تقارير

من سنوات المجد إلي الإنكسار برشلونة تستبدل جوارديولا ب ” فالفيردي ” ماذا حدث خلال 3 سنوات ؟

في الثلاثين من مايو لعام 2017 أعلن نادي برشلونة الإسباني عن تعيين مدرب اتلتيك بلباو أرنستو فالفيردي مديرا فنيا للفريق خلفا للمدير الفني السابق لويس إنريكي .

تولي أرنستو فالفيردي المسؤولية و بإعتباره كان أحد ابناء الفريق في فترة من 1988 إلي 1990 ، لمدة لمدة موسمين وحقق كوبا ديل ري ” كأس ملك إسبانيا ” وكأس اوروبا  .

على الرغم من انه شارك في 13 دقيقة فقط ، ومع ذلك في ثاني مواسمه سجل 6 أهداف خلال 12 مباراة ، من ضمنهم أهداف قاد بها برشلونة للفوز على سبورتينج خيخون و فالنسيا .

ومن ثم غادر فالفيردي إلي اتلتيك بلباو في 1990 ، ولعب 6 مواسم مع الفريق ، سجل 20 هدف خلال الفترة من 1992 إلي 1994 ، قبل الإنتقال إلي ريال مايوركا ، و اعتزل في صفوف الفريق يبلغ من العمر 33 عاما بعد ان لعب موسم واحد 1996 – 1997 .

وكان مدرب برشلونة الحالي قد مثل منتخب اسبانيا مرة واحدة وظهر ل20 دقيقة خلال فوزه على أيسلندا في 10 أكتوبر 1990 في اشبيلية بهدفين لهدف واحد في تصفيات ” اليورو ” 1992 .

بدأ فالفيردي مسيرته التدريبية في اتلتيك بلباو ثم درب اسبانيول و اولمبياكوس اليوناني و فياريال الإسباني و عاد لتدريب اولمبياكوس مرة أخري ، ثم فالنسيا و اتلتيك بلباو حتي انتقل لتدريب برشلونة في 2017 بعد ان توج الفريق ببطولة دوري أبطال أوروبا 2015 :

البداية :

تسلم أرنستو فالفيردي برشلونة ” تركة ثقيلة و مسؤولية ضخمة ” بعد رحيل المدرب السابق لويس إنريكي الذي رغم تحقيقه لبطولتي ليجا و 3 كأس ملك اسبانيا و بطولة سوبر إسبانيا و دوري أبطال أوروبا في 2015 و كأس العالم للأندية و السوبر الأوروبي ايضا .

إلا انه عاني من مشاكل كبيرة في الموسم الأخير له و الذي خسر فيه برشلونة بطولتي الدوري ودوري أبطال أوروبا بعد الخروج من يوفنتوس الإيطالي من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بمجموع المباراتين بثلاثية نظيفة سجلهما باولو ديبالا هدفين في الذهاب و كيليني ايضا سجل الهدف الثالث .

رحل احد ابرز عناصر الفريق نيمار دا سيلفا واصاب الفريق بهزة قوية في صفوفه بسبب إعتماد البارسا على خدماته في الثلاثي المعروف ” MSN ” ، وقدرته على تفكيك دفاعات الخصوم وتسجيل الأهداف ، فأستقدم فالفيردي عثمان ديمبلي و جيرارد دولوفيو لتعويضه لكنه فشل واضطر للعب بخطة 4-2-3-1

سقط فالفيردي في إختباره الأول أمام ريال مدريد بقيادة الفرنسي زين الدين زيدان الذي كان قد توج بدوري أبطال أوروبا ، ثم قاد الفريق لتحقيق سلسلة لاهزيمة من المباريات تبلغ 29 مباراة في كل المسابقات .

حتي خسر من إسبانيول في ذهاب ربع نهائي كأس اسبانيا بهدف نظيف ، قبل السقوط المروع و الكارثي امام نادي روما بثلاثية نظيفة في الأولمبيكو في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا رغم الفوز في الذهاب بأربعة أهداف لهدف واحد في الكامب نو .

وبقي برشلونة ولم يتعرض للهزيمة بعد 43 مباراة إلا بغياب الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي في 13 مايو 2018 حين خسر البارسا امام مضيفه ليفانتي بخمسة أهداف لأربعة .

ونجح البارسا في اول مواسمه تحت قيادة فالفيردي في الجمع بين الدوري و الكأس و فاز في الموسم التالي بكأس السوبر امام إشبيلية بهدفين لهدف واحد ، وفي فبراير 2019 وقع فالفيردي على عقد لمدة موسم مع امكانية التجديد لموسم إضافي .

موسم 2018 – 2019 :

بدأ برشلونة حملة الدفاع عن لقبه في الدوري الإسباني بشكل ناجح حتي استطاع ان يتوج بلقب الليجا بعد وصوله ل87 نقطة بفارق 11 نقطة عن اقرب منافسيه اتلتيكو مدريد و19 نقطة عن ريال مدريد .

وصل برشلونة إلي نهائي كأس ملك اسبانيا ، وواصل كفاحه على لقب دوري ابطال اوروبا تخطي دور المجموعات و لم يخسر على مدار 6 مباريات حتي تجاوز عقبة ليون الفرنسي و مانشستر يونايتد الإنجليزي قبل ان يصطدم بلقاء ليفربول ، ويحقق نتيجة كبيرة في الذهاب بالفوز بثلاثية نظيفة .

وأمام انظار العالم و كل خبراء ومحللين ووسائل الإعلام حسبما توقع معظمهم صعود برشلونة إلي بر الأمان و التأهل لنهائي الشامبيونزليج ، عاد الريدز ليفربول برباعية ساحقة في شباك تير شتيجن مستغلا فشل وعجز فالفيردي الدفاعي و التكتيكي الواضح ورغم غياب ابرز نجومه محمد صلاح وروبرتو فيرمينيو و إصابة روبرتسون ايضا .

وفي المباراة الأخيرة من الموسم كان برشلونة يحاول ان يسعد جماهيره بتحقيق لقب كأس ملك اسبانيا ، وبعد ان اتحد اللاعبين و دعموا ارنستو فالفيردي واعتذروا عن خطأهم بالتفريط بالصعود إلي نهائي دوري أبطال أوروبا .

أضاع البلوجرانا بطولة جديدة بعد ان استقبلت شباكه هدفين في شوط واحد ورغم تسجيل ميسي لهدف تقليص الفارق إلا ان هذا الهدف و الوقت لم يسعف بطل الليجا من العودة ليخرج من الموسم بتحقيق بطولة الليجا فقط .

البطولات :

حقق فالفيردي مع برشلونة 4 بطولات وهما الدوري الإسباني في 2017 – 2018 ، الدوري الاسباني موسم 2018 – 2019 ، كأس ملك إسبانيا في موسم 2017 – 2018 ، السوبر الاسباني 2018 .

أرقام فالفيردي :

خلال 126 مباراة من 1 يوليو 2017 خاض برشلونة 84 مباراة فاز في 84 مباراة تعادل برشلونة في 28 مباراة خسر 14 مباراة استخدم 51 لاعبا فقط .

في الليجا موسم 2017 – 2018 خاض 38 مباراة فاز في 28 و تعادل في 9 مباريات و فاز في مباراة واحدة وجمع برشلونة 93 نقطة .

في الليجا موسم 2018 – 2019 خاض برشلونة 38 مباراة فاز الفريق في 26 مباراة تعادل في 9 مباريات خسر 3 مباريات حقق برشلونة 87 نقطة .

الليجا موسم 2019 – 2020 خاض برشلونة 6 مباريات فاز في 3 و تعادل في 1 وخسر مباراتين و جمع 10 نقاط .

في كأس ملك إسبانيا موسم 2017 – 2018 خاض 9 مباريات فاز في 7 مباريات و خسر واحدة وتعادل في واحدة ، في موسم 2018 – 2019 خاض 9 مباريات فاز في 5 مباريات وتعادل في واحدة وخسر ثلاث مباريات بما فيهم المباراة النهائية .

خلال دوري أبطال أوروبا قاد فالفيردي برشلونة في 10 مباريات فاز في 6 مباريات تعادل في 3 و خسر مباراة واحدة كانت في إياب ربع نهائي ضد روما .

في دوري أبطال أوروبا موسم 2018 -2019 قاد برشلونة في 12 مباراة فاز في 8 مباريات تعادل في 3 و خسر مباراة واحدة ضد ليفربول في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا .

لم يكن احد يتوقع أو يصدق ان برشلونة تسقط بهزيمتين متتاليتين بالريمونتادا أمام روما وليفربول في عامين على التوالي ، ورغم ما وعد به فالفيردي بالتعلم من نكسة روما في الأوليمبيكو إلا انه لم يتدارك أخطائه أمام ليفربول رغم الفوز الكبير بثلاثية نظيفة .

فقد عاد وفشل مجددا امام بطل دوري أبطال أوروبا بالخسارة برباعية نظيفة في مباراة كان المهاجم البلجيكي ديفوك أوريجي ابرز نجومها بتسجيل هدفين حاسمين .

ويواجه ارنستو فالفيردي العديد من الإنتقادات الفترة الحالية ، حيث بدأ موسمه في 2019 – 2020 بالخسارة من أتلتيك بلباو بهدف نظيف على ملعب السان ماميس ، و فاز على ريال بيتيس بخمسة أهداف لهدفين .

و تعادل بصعوبة مع أوساسونا بهدفين لكل فريق ، قبل ان يعود للفوز مجددا بنفس نتيجة مباراة بيتيس على الخفافيش فالنسيا بخمسة اهداف لهدفين ، و خسر في الجولة الخامسة في الليجا من غرناطة بهدفين نظيفين .

ثم عاد ليفوز أمس على فياريال بهدفين لهدف واحد بمشاركة أفضل لاعب في العالم لعام 2019 ليونيل ميسي ، وفي دوري أبطال أوروبا قدم برشلونة مستوي مخذل امام دورتموند ونجا من الخسارة بأعجوبة في مباراة ظهر فيها الجدار الألماني مارك اندريه تير شتيجن في أفضل حالاته و انقذ برشلونة في عدة مناسبات .

ومازال ارنستو فالفيردي حتي هذه اللحظة يحظي بدعم الإدارة و بدعم غرفة الملابس و كبار اللاعبين في برشلونة على رأسهم ليونيل ميسي .

ولكن تخبط اداء و نتائج الفريق هذا الموسم قد ينذر بعام غير مستقر فنيا على الإطلاق وستبقي علامات الإستفهام تدور حول مستقبل أرنستو فالفيردي حتي نهاية هذا الموسم الذي ينتهي فيه عقده مع الفريق .

ولكن تتعدد الأسئلة داخل اذهان عشاق و جماهير برشلونة هل يمكن لأرنستو فالفيردي التوقيع على عقد جديد بعد تجديد الثقة به نهاية الموسم الماضي .

و هل يمكن لإدارة برشلونة ان تقدم على خطوة إقالة أرنستو فالفيردي في منتصف الموسم في حالة تعرض الفريق لسلسلة نتائج أو اداء مخيب للآمال .

اما إن يتعرض بطل دوري أبطال أوروبا لخمس مرات لضربة جديدة و خسارة لدوري أبطال أوروبا للعام الرابع على التوالي ويكون سببا في رحيل المدرب الحالي من منصبه .

ولن تقبل جماهير برشلونة بعد ما قدمه نجوم الفريق على رأسهم ليونيل ميسي الموسم الماضي وبعد التعاقدات الجديدة التي أبرمها الفريق ان يفشل في تحقيق الشامبيونزليج  .

و الذي تراهن عليه إدارة برشلونة ونجومه لإعادته للكامب نو بعد غياب طويل ، رغم عدم إغفال تحقيق كل البطولات ” الثلاثية ” على رأسهم الدوري الإسباني لكرة القدم الذي توج به النادي 26 مرة على مدار تاريخه .

و في حالة رحيل فالفيردي من منصبه تتسائل جماهير برشلونة من سيكون المدرب المناسب لتدريب الفريق لإسترداد ما تبقي من هيبته و قيمته و تاريخه .

و تتجه الترشيحات حاليا إلي إريك تين هاج مدرب اياكس او روبرتو مارتينيز مدرب بلجيكا او كيكي سيتين مدرب ريال بيتيس السابق او الرهان على أسطورة برشلونة تشافي هرنانديز مدرب السد القطري حاليا ليكون مدرب الفريق .

كما راهنت إدارة خوان لابورتا على تعيين بيب جوارديولا في موسم 2008 – 2009 مدرا للفريق وقاد برشلونة للتتويج ب14 بطولة منهم بطولتين لدوري أبطال أوروبا في 2009 و 2011 على حساب نفس المنافس ” مانشستر يونايتد الإنجليزي تحت قيادة السير أليكس فيرجسون “.

وتشير أصابع الإتهام الي أرنستو فالفيردي في العديد من الملفات حول موقفه حول بعض اللاعبين و انه لا يحظي بالقوة الكافية للسيطرة على الفريق وفي ملفات التعاقدات و الشراء و البيع ايضا .

وفي اسلوب و هوية برشلونة الذين ينتموا للهولندي الراحل يوهان كرويف والذي قد تخلي عنهم فالفيردي وانحدروا على مدار الموسمين الماضيين .

وفي عدم إهتمامه بأكاديمية الفريق والإعتماد الأوحد على نجم الفريق ليونيل ميسي ليتحول الفريق إلي فريق فردي بعد ما كان احد افضل الفرق الجماعية التي قدمت كرة قدم عبر تاريخه .

شهاب محمد

محرر صحفي لدى موقع كورة نيو ، مختص بتغطية أخبار قسم الكورة العالمية "الأوروبية".

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى