تقارير

من نجريج للأنفيلد صلاح يحتفل بعيد ميلاده السابع والعشرون

في الخامس عشر من شهر يونيو لعام ١٩٩٢ لم تكن تلك السيدة تعلم وهي تصرخ من ألام الوضع بإن هذا الصبي سيكون بهذا الشأن العظيم ،ولما لا فمثلها مثل الكثير من سيدات الريف المصري تلد أطفالا وتتركهم لعجلة الحياة.

طفل صغير ذو عدد سنوات لا تتجاوز أصابع الكفين يجلس بإهتمام وشغف أقرانة الكبار يلعبون الكرة ويركضونها فيما بينهم وهو لا يلعب معهم لصغر وضألة حجمة ، فيقرر معاقبة الجميع بالتفوق عليهم .

في لحظة كانت الكرة بين قدمية فراوغ هذا وتخطي ذاك ومن حالفة الحظ بينهم وقف ثابتا علي قدمية ولم يقع فريسة لمهارة هذا القصير ، فخطفتة عين ذئب قابع بالجبل الأخضر ومن هنا كان الفصل الأول من حكاية بطلنا.

كان يمني النفس باللعب مع الفريق الأول فقط وإثبات الذات كي تسعد والدته به ، ويتباهي الوالد بنجلة بين الجيران والأقارب ، ومع منتخب الشباب كانت عين مصطفي يونس علية فأختاره وكانت هناك مفاضلة بينة وبين أحمد فوزي لاعب أعسر آخر وموهوب ، في النهاية أختار القدر أن يكافئ صاحبنا فلعب وتألق أكثر وأكثر ليذهب إلي أوروبا لبلاد المال والساعات النفيثة ، وكان دقيقا كدقة تلك الساعات ليتألق ويثبت نفسة من أول مباراة ضد لوزيرن.

في الدوري الأوروبي سجل الفصل الثاني من رحلتة بعدما سجل في تشيلسي وتوتنهام لتتكاثر الأقاويل حولة ومع تألق كبير بأولمبياد لندن وتلاعبة بمارسيلو كما تتلاعب الرياح بأوراق الشجر في فصل الخريف ينضم لصفوف تشيلسي ليخرج مورينيو بعدها مصرحا بيكفي بأنة لن يسجل في مرمانا من جديد بعدما أدمن التسجيل في مرمي بيتر تشيك.

رحلة لم تكن طويلة ، بل كانت سريعة أجمل ما فيها هدف في مرمي الجنرز وفي مرمي تشيك أيضا.

ليبدء الفصل الإيطالي هذه المرة من الفيولا البنفسجية للعاصمة روما الحمراء ،وهذا الفصل كان ناجحا جدا فتحول رويدا رويدا من مجرد شاب من العامة إلي قيصر روما الجديد .

هذا المنصب النبيل لم يقف حائلا أمام حلم الشاب المصري في إثبات الذات أكثر وأكثر فعاد لبلاد الضباب مرة أخري والشكوك تتربص به ، تري هل سيتألق أم لا ؟

تلك الشكوك بدأت بالتلاشي حتى أختفت تماما وأصبح الطفل المصري الصغير الذى كان ينتظر فرصة للعب مع أقرانة في الشارع إلي أسطورة 

من تربي بين الذئاب في مصر وإيطاليا من السهل علية العيش بين الوحوش.

الفصل التالي من القصة كان الاكثر روعه ففيه عاد لإنجلترا من جديد فارسا مغوارا رافعا رايات طائر الليفر ومرددا نشيد لن تسير وحدك .

تحول صلاح هنا من لاعب جيد إلي لاعب ممتاز إلي لاعب فئة السوبر ستار خلال موسمين توج فيهما بلقب الهداف ورفع ذات الاذنين في مدريد علي حساب توتنهام ومسجلا في المباراة النهائية كأول لاعب مصري وثاني لاعب عربي يفعل هذا الأمر.

صلاح الآن يريد أن يتوج مع المنتخب بلقب قاري والبطولة بين أحضان الفراعنه وبحضور جماهير مصرية تريد أن تفرح من جديد فمنذ ٢٠١٠ ونحن غائبون ، لكن هذه المرة لدينا محمد صلاح.

فنتمنى جميعا أن يحتفل محمد صلاح بعيد ميلاده السابع والعشرون وهو متوج بلقب كأس الأمم الأفريقية وبلقب الأفضل في العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى