عندما يدق جرس البداية في الساعة الثالثة عصر السبت، ستكون جماهير النادي الأهلي أمام مواجهة تحمل عبق التاريخ وصدى التحديات، حيث يواجه بطل إفريقيا فريق أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي في لقاء الأصعب هذه المواجهة تأتي في ظل أجواء حارة وصعبة بجنوب إفريقيا، وهي ليست مجرد مباراة عادية، بل اختبار صعب لفريق القلعة الحمراء الطامح في التألق القاري.
أورلاندو بايرتس.. عمق هجومي وعيوب دفاعية قاتلة
فريق أورلاندو بايرتس يتميز بأسلوب هجومي ديناميكي قادر على استغلال أدنى أخطاء الخصوم، يعتمد الفريق بشكل كبير على الدخول في العمق، وهو ما يجعل خطأ صغيرًا من الرباعي الخلفي للأهلي بمثابة كارثة حقيقية، وأحد أبرز نجوم أورلاندو هو موفوكينج، الذي شارك في 17 مباراة هذا الموسم وساهم في 11 هدفًا (سجل 4 وصنع 7).
موفوكينج يتميز بمهارات فردية استثنائية وقدرة عالية على التسديد خارج منطقة الجزاء، وهو بارع في إرسال الكرات الطولية الدقيقة التي يمكن أن تتحول إلى تهديد مباشر على المرمى، كما يُجيد اللعب في مراكز متعددة، مثل الجناح الأيسر والجناح الأيمن وخط الوسط الأيسر، هذه المرونة تجعل مراقبته مهمة صعبة، لكن يمكن السيطرة عليه من خلال الدفع بأكرم توفيق على الجبهة اليمنى وطاهر محمد طاهر وحسين الشحات في الأجنحة، لتميزهم في الأدوار الدفاعية.
إلى جانب موفوكينج، يشكل ماجكوبا تهديدًا خطيرًا في خط الهجوم. اللاعب يمتلك سجلاً تهديفيًا مميزًا، حيث سجل 6 أهداف في 15 مباراة، منها 4 في دوري جنوب إفريقيا كما سجل هدف في شباك الحارس المغربي ياسين بونو خلال أمم إفريقيا الأخيرة، ماجكوبا يُجيد الرأسيات والتسديدات القوية، مما يجعل الكرات العرضية نقطة قوة رئيسية للفريق الجنوب إفريقي.
الثغرات الدفاعية لأورلاندو.. فرصة للأهلي للتألق
على الرغم من قوة أورلاندو الهجومية، فإن الفريق يعاني من مشكلات دفاعية واضحة، خلال مباراته الأخيرة أمام ستيلينبوش، التي خسرها 1-0، ظهرت عيوب كبيرة في التنظيم الدفاعي، الدفاع كان متقدمًا بشكل غير مبرر، ما خلق مساحات شاسعة خلف الخط الخلفي، استغلها الفريق المنافس بتوجيه كرة طولية ناجحة.
الأهلي يمكنه استغلال هذه المساحات بسهولة عبر لاعبين يمتلكون السرعة والذكاء في التحرك، مثل الشحات، الكرة الطولية ستكون سلاحًا فعالًا في هذا اللقاء، لا سيما أن دفاع أورلاندو يبدو ضعيفًا في التعامل مع الكرات المرتدة، إذا تمكن الأهلي من تسجيل هدف مبكر، يمكنه الاعتماد على الهجمات المرتدة لباقي المباراة، وهو أسلوب يتماشى مع طبيعة الأجواء القاسية في جنوب إفريقيا.
الشناوي ومواجهة التسديدات البعيدة
الحارس محمد الشناوي يُعد أحد أعمدة الأهلي الأساسية، لكن عليه الحذر من التسديدات البعيدة، التي تُمثل أحد أبرز أسلحة أورلاندو، اللاعب المغربي زهير المترجي سبق أن هز شباك الشناوي بهدف من خارج المنطقة في مباراة نهائي دوري أبطال إفريقيا، وهو سيناريو قد يتكرر إذا لم يكن هناك تنظيم دفاعي جيد أمام منطقة الجزاء، يجب على كولر تكليف لاعبي خط الوسط، مثل مروان عطية وكوكا وإمام عاشور، بفرض رقابة صارمة على موفوكينج وماجكوبا لمنعهم من تنفيذ تسديداتهم المميزة.
التشكيل الأفضل للأهلي.. سد دفاعي ومنظومة مرنة
من الأفضل أن يعتمد المدرب مارسيل كولر على تشكيلة تجمع بين الصلابة الدفاعية والمرونة الهجومية، على الجبهة اليمنى، وجود أكرم توفيق ضروري للتعامل مع اختراقات موفوكينج، بينما سيضطلع حسين الشحات وطاهر محمد طاهر بأدوار مزدوجة تجمع بين الهجوم والدفاع، في خط الوسط، يُفضل أن يبدأ الأهلي بالثلاثي كوكا ومروان وإمام، لتأمين العمق الدفاعي وفرض السيطرة على منطقة الوسط.
ذكريات المواجهات السابقة.. دروس يجب تعلمها
آخر لقاء جمع بين الأهلي وأورلاندو انتهى بفوز الفريق الجنوب إفريقي بنتيجة 4-3، في مباراة مثيرة شهدت العديد من الأخطاء الدفاعية من جانب الأهلي، تلك المواجهة تُبرز أهمية الحذر والتركيز في المباراة القادمة، خاصة أن أورلاندو يملك تاريخًا جيدًا في استغلال الأخطاء الفردية والجماعية.
خاتمة.. بين الحلم والتحدي
مباراة الأهلي وأورلاندو بايرتس ليست مجرد مواجهة كروية، بل هي اختبار حقيقي لإمكانات الفريق الأحمر وقدرته على التكيف مع الأجواء الصعبة والضغوط العالية، إذا تمكن الأهلي من استغلال نقاط ضعف أورلاندو وتنفيذ خطة محكمة، ستكون لديه فرصة كبيرة للعودة بانتصار ثمين يُقربه خطوة من تحقيق أهدافه القارية.
جماهير الأهلي تنتظر بفارغ الصبر صافرة النهاية، على أمل أن تحمل معها بشائر الفرح وانتصارًا يُضاف إلى سجل الفريق الحافل بالإنجازات.