دوري أبطال اوروبا

حكاية ثلاثة شهور من الجنون في دوري أبطال أوروبا و “ريمونتادا ” قتلت الجميع

 

بعد ثلاثة شهور من الجنون في الأدوار الإقصائية لبطولة دوري أبطال أوروبا ظهر أخيراً الفريقان المتأهلان للنهائي ، ولكن لم يكن تأهلهما عادياً أو منطقياً .

فكيف يكون تأهلهما عادياً وروتينياً ومنطقياً في نسخة أوروبية شعارها ” لا للمنطق ” ؟

” لا للمنطق والعقل ونعم للروح والإصرار ” هو شعار ثلاثة شهور من دوري الأبطال هذا الموسم ثلاثة شهور شهدنا فيها إذلال كبير القوم وعودة الشياطين الحمر وثلاثية رونالدو التاريخية وأزمة قلبية لجوارديولا ورأينا أيضاً جريمة بشعة في إيطاليا وهي قتل 11 طفل لسيدة عجوز ثم شعرنا بالأسف للحراس بسبب أهداف ميسي الموجعة وختمها الإنجليز بحرق جميع كتب أرسطو وأفلاطون في المنطق .

فكانت بداية التصفيات لدور 16 يوم 12 فبراير ، وقتها كانت الأمور هادئة والكل يتوقع الفائز في إطمئنان وسلام وبكل ثقة ويرجح عقله وبعد إنتهاء مرحلة الذهاب فقط أخذوا يتوقعون من سيلاقي من في الدور المقبل!

فالأغلبية قالت ريال مدريد مر بسلام واليونايتد سيخرج خروج مشرف من باريس وروما ضمنت الصعود ودفاع سيميوني لن يستقبل أهداف في إيطاليا ،،، وقد كان

أولي مباريات الإياب كانت بين ريال مدريد وأياكس يوم 5 مارس وقتها شعر لاعبوا الريال بقيادة المغفور له سانتياجو سولاري أن المباراة قد إنتهت في الذهاب وان أطفال أياكس أتوا إلي أسبانيا من أجل الفسحة لكن ضربهم أياكس بأربعة أهداف لهدف سجهلم زياش ونيريس وتاديتش وشونة ليتأهل أياكس لربع النهائي وسط ذهول من كل الجماهير حول العالم حتى مشجعي أياكس ، و كان هذا جرس الإنظار لباقي الفرق ولكن لم يستمع له أحد.

https://www.youtube.com/watch?v=J_Dyu55ZLu4&feature=share

في اليوم الذي يليه كانت هناك عودتان الأولي في ملعب حديقة الأمراء حيث فاجئ لوكاكو أصحاب الأرض بهدف في الدقيقة الثانية ولكن بعد التعادل لباريس عن طريق بيرنات ظهر الإطمئنان على وجه مشجعين النادي باريس سان جيرمان فلن يستطيع مانشيستر يونايتد الجريح أن يتأهل على الكبير الباريسي في ملعبه ، فأحرز لوكاكو هدف التعزيز للشياطين في الدقيقة 30 وإنتظر راشفورد حتى الدقيقة 94 ليصدم كل من كان في باريس يومها.

https://www.youtube.com/watch?v=u-EIGmSCt4w&feature=share

وأيضاً في ملعب الدراجاو في البرتغال كان بورتو يفي بعهده للبطولة هذا الموسم فإستطاع تحقيق الفوز والتأهل على حساب روما في الدقيقة 117 عن طريق تيليس من ركلة جزاء.

كل هذه المفاجأت حدثت في يومين فقط ، فكانت البطولة تقول لنا أننا لن ولم نرى مثل هذه النسخة من دوري الأبطال!

وفي الإسبوع الذي يليه إكتفينا بريمونتادا وحيدة لكنها كانت خيالية قام بها كريستيانو رونالدو وحده فأرسل بها دييجو سيميوني إلي مزرعة بطيخ.

لينتهي دور ال16 الأكثر إثارة منذ زمن بعيد بأربعة ” ريمونتادا ” إثنين منهم كانا خارج الأرض بالنسبة لأياكس واليونايتد ومثلهم داخل الأرض لبورتو واليوفي.

وندخل في إياب دور ربع النهائي ، فكانت مباراتي توتنهام والسيتي ويوفينتوس وأياكس هما الحدث الأكبر في هذا الدور.

يوم 16 أبريل أول مباراة في إياب ربع النهائي شباب أياكس يواجهون يوفينتوس على ملعبه ووسط جمهوره ولدي اليوفي أسماء لاعبين رنانة في أوروبا ولاعب حصد هذه البطولة خمس مرات سابقة ، وزاد رونالدو الأمور سوءاً وتقدم بالنتيجة في الدقيقة 28 ، لكن كما جرت العادة من الدور السابق أياكس لم يعطي إهتماماً لهذا كله فأخذوا يمررون الكرة التي عرفت طريقها لمرمي تشيزني ليسجلوا الهدف الأول عن طريق فان دي بيك ثم إخذوا إستراحة وعادوا ليسجلوا الهدف الثاني عن طريق دي ليخت ، وقتها حاول رونالدو العودة بالنتيجة لكنه لم يستطع أن ينظف الفوضي الذي فعلها أولاد أياكس فالفوضي كانت عارمة ، ليتأهل أياكس .

https://www.youtube.com/watch?v=KeSqnATEheE&feature=share


وفي مباراة الإياب بين توتنهام والسيتي لم تحدث ريمونتادا ولكن هذه المباراة تجبرك لذكرها في كل وقت وفي كل حين ، فكانت بداية التسجيل من عند السيتي في الدقيقة الرابعة وهذا طبيعي ومقبول لكن من غير الطبيعي أن يسجل توتنهام بعد ثلاثة دقائق فقط ليعادل النتيجة وأيضاً يعود في الدقيقة العاشرة ليسجل الهدف الثاني ويتقدم في ملعب الإتحاد ثم يسجل السيتي هدف التعديل في الدقيقة 11 ( أربعة أهداف في 11 دقيقة) وبعدها بعشرة دقائق يتقدم ستيرلنيج للسيتي ( خمسة أهداف في 21 دقيقة) ، وفي الشوط الثاني سجل اجويرو هدفاً رابعاً لفريقه قبل ان يعود ليورنتي ليحرز هدف تقليص الفارق والتأهل للسبيرز ، ولكن.

هل هذا السيناريو يكفي لتنتهي به المباراة ؟ هل ستشعر البطولة أنها أمتعتنا بالحد الكافي إذا انتهت المباراة بهذه النتيجة ؟ بالتأكيد لا فكان يجب أن توضع بهارات ولقطات مجانية لتغير المشاعر في لحظة

فأحرز رحيم ستيرلينج هدف التأهل الذي سبب حالة من الفرح الشديد لكل الجماهير ومعهم بيب جوارديولا ولكن أتي VAR ليُكمل متعة اليوم ويلغي الهدف ويجعلنا نرى لحظات مأساوية بعد ثواني من لحظات الإحتفال.

ثم ندخل إلي نصف النهائي

7 مارس ليفربول يلاقي برشلونة بقيادة ميسي في الإياب بعدما خسر ذهاباً بثلاثية ويغيب عن ليفربول ثلاثة لاعبين من ركائز الفريق أولهم صلاح ثم فيرمينو وكيتا ، “مستحيل ” قالها المحبين قبل الشامتين ، فلديهم ميسي ولدي ليفربول غيابات ومدرب قد لازمه النحس فبالتأكيد مستحيل

ولكن في الدقيقة السابعة ظهر أوريجي ليتابع كرة هيندرسون ويسجلها وقتها نظرت جماهير برشلونة لبعضها ثم جاء في أذنها صوت المعلق الإيطالي الذي كان يقول ” مانولاااااااس ” بصوته المميز في ريمونتادا روما

لكنهم ذهبوا بسرعة ليبحثوا عن مقطع الفيديو لميسي وهو يعد فيه الجمهور بأنه سيجلب دوري أبطال أوروبا إلي الكامب نو ، فإطمئنت الجماهير بعد مشاهدة الفيديو وإطمئنت أكثر بعد إنتهاء الشوط الأول بنتيجة هدف فقط.

وفي الشوط الثاني دخل فينالدوم ليحقق المعجزة فأحرز هدفين متتالين وسط دهشة وذهول وإستغراب وصدمة من لاعبي برشلونة ثم أتي أوريجي لينهي مابدأه بمساعدة أرنولد من نفس الركنية التي أتي بها هدف مانولاس ليصعد الليفر للنهائي في ليلة كانت من أعظم الليالي الأوروبية على الإطلاق.

https://www.youtube.com/watch?v=1fDu9LO9-Q0&feature=share

وفي ليلة أمس لم تكتفي البطولة بما جعلتنا نراه في كل هذه المباريات بل قدمت لنا مباراة كانت خير ختام لمرحلة التصفيات وأفضل طريقة لنعرف بها الطرف الأخر المتأهل للنهائي.

فدخل أياكس للمباراة ولديه الإمتياز بفارق هدف الذي سجله على أرض توتنهام ثم زاد دي ليخت الطين بلة بالنسبة لتوتنهام وأحرز هدفاً في الدقيقة الخامسة وعاد بعدها زياش ليسجل هدف ثاني لأصاحب الأرض في الدقيقة 35 لينتهي الشوط الأول بهذه النتيجة.

حسناً الأمور منتهية ، أياكس الذي أخرج ريال مدريد بفضيحة ثم ضرب يوفينتوس على ملعبه ، الأن فائز بثلاثة أهداف ، فهو أصبح بلاشك الطرف الثاني في النهائي ولايوجد إثنان سيتجادلان على ذلك .

لكن بعثت هذه النسخة من البطولة نفحاتها إلي لوكاس مورا الذي أتى في الشوط الثاني وتحول إلي ثانوس فقام بالقضاء على أياكس في الدقائق 55 و 59 و 96 ليحولهم إلى تراب بعدها ويتأهل توتنهام للنهائي.

https://www.youtube.com/watch?v=Onq78REGzHA&feature=share

فماذا كنت تتوقع أن تقدمه هذه النسخة من دوري الأبطال أكثر من ذلك ؟ بالرغم مافعلته بفريقك إلا أنها تبقي النسخة الأقوي والأمتع لأبطال أوروبا منذ زمن طويل.

فشاهدنا في هذه النسخة فقط 7 “ريمونتادا ” هل هذا عدد كافي لإدهاشك ؟

فعلها اليونايتد أمام باريس ثم خرج بعدها على يد برشلونة ، ثم فعلها ليفربول أمام برشلونة ليخرجه ، وأيضاً قام بها يوفينتوس فقضي على أتليتكو ولكنه تعرض لها أمام أياكس فأخرجته ، والتي قد أخرجت ريال مدريد بنفس الطريقة ، ليأتي لها توتنهام ويخرجه وهل يوجد طريقة أفضل من الريمونتادا ليفعل ذلك ؟ وقام بها بورتو أمام روما.

فمن المتوقع أن نشاهد في المباراة الختامية لهذه البطولة بين ليفربول وتوتنهام تنانين في أرض الملعب ولاعبين لديهم القدرة على الطيران فبالتأكيد سيحدث شئ من ذلك فبالتأكيد سيحدث شئ غير طبيعي .

محمد أشرف

محرر وكاتب صحفي للأخبار والتقارير عن الكرة العالمية والمحلية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى