ما بين الثقة والغرور …كولر أسقط الأهلي بنفسه

لم يكن خروج الأهلي من نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا صدمة بالنسبة لي في الحقيقة، كنت أراه قادمًا من بعيد منذ نهاية مباراة الذهاب، والنتيجة التي بدت مُرضية للبعض، كانت بالنسبة لي مجرد وهم مؤقت قلتها وقتها بكل وضوح:

“لا تنخدعوا، الأمور لم تُحسم بعد”.

الإحساس بالخطر كان واضحًا توقعت السيناريو، وتوقعت أن التاريخ سيعيد نفسه. وقبل العودة، استعدت في ذهني مشهد أورلاندو في دور المجموعات حيث التعادل في جنوب أفريقيا والهزيمة في القاهرة وأطلقت تحذيرًا واضحًا لكولر خلال المؤتمر الصحفي:

“احذر، ما حدث قد يتكرر!”، لكنه كان واثقًا، أكثر من اللازم. قال لي: “صنداونز ليس أورلاندو”، وكأنه يراهن على الفروق الفنية ويتجاهل أن الكرة لا تعترف إلا بالواقعية.

ركن الباص؟ هذا ليس أسلوب الأهلي

الخطأ القاتل الذي ارتكبه كولر لم يكن في التشكيل ولا في الاختيارات، بل في الفلسفة. الأهلي، بعد أن سجل هدفًا مهمًا، قرر التراجع والدفاع ركن الباص ببساطة، كولر تخلى عن هوية الأهلي وكأنك تطلب من أسد أن يتظاهر بالضعف في وجه فريسته.

أنت تلعب أمام صن داونز، فريق محترم وقوي ويعرف كيف يعود في أي لحظة، وليس أمام خصم هاوٍ يخاف من الهجوم. ما فعله كولر لم يكن حذرًا… بل كان انتحارًا ببطء.

التاريخ يعيد نفسه لأن كولر لا يتعلم

استقبال الأهداف في اللحظات الأخيرة لم يعد استثناءً، بل تحول إلى علامة مسجلة في حقبة كولر تتكرر الأخطاء، وتتكرر السيناريوهات، والمدرب واقف يراقب وكأن الزمن يعيد نفسه على شاشة بطيئة، دون أن يحرك ساكنًا.

المدرب الذي لا يتعلم من أخطائه، لا يستحق أن يستمر هذا هو جوهر الأزمة. يمكن لأي مدرب أن يخطئ، لكن الكارثة أن تكرر نفس الأخطاء بنفس الطريقة وتنتظر نتيجة مختلفة. وهذا هو ما فعله كولر مرارًا.

شكرًا كولر… ولكن الأهلي يحتاج أكثر من ذلك

لا أحد ينكر أن كولر حقق بطولات، وسجّل أرقامًا جيدة. لكنه في الأوقات الحرجة، وفي لحظات الحسم، بدا عاجزًا. لا يملك حلًا، ولا يملك رد فعل مجرد مدرب يتمنى مرور الوقت بأقل الخسائر، بينما الأهلي نادٍ لا يقبل إلا بالهيمنة.

الأهلي لا ينتظر الخصم، الأهلي هو من يصنع الرعب. من يهاجم، من يضغط، من يفرض أسلوبه وإذا تحولنا إلى فريق يعتمد على الحذر والانتظار، فنحن ببساطة فقدنا هويتنا.

القرار الآن؟ من وجهة نظري، يجب أن يكون هناك تغيير. شكرًا كولر على ما قدمت، لكن الأهلي بحاجة إلى مدرب يُفكر بعقلية البطل، لا بمنطق البقاء على قيد الحياة.

Exit mobile version