تقارير

عشرون عاماً مع المدرب الاستثنائي الأكثر إثارة في جميع الأوساط الرياضية

‏جوزيه مورينيو عبر حسابه على الانستجرام : اليوم احتفل بمرور 20 عاما على المباراة الاولى لي في عالم التدريب .

الاستثنائي جوزيه مورنيهو المدرب الأكثر جدلاً في تاريخ كرة القدم، الشرير الذي عشقته كرة القدم وكرهته وسائل الإعلام الرياضية، فعندما تكتب جوزيه مورينيو علي عنوان مقالة، فستواجه حالة تأييد كبيرة وحالة معارضة كبيرة للمقال، فجوزيه حين تحبه من المستحيل أن تكرهه وحين تكرهه من المستحيل أن تحبه .

مورينيو الرجل المغرور كما يلقبه البعض ،كارهينغروره بكل تأكيد، يطالبونه بأن يكون متواضع مثل غوارديولا أو كلوب أو انشيلوتي ، لماذا نعجب بشخص مغرور ؟
ومؤيديه معجبينلأنهم يدركوا أن المغرور قوي الشخصية ، يحبون إظهار تلك الشخصية لكنهم يخافون من الواقع، تخيل أن تقول بصفك أو بمكان عملك بأنك األفضل ، بأنك ” السبيشال وان “فمن هو مورنيهو وما هي مراحل حياته في التدريب حتي الآن ؟

هو جوزيه ماريو دوس سانتوس مورينيو فيليكس ولد في السادس والعشرون من يناير من عام 1963 في مدينة سيوتوبال البرتغالية، هو ابن حارس المرمى فيلكس مورينيو الذي احترف مع أوس بيلينينس وفكتوريا دي شيتوبال وتولى حراسة مرمى المنتخب البرتغالي، فترعرع ضمن عائلة محبة لكرة القدم بدعم كبير من الوالد الذي أصر أن يلعب ابنه كرة القدم.

لم يلعب كرة القدم كثيرًا ولم يلقي شهرة واسعة فلعب في مركز لاعب الوسط بين اعوام 1980 إلي أعوام 1987، في الفرق الآتية ريو أفي، بيلينينسش، سسيمبرا، كومرسيو إي إيندوستريا لعب خلالها 94 مباراة وسجل 13 هدفًا واعتزل مبكراً دون ان يضع بصمة في عالم كرة القدم.

بعدها حظي مورينيو بفرصة مهمة بأن يكون مترجماً للمدرب الإنجليزي بوبي روبسون، رغم أن الترجمة لم تكن تستهوي مورينيو لكنه وجد فيها فرصة مهمة لدخول عالم التدريب، وهذا ما حصل بالفعل عندما أصبح المساعد الشخصي للمدرب الإنجليزي الشهير السير بوبي روبسون في برشلونة الإسباني،
في عام 1996 أنتقل مورونيهو وهو لم يتجاوز ال33 من العمر إلي تدريب برشلونة ورغم إصرار المدرب الإنكليزي علي تعينه مساعد له الا أن إدارة النادي لم توافق وأصرت إدارة برشلونة على تعيين أحد أبناء النادي مساعداً للمدرب، فقبل روبسون الذي لم يبقي سوا عام واحدًا ثم رحل وأتى المدرب لويس فانخال الذي نجح قبلها من فريق اياكس الهولندي .

اثبت مورينيو بأنه لم يكون مترجم او مساعد عادي، بل كان من ضمن الفريق العمل الأساسي للمدرب روبسون وكان يدافع عن أفكار المدرب في بعض المؤتمرات الصحفية كونه كان يجيد 6 لغات،سعى مورينيو للتدرج في برشلونة لكي يتمكن من تدريب الفريق لاحقاً وكان دوره الأساسي في عهد فان غال باكتشاف نقاط القوة والضغف بالفرق المنافسة، غير أن حلم مورينيو بالاستمرار مع برشلونة لم يتحقق وهو بقي عاطلاً عن العمل لبضعة أشهر بعد إنتهاء تجربة فان غال مع الفريق الاسباني.

رفض العمل مع روبسون في نيوكاسل وذهب إلى بلاده البرتغال وبالتحديد إلي نادي بنفيكا في سبتمبر من عام 2000، الذي خلف المدرب الأسطوري يوب هينكس في تدريب الفريق، وكانت هذه نقطة التحول في مسيرة المدرب، حيث وبالرغم من أن فترته لم تكن بالجيدة مع بنفيكا، وجد مورينيو وظيفة إدارية جديدة في يوليو 2001 مع أونياو ليريا، نجاحات مورينيو في ليريا، لفت انتباه الأندية البرتغالية الكبيرة له، تم اختيار مورينيو من قبل بورتو ليحل محل أوكتافيو ماتشادو في 23 يناير 2002، كان بورتو المركز الخامس في الدوري وخرج من منافسة الكأس بالإضافة إلي المركز الأخير في دوري أبطال أوروبا، وعد حينها مورنيهو المدرب الجماهير والإدارة بتحقيق اللقب العام المقبل .

عام 2003 حصل الدوري بأكبر عدد من النقاط في التاريخ 88 نقطة متوفق علي ناديه السابق بنفيكا، وفاز مورينيو أيضًا بكأس البرتغال، حيث هزم ناديه السابق أونياو ليريا في النهائي، وفاز أيضاً بنهائي كأس الاتحاد الأوروبي ضد سلتيك، وكلاهما في مايو 2003، شهد الموسم التالي المزيد من النجاحات: قاد بورتو للفوز في مباراة كأس السوبر البرتغالي 1–0 على ليريا 1–0. لكنهم خسروا كأس السوبر الأوروبي 1–0 أمام ميلان، وسجل أندري شيفتشينكو الهدف الوحيد. كان الفريق هو المهيمن في الدوري البرتغالي وانهوا الموسم برقم مثالي على أرضهم، وبفارق ثماني نقاط، وسلسلة عدم هزيمة انتهت ضد جل فيسنتي؛ حصلوا على اللقب قبل خمسة أسابيع من النهاية.

خسر بورتو نهائي كأس البرتغال 2004 أمام بنفيكا في مايو 2004، ولكن بعد أسبوعين، فاز مورينيو بالبطولة الأكبر: دوري أبطال أوروبا، بفوزه 3–0 على موناكو في ألمانيا. وكان النادي قد أقصى مانشستر يونايتد وليون وديبورتيفو لاكورونيا وهزيمتهم الوحيدة في البطولة كانت ضد ريال مدريد في دور المجموعات، لم يكتف مورينيو مع بورتو بالفوز بلقب دوري ابطال أوروبا فقط، بل خرّج في وقتها عدد كبير من اللاعبين المميزين الذين انتقلوا لاحقاً الى أكثر من فريق أوروبا على غرار ديكو الذي انتقل الى برشلونة بعد هذه البطولة، ومانيش، وريكاردو كارفاليو، وباولو فيريرا، وكوستينا، ونونو فالينتي، وبيني مكارثي، وخورخي كوستا.

في 2 يونيو 2004، انتقل مورينيو إلى تشيلسي بموجب عقد مدته ثلاث سنوات، بعد أن تم الاتفاق مع بورتو على حزمة تعويض بقيمة 1.7 مليون جنيه استرليني، نقلت هذه البطولة مورينيو الى إنجلترا لتولي تدريب تشيلسي المتجدد مع رئيسه الروسي رومان ابراموفيتش، وفي مؤتمر تقديم مورينيو قال الأخير: “أرجوكم لا أريد أن تروني مغرورا، لكنني بطل أوروبا لذلك أنا الرجل المميز (السبيشال وان)”، لتطلق عليه الصحف البريطانية لقب “السبيشال وان” منذ ذلك الحين.

ذهب مورينيو الى تشيلسي بتحديات كبيرة، وأنفق رئيس النادي في موسم مورينيو الأول 100 مليون جنيه إسترليني لضم لاعبين جدد، انضم ديديه دروغبا من مرسيليا (24 مليون يورو)، تياغو مينديز من بنفيكا (10 ملايين يورو)، مايكل إيسيان من ليون (24 مليون يورو)، وكارفاليو وباولو فيريرا من بورتو (32 مليون يورو).

نجح مورنييو بحصد البطولات، ففاز بلقب الدوري الإنجليزي في موسمين على التوالي 2004-2005، و2005-2006، إضافة الى كأس الاتحاد الإنجليزي.

في 2 يونيو 2008، تم تعيين مورينيو خلفا لروبرتو مانشيني في إنتر ميلان بعقد لمدة ثلاث سنوات، وجلب معه الكثير من موظفي غرفته الخلفية الذين خدموه في كل من تشيلسي وبورتو، تحدث فقط باللغة الإيطالية في أول مؤتمر صحفي له كمدير فين لفريق إنتر ميلان، وادعى أنه تعلم ذلك في ثلاثة أسابيع، قام ببعض الإنتقالات في الأيام الأخيرة لسوق الإنتقالات حدثت مشاكل كبيرة بينه وبين الصحافة الإيطالية مع كل مناسبة يظهر ويتحدث خلالها عن المدربين الآخرين .

حقق مورينيو ثلاثية تاريخية مع انتر ميلان في موسم 2009-2010، بعد أن نجح بإقصاء برشلونة – الذي لا يقهر في وقتها – من دوري الابطال، وفاز على بايرن ميونيخ في النهائي، كما فاز بلقب الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا، علماً انه حقق لقب الدوري الإيطالي وكأس السوبر الإيطالي في الموسم الذي سبقه.

الأمر الذي يدعوا للفخر فعندما فاز علي بايرن ميونخ في نهائي دوري أبطال أوروبا في يوم الثاني والعشرين من مايو من عام 2010 ، اليوم التالي لفوزه بدوري الأبطال، قال مورينيو إنه ” حزين، لأنه من المؤكد أنها مباراتي الأخيرة مع الإنتر». ثم أضاف أنه «إذا لم تقم بتدريب ريال مدريد، فستجد دائمًا فجوة في حياتك المهنية ”

قرر مورينيو خوض تجربة جديدة، ووقع اختياره على ريال مدريد وكان رحيله عن انتر ميلان مؤثراً للغاية وانشرت في وقتها لقطات للمدرب وهو يودع اللاعبين وهو يبكي، بعد أيام من المناقشات بين ريال مدريد وإنتر، تم الاتفاق بنجاح على حزمة تعويضات قياسية عالمية في 28 مايو 2010، وبالتالي تم التخلي عن مورينيو .

قبل ووصول مورينهو كان ريال مدريد يملك العديد من اللاعبين المتميزين ولكن خسر كل البطولات، وأبرزها الخسارة في ذهاب دور 32 من كأس ملك إسبانيا 2009–10 أمام نادي ألكوركون الذي كان يلعب في الدوري الإسباني الدرجة الثانية بي ومن ثم الإقصاء. والإقصاء من دوري أبطال أوروبا في دور ثمن النهائي من قبل أولمبيك ليون، على الرغم من أنهم احتلوا المركز الثاني في الدوري الاسباني بـ96 نقطة مع المدرب التشيلي مانويل بلجريني.

بدأ مورينيو رحلة جديدة مع ريال مدريد عام 2010 لم تتكلل بالنجاح إذ تلقى في اول مباراة كلاسيكو هزيمة مروّعة بخماسية نظيفة، وشهدت كل مباريات الكلاسيكو في عهد مورينيو مشادات وصراعات ومشاكل على ارض الملعب.

فاز مورينيو على برشلونة عام 2011 في نهائي كأس الملك بهدف من رأسية شهيرة لرونالدو في المباراة النهائية، وفاز بلقب الدوري الإسباني في موسم 2011-2012، محولاً ريال مدريد الى فريق قادر على مقارعة برشلونة “المرعب”.

رحل مورينيو عن ريال بعد خلافات حادة مع قائد الفريق حارس المرمى إيكر كاسياس، كما نشبت خلافات أخرى بينه وبين كريستيانو رونالدو وعدد من لاعبي الفريق حينها، لينتهي عهد مورينيو مع أبناء العاصمة الإسبانية دون تحقيق اللقب الاوروبي العاشر لريال مدريد الذي جاء من أجله.

قد يكون خيار مورينيو بالعودة مجدداً الى تشيلسي عام 2013 هو الخيار الأسوأ له في مسيرته التدريبية، ورغم تحقيقه لقب الدوري الإنجليزي للمرة الثالثة مع تشيلسي في موسم 2014-2015، شهد الموسم التالي سوء نتائج فرحل المدرب في منتصف الموسم.

خسر مورينيو في ذلك الموسم 9 من أصل 16 مباراة لعبها الفريق، باللاعبين أنفسهم الذي تُوِّجوا باللقب قبل موسم ما زرع الشك في صفوف الفريق لتنتهي رحلته سريعاً.

حقق مورينيو حلمه بتولي تدريب فريق مانشستر يونايتد عام 2016، الذي كان يتخبط منذ رحيل مدربه الأسطوري السير اليكس فيرغسون، فبدأ مع “الشياطين الحمر” مهمة بناء فريقاً قوياً والعودة للفوز بالبطولات.

قاد مورينيو مانشستر يونايتد في 144 مباراة في جميع البطولات، فاز بـ 84 مباراة وخسر في 29، حقق لقب كأس الرابطة الإنجليزية موسم 2016-2017، وفاز بلقب الدوري الأوروبي في نفس الموسم إضافة الى السوبر الإنجليزي.

ولكن مرة جديدة فشل مورينيو في موسمه الثاني من الوصول الى أهدافه معللاً السبب لعدم اجراء تعاقدات جديدة وغيرها من الأسباب والاتهامات، لتتخذ الإدارة قراراً بإقالته، علماً أنه رحل وسط خلافات مع بعض اللاعبين.

انتظر مورينيو حتى العام 2019 لتولي مهمة تدريب فريق توتنهام خلفاً للمدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو المُقال بسبب سوء النتائج، ولكن بداية مورينيو لم تكن موفقة ابداً، بحيث تعرض الفريق للكثير من الإصابات بالإضافة الى سوء النتائج والخروج مبكراً من دوري ابطال أوروبا.

الجدير بالذكر أن مورينيو دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعدم الخسارة على أرضه وبين جماهيره من عام 2002 حتى 2 أبريل 2011 عندما خسر ريال مدريد من سبورتينغ خيخون 1–0. تمت إقالته من تدريب تشيلسي في منتصف موسم 2015–16 بسبب سوء الأداء بعد أن خسر 9 مباريات من أصل 16 في الدوري الإنجليزي الممتاز.

لقب مورينيو بلقب السبيشل ون أو الفريد من نوعه، وذلك لأنه قاد نادي بورتو ليكون من بين كبار أندية أوروبا وليفوز بدوري أبطال أوروبا، ثم انتقل إلى نادي تشلسي اللندني وحصل معهم على بطولتين دوري متتاليتين بعد 50 سنة بدون بطولات لنادي تشلسي، ويشتهر مورينيو بأسلوبه الساخر في التعامل مع الإعلام وكذلك بتصريحاته الناريه وحروبه الدائمه مع مدربي الفرق الأخرى، فكان يخلق معجبين وأعداء في كل مكان.

زر الذهاب إلى الأعلى