الدوري الممتاز ب

المفهوم الخاطئ للتسويق والإستثمار الرياضي

شاهدنا في الآونة الأخيرة تراجع ملحوظ في كيفية إدارة المنظومة الرياضية وترتب على ذلك عدم إيجاد فرص حقيقية لدعم المواهب ولاحظنا وجود إدارات مختلفة من أشخاص ليسوا على قدر جيد من المهنية والاحترافية بهذا المجال وترتب على ذلك تبخر أحلام اللاعبين ويأسهم التام من البحث عن طريق النور أملا في تأمين مستقبلهم من خلال إتقانهم للعبة كرة القدم سواء كان الأمر متعلق بنظام الإختبارات الغير عادل أو إستثمار بعض الأشخاص بقطاعات الناشئين حتى وإن كانوا ليسوا على دراية بلعبة كرة القدم هم فقط ينظرون لمضاعفة أموالهم حتى وإن كان ذلك على حساب طموحات لاعب كرة القدم

هذا لأن هؤلاء المستثمرون جيدون في إتخاذ أسرع طريق للكسب ولا ينظرون إذا كان الطريق مشروع أو غير مشروع ولا ينشغلون بإنتقاء عناصر جيدة تمكنهم من إقامة خطة تطوير الأفكار والعمل على تسويقهم بخطوات إحترافية

هناك لاعبون جيدون بما يكفي لسد العجز وتفعيل شراسة المنافسة ويمكنون المستثمرين من جني أرباح جيدة لكن أغلبهم لا يملك مالا لدفعه شرطا للقيد بالأندية وكما أنه يوجد لاعبون جيدون أيضا توجد خطوات جيدة لتسويقهم بالطرق الإحترافية وبيعهم والإستفادة منهم بطرق مشروعة لكن إستعجال المستثمر يحرمه من كل هذه الأمور الجيدة

أغلب الأندية تتخذ طريق بيع قطاعات الناشئين للمستثمرين كسبيلا للراحة لكن المستثمر ينظر لمضاعفة مبلغ الشراء قبل أن ينظر لتطوير القطاع فنيا وإداريا لذلك لن تكون هناك قدرة على إيجاد طريق للكسب المشروع لأن فقدان اللاعبين أصحاب القدرات الفنية العالية يعني أنك فقدت الشئ المراد التسويق له ، بينما إمتلاك مجموعة جيدة من اللاعبين مع وجود خلل في الإدارة يعني أنك فقدت من يسوق السلعة لذلك لن تجد إختيارا ينجح دون الآخر

بينما ينظر المستثمر لمضاعفة ماله فقط هو يفقد شئ مهم ومكسب ثمين ، أولا فقدان الشئ المهم يتمثل في خامة اللاعب لأن الإختيارات لا تتوقف على القدرات الفنية بل تتوقف على من يستطيع السداد فقط ، ثانيا المكسب الثمين ويتمثل في الوصول الإعلاني من خلال السمعة الطيبة عن طريق منظومة تسويق إحترافية تهدف إلى إيجاد طرق التسويق للمستثمر وما يقوم به من أعمال جيدة حال إتخاذه نهج الكسب المشروع وتطوير القطاع وإتاحة الفرص لمن يستحق ذلك دون النظر للحالة المادية مما يتيح فرصة عروض الرعاية التي تقدمها الشركات لرعاية منظومة إحترافية صاحبة فكر متطور

بحكم عملي وما مر علي شاهدت أكثر من لاعب يستحق فرصة حقيقة وعملت جاهدا على إيجاد فرص لهم قدر المستطاع لكن لأكن أكثر صراحة لا توجد لدي القدرة على مساعدة كل هذا الكم من اللاعبين نظرا لأن إختيارات الأندية نفسها معقدة لذلك يجب أن تكون هناك جلسات بين رؤساء الأندية والمسئولين بالقطاعات والعمل على تسهيل الطرق للعناصر التي تستحق ذلك دون النظر للماديات لأننا لا يجب علينا إظهار جانب مظلم لكرة القدم فهي في الأصل لعبة المتعة وما يتوجب علينا هو إتاح كل فرصة بأيدينا لمن يستحقوها ولا شك بأن إتخاذ مثل هذه الإجراءات لا يزيد متخذيها إلا تطورا ولا أعتقد وجود صعوبة في إتخاذ مثل هذه القرارت

هذه ليست دعوة لرفض المستثمرين وإنما هي دعوة لتصحيح المسار وتطوير الأفكار ومساندة اللاعبين الشباب والمحافظة على سلوكياتهم وإدارة المنظومة بشكل أكثر إحترافية لتحقيق المزيد من الإنجازات للكرة المصرية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى