا بدنيا وفنيا بعد عودة التوقف بسبب جائحة كورونا ، لقد كان الامر صعبا للغايه ومعقدا فالفريق علي بعد ايام من مواجهة نظيره الوداد في ذهاب الدور قبل النهائي من بطولة دوري ابطال افريقيا .
حاول موسيماني في البداية اعادة الامور الي نصابها الصحيح واعادة الثقه للاعيبين وتجهيزهم بدنيا وفنيا لقراءة افكاره وخططه ، بالفعل عاد الهدوء الي الفريق ليحسم الدوري ويتوج الاهلي بطلا للدوري 42 في تاريخه ، لقد اعطي هذا حماسا كبيرا للفريق ، منذ اليوم الاول كان موسيماني واضحا مع الجميع وطلب من الادارة والجماهير الصبر والدعم ، بالتاكيد هذا الامر جيدا يجب عليك الصبر والدعم لتري مشروعا يخرج للنور ، لقد نجح بيتسو في عبور الوداد ذهابا ايابا بنتيجة خماسيه مقابل هدف بمجموع المباراتين ، لقد ظهر الفريق بشخصيه كبيره خارج وداخل الارض ، ليضرب موعدا تاريخيا مع نظيره الزمالك بذكريات بطولة 2016.
وضع بيتسو خطة مباراة الزمالك وقال للاعيبين حسنا لندع لهم الكرة هذه المره ونقف جيدا وندافع بشكل جيد حتي تخور كل قواهم ثم نضربهم الضربه القاضيه كما يحدث في مباريات الملاكمه ، بالفعل ما قاله موسيماني للاعيبين حدث كما لو انه سيناريو اعده ولفريد هتشكوك مخرج افلام الرعب ومخرج افلام هوليود ، لقد نجح الاهلي للفوز باللقب الافريقي الغائب بعد اقل من شهرين علي تولي موسيماني المسؤوليه ، بالتاكيد موسيماني وضع خريطة الفريق ورسم مشروعه جيدا واعده من كل الجوانب .
بعدها باقل من اسبوع توج بكاس مصر ليحقق اول ثنائية له مع الفريق وفي انتظار ثلاثية اذا فاز ببطولة السوبر المصري، وايضا مباراة منتظره علي لقب السوبر الافريقي امام نهضة بركان .
يحاول بيتسو اعادة الفريق لسابق رونقه ويحاول جليا في فرض اسلوبه وشخصيته مع الفريق ويقدم كرة قدم ممتعه تقود الاهلي الي السيطرة والهيمنة الافريقيه ، لكنه قالها في بداية توليه فقط امنحوني الوقت والدعم ، بيتسو الذي لم يستقر حتي الان علي تشكيل اساسي للفريق ويتعرض لغيابات مهمه لنجوم الفريق لكنه لا يتوقف عن المحاولة والتصحيح ،اكثر ما يميز الرجل هو الوضوح فقد خرج في اكثر من مباراة ينتقد اداء الفريق ويحمل نفسه المسؤليه ،بيتسو الذي يري ان الفريق يحتاج الي عنصرين في الخط الهجومي يمتلكو الحلول الفرديه والمهاريه ، فبعد تتويج الفريق ببرونزية كاس العالم للانديه تحدث موسيماني ان الفريق يحتاج الي عنصر او اثنان قادران علي صناعة الفرص والخطورة الدائمه .
حتي الان نجح بيتسو موسيماني في تكوين فريق صلب دفاعيا للغايه فريق ليس من السهل اختراقه ولا تشكيل خطوره علي مرماه ويحاول بكل قوة في ايجاد حلول هجوميه تجعل الفريق قادرا علي التسجيل وصناعة الخطوره باستمرار ، لنري ما يمكن ان يفعله بيتسو موسيماني حتي ينجح مشروعه مع الفريق .
لقد لعب الفريق حتي الان تحت قيادة بيتسو 29 مباراة حيث فاز في 20 مباراة وتعادل في ثلاثة وتلقي الهزيمه في مباراتان امام بايرن ميونيخ وسيبما التنزاني .
يملك موسيماني رقما مميزا للغايه حيث نجح في الفوز في 70 % من المباريات التي خاضها مع الفريق .
يمتلك موسيماني ايضا رقما هاما في بطولة الدوري حتي الان وهو انه الفريق الاكثر تسديدا علي المرمي خلال ال 90 دقيقه بنسبة 14.6 تسديده .
دفاعيا موسيماني يمتلك رقما جيدا للغايه حيث لعب 29 مباراة استقبل ١٦ هدف لكن خرج ب 20 كلين شيت مع الفريق .
هجوميا سجل لاعبو الاهلي تحت قيادة موسيماني ٥٤ هدفا ويعد هذا الرقم علامة استفهام كبري فلاعبو الاهلي يصنعون العديد من الفرص لكن اهدار غير طبيعي للاهداف من اللاعبين فحتي بواليا لم يقدم المنتظر منه حتي الان ويمر بفترة تذبذب .
في الاخير كرة القدم اصبحت لا تعتمد علي الاحصائيات والنتائج و الارقام فقط لكن يجب النظر الي مايقدمه الفريق من اداء ومستوي وايضا النظر الي بعض الصعوبات التي تواجه الفرق من ضغط مباريات وغياب عناصر مهمه للفريق ، بالتاكيد موسيماني حتي الان نجح بنسبة 90% من المطلوب منه مع الفريق لكن الجميع ينتظر ان يقدم الفريق اداء هجوميا وكرة قدم ممتعه كما كان يفعل مع صان داونز ، بالتاكيد كما قال موسيماني يحتاج الاهلي الي لاعيبين من طراز رفيع في الخط الهجومي لكي يصنو الفارق ويترجمو السيطره والاستحواذ وصناعة الفرص .
موسيماني يمتلك في الصيف القادم فرصه كبيره لاستقدام عناصر قادره علي صناعة الفارق حتي يكتمل مشروعه ويقدم المنتظر منه .