في تاريخ النادي الأهلي، اعتادت جماهيره أن تتغنى بالأرقام القياسية، بالألقاب، بالأمجاد التي خُطّت في كتب التاريخ بحروف من ذهب. الأهلي هو “نادي القرن”، سيد إفريقيا، وفارس البطولات المحلية والقارية، وأحد ممثلي العرب الدائمين في كأس العالم للأندية.
لكن أحيانًا، حتى العمالقة قد يتعثرون، ليس لأنهم صغار، بل لأن الرحلة الطويلة في القمة تأتي بتكاليفها.. وفي الولايات المتحدة، تحديدًا على ملعب “ميتلايف” الشهير، كتب القدر سطرًا جديدًا في دفتر الأرقام.. لكنه هذه المرة ليس سطرًا للتفاخر.
سقط الأهلي أمام بالميراس البرازيلي بهدفين دون رد، في الجولة الثانية من دور المجموعات بكأس العالم للأندية 2025. خسارة ثقيلة في معناها أكثر من نتيجتها.. لأنها لم تكن مجرد هزيمة عابرة، بل كانت الخطوة الأخيرة نحو رقم سلبي غير معتاد على الشياطين الحمر: الأهلي أصبح الفريق الأكثر خسارة في تاريخ كأس العالم للأندية برصيد 15 هزيمة كاملة.
رقم لم يكن يتوقعه أكثر المتشائمين. الأهلي، صاحب المشاركات المتعددة والميداليات البرونزية المتكررة، وجد نفسه فوق قمة إحصائية لا يرغب أحد أن يعتليها.
وللمفارقة.. يأتي خلف الأهلي مباشرة نادي أوكلاند سيتي النيوزيلندي بـ13 هزيمة، ولكن الفارق أن أوكلاند يدخل البطولة في معظم الأحيان كبطل أوقيانوسيا المتواضع.. أما الأهلي، فهو بطل إفريقيا المتوّج دائمًا بالطموحات، المحمّل على أكتافه بآمال جماهير تعشق اللون الأحمر حتى آخر نفس.
الأهلي الذي كان يومًا ما “جلّاد الكبار” في مونديال الأندية.. أصبح فجأة “أسير الأرقام السلبية”. لكنها كرة القدم.. تعطي بقدر ما تأخذ، وتُعلم الأندية الكبرى أن القمم لا تُحجز مدى الحياة، بل تُنتزع كل موسم من جديد.