هنا تُكتب الأساطير حشود جماهيرية تاريخية تُشعل لقاء البقاء بين سيد البلد وبرازيل مصر

 

اليوم إبداءٍ مختلف، ومشهدٍ لا يتكرر كثيرًا فى ملاعبنا، تتجه أنظار عشاق الكرة المصرية مساء اليوم إلى واحدة من أكثر المباريات انتظارًا فى مجموعة الهبوط، مواجهة مشتعلة بين الاتحاد السكندري والإسماعيلي، فى هذه ملحمة جماهيرية من العيار الثقيل، صراع كروي بنكهة الثورة، واحتفالية جماهيرية قد تُسجل فى كتب التاريخ، كأكبر عدد حضور جماهيري فى لقاء لهذا الموسم، وذلك من جانب جماهير الفريقين.

حشود لا تُعد ولا تُحصى، الجماهير تعلن الطوارئ، من الإسكندرية إلى الإسماعيلية، الشوارع تنبض بالحماس، والمدرجات تتحول إلى ساحات من الأهازيج والرايات، جمهور سيد البلد أعلنها صراحة: “لن نترك الفريق وحده فى معركة البقاء، فبدأت القوافل تنطلق من عروس البحر إلى ديار الدراويش، فى مشهد لم نره منذ سنوات.

أما جمهور الدراويش، فكالعادة، وفيٌّ فى السراء والضراء، يُجهز مفاجآت من المدرجات، بحضور جماهيري كبير كالعادة، أغاني محدثة، وأعلام ترفرف كأنها رايات النصر… فالإسماعيلي اليوم لا يلعب وحده، بل خلفه مدينة كاملة تهتف باسمه.

نكهة خاصة مباراة تعني أكثر من ثلاث نقاط، هذه المباراة، وإن كانت على الورق ضمن مواجهات مجموعة الهبوط، فإنها على أرض الواقع قمة جماهيرية مصغرة، صدام بين شعبين كرويين، كلٌ منهما يتمسك بالأمل، يُصارع للبقاء بين الكبار، ولا يقبل الهبوط كاحتمال.

الملعب سيكون مكتمل العدد ولربما يتجاوز التوقعات، لأن الجماهير تدرك أن هذه المباراة قد تكون مفصلية فى مصير ناديها، فكل هتاف، كل تصفيقة، وكل صيحة من المدرج قد تكون شرارة النهوض أو لحظة الانكسار.

ومن المدرجات تبدأ الحكاية والأهازيج تصنع الفارق، تصوّر المشهد الأعلام تُلوّح فى السماء، الدفوف تُقرع على إيقاع القلوب، الأهازيج تُلهب الأجواء، وكأنها سيمفونية جماهيرية لا تُمل، يالا يا اتحاد، راجعين بيها من الإسماعيلية، دراويش دايمًا على العهد باقيين.

اليوم ليست مجرد شعارات، بل هى وعود جماهيرية تُترجم داخل المستطيل الأخضر، هي الروح التي تدفع اللاعبين لتجاوز حدودهم، لتصبح كل كرة مشتركة معركة، وكل تسديدة أملًا.

ومع صراع البقاء، وذاكرة التاريخ لا تنسي الاتحاد والإسماعيلي، ناديان عريقان بتاريخ يُحكى على المقاهي وفى الجلسات الكروية، واليوم تفرض الظروف واقعًا قاسيًا، الهبوط يلوّح فى الأفق، لكن الرفض الجماهيري أقوى من أي واقع.

كل جماهير مصر، حتى من خارج الفريقين، تُتابع هذه المباراة بشغف، لأنها تمثل روح الكرة الحقيقية الحب، الانتماء، القتال حتى الرمق الأخير.

إنها ليلة لن تُنسى، مباراة من نار، جمهور يُغني والقلوب على الأعصاب، فمهما كانت النتيجة، فإن من سيكسب أولًا هو عِشق كرة القدم الحقيقي.

ومن سيخسر، فعليه أن ينحني احترامًا لهذا الحضور الجارف، لهذا الشغف النادر، لهذه الجماهير التي كتبت اليوم فصلًا جديدًا من “الوفاء الكروي” بأحرف من ذهب وعرق وصوت وهتاف لا ينتهي.

Exit mobile version