في يونيو ينطلق الدور التمهيدي لتصفيات كأس العالم 2022، تشارك فيه منتخبات تحتل تصنيفًا متدنيًا على مستوى الفيفا ، لكن هذا يفتح المجال للحديث عن منتخبات أخرى “لا تملك حق المشاركة في التصفيات” أو ما يُمكن أن نطلق عليه “كرة القدم خارج إطار الفيفا” .
تضم الفيفا 211 اتحادًا من 6 قارات ،هذا العدد أكبر من الدول العضوة بالأمم المتحدة (193) ، تفسير ذلك أن الأخيرة تضم الدول المُستقلة، بينما الفيفا كان يسمح بانضمام اتحادات تتبع دولًا غير مستقلة وعددهم حاليًا 19 مثل جزر فارو التابعة للدنمارك و جبلطارق التابعة للملكة المتحدة .
من بين الدول غير المُستقلة والعضوة بالفيفا أيضًا بورتوريكو (من الكاريبي) و غوام (آسيا) وكلاهما تتبعان الولايات المتحدة ، غوام تشارك في تصفيات كأس العالم تبعًا لقارة آسيا، هناك أيضًا فلسطين التي انضمت للفيفا حتى قبل الحصول على عضوية الأمم المتحدة لاحقًا ، نالت عضوية الفيفا مُؤخرًا كل من كوسوفو و جبل طارق ذات الحكم الذاتي ، وعلى النقيض هناك دول مُستقلة لديها منتخبات لكن ليست عضوة بالفيفا مثل موناكو و الفاتيكان ولن تشارك في تصفيات المونديال رغم أن بعضها عضو في اتحاد قاري مثل كيريباتي في اتحاد أوقيانوسيا.
الدولة الوحيدة المستقلة والعضوة بالأمم المتحدة ولكنها لا تملك منتخبًا لكرة القدم هي جزرالمارشال الواقعة في غرب المحيط الهادي والتي حصلت على استقلالها من الولايات المتحدة الأمريكية في 1986، هناك أندية ممارسة لكن لا يوجد منتخب ، هناك دول لديها استقلال “جُزئي” أي تحظى باعتراف بعض الحكومات ولديها منتخب كرة قدم لكنها ليست عضوة بالفيفا مثل قبرص الشمالية التي تعترف بها تركيا فقط، و آبخازيا المستقلة عن جورجيا والمُطلة على ساحل البحر الأسود، وأيضًا جمهورية الصحراء الغربية. تشارك هذه المنتخبات في بطولات خاصة .
هناك مظمات مثل مجلس الاتحاد الجديد N.F.-Board المتأسس في 2003 والذي ضم منتخبات الأقليات وعديمي الجنسية ، الأمين العالم له كان لوك ميسون محامي اللاعب البلجيكي مارك بوسمان ، نظم هذا الاتحاد بطولة VIVA وهي كأس عالم موازية خمس مرات من 2006 حتى 2012 وفاز بآخر نسخة منتخب كردستان ، في 2006 أقيمت في سان باولي (ألمانيا) بطولة كأس عالم موازية FIFI Wild Cup شارك فيها منتخبات مثل زنزبار و غرينلاند و جبل_طارق “نالت عضوية الفيفا لاحقًا”، وتُوج باللقب منتخب قبرصالشمالية بعد الفوز على زنزبار التابعة لتنزانيا بركلات الترجيح.
هناك أيضًا CONIFA وهي منظمة نشطة لكرة القدم تضم 30 منتخبًا وطنيًا يمثل دولًا انفصالية أو جماعات عرقية مهمشة داخل دول عضوة بالفيفا ،مثال لذلك منتخبا التبت و كردستان (آسيا)، وزنزبار ودارفور وريونيون (إفريقيا) وكذلك غرينلاند. هذا الاتحاد نظم كأس عالم موازية أكثر من مرة ،
نظمت CONIFA في 2018 كأس عالم موازية إذ استضاف منتخب يمثل لشتات الصومالي يُعرف بـ “باراوا” البطولة في إنجلترا، وفاز باللقب منتخب كارباتاليا الذي يُمثل الأقلية المجرية في أوكرانيا بعد فوزه في النهائي على قبرص الشمالية ،البطولة شهدت مشاركة منتخبات أقليات من جميع أنحاء العالم ، اتحاد CONIFA سيُنظم في يونيو 2019 بجمهورية قرة باغ الواقعة جنوب القوقاز وهي ليست بعيدة عن باكو عاصمة أذربيجان بطولة تضم منتخبات أوروبية. سيُشارك في البطولة 12 منتخبًا منهم أبخازيا (البحر الأسود) و سردينيا و بادانيا (أقاليم إيطالية) و أوسيتياالجنوبية المستقلة عن جورجيا.
هناك منتخبات كرة قدم تمثل مناطق تضم أقليات مازالت تسعى للحصول على حكم ذاتي مثل منتخب كاتالونيا في إسبانيا، وكذلك منتخب إقليم الباسك ، هناك أيضًا منتخب جزيرة سردينيا في إيطاليا ، هذه المنتخبات ليست عضوة بأي اتحاد وتكتفي بخوض مباريات شكلية من حين لآخر ، من المنتخبات غير العضوة بالفيفا.. ميكرونيسيا وهي دولة تتكون من 607 جزيرة في جنوب غرب المحيط الهادي. شاركت في دورة ألعاب الباسيفيك في 2015 وخسر منتخبها بنتيجة 30-0 من تاهيتي ، و38-0 من جزر فيجي، ثم 46-0 من فانواتو. استقبلت شباك هذا المنتخب 114 هدفًا دون أن يُسجل مرة واحدة.
أوسيتيا الجنوبية تُتوج ببطولة أوروبا لمنتخبات كونيفـا “اتحاد موازي يضم المنتخبات غير العضوة في الفيفا” ، أوسيتيا الجنوبية فازت في النهائي على غرب أرمينيا 1-0 في البطولة التي احتضنتها جمهورية مرتفات ناغورنا قربة باخ المستقلة عن أذرييجان لكن دون اعتراف دولي ، تقع جمهورية أوسيتيا الجنوبية في شمال جورجيا وهي منطقة مُستقلة لديها اعتراف من عدة دول “روسيا وفنزويلا وسوريا” ، كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي وبعده رفضت أن تبقى تحت سيادة جورجيا ما أشعل حربًا في المنطقة، انحياز روسيا يجعلها في مأمن من بطش جورجيا لغتها الروسية وعملتها الروبل .
في النهاية لا بد أن نقول كرة القدم مرآة الشعوب ، فهي المخرج الوحيد للخروج من أعباء الحياة وطريق الدول نحول الهروب من الإستعمار و العنصرية ، ولكن تحولت لعبة كرة القدم إلى مجرد استعراض، فيه قلة من الأبطال وكثرة من المشاهدين، إنها لعبة للنظر.
وتحول هذا الاستعراض إلى واحد من أكثر الأعمال التجارية ربحاً في العالم، لايتم تنظيمه من أجل اللعب وإنما من أجل منع اللعب.