“التحدي الأكبر لي ليس ما يحدث الآن؛ بل إخراج ليفربول من تمثالهم اللعين، التحدي الأكبر هو إزاحة ليفربول عن عرش الزعامة ويمكنكم تدوين ذلك”.
أليكس فيرغسون مدرب اسكتلندي دشن حياته الكروية لاعباً في صفوف أندية اسكتلندية، ثم مدرباً لعدد منها منذ 1974 وأشهرها نادي أبردين، لكن شهرته بلغت عنان السماء عندما انتقل عام 1986 لتدريب مانشستر يونايتد وحقق معه عشرات الألقاب إلى أن اعتزل التدريب عام 2013 ، من هو؟
أبصر السير فيرغسون النور يوم 31 ديسمبر 1941 في غلاسكو في اسكتلندا لعائلة رياضية فيها الأب لاعب كرة قدم سابق، نشأ في مجتمع بناء السفن من الطبقة العاملة مع عائلته في غوفان وكان صبيًا ذكيًا يظهر اهتماماً قليلًا في الدراسة على عكس العادة، عشق فيرغسون كرة القدم منذ الصغر، وبدأ مسيرته في عالم كرة القدم كمهاجم هاوٍ بفريق كوين بارك الاسكتلندي عام 1957 وكان عمره في وقتها 16 عاماً، لكنه لم يحصل على فرصة اللعب أساسياً مع الفريق لينتقل إلى فريق سان جونستون عام 1960، وسجل معه 15 هدفاً في 31 مباراة بالدوري.
أنتقل عام 1964 الى فريق دانفرملاين أثلتيك وأصبح أخيراً لاعب كرة قدم محترف، وأدى نجاحه مع هذا الفريق إلى توقيع عقد احترافي مع رينجرز عام 1967، ثم انضم بعد عامين الى فالكيرك حيث كان لاعباً ومدرباً معه .
ما هي نقطة التحول في حياة السير ؟
قرر فيرغسون تغير مسار حياته عام 1974 والدخول في تجربة تدريبية مع نادي إيست ستورلينغشاير بنصف دوام مقابل 65 دولارا في الأسبوع، وبقي مع هذا الفريق لأربعة أشهر فقط، ثم سرعان ما انتقل إلى نادي سانت ميرين وبقي معه لأربع سنوات، التحق فيرغسون في يونيو 78 بفريق أبردين رسميا، وتمكن معه من الفوز بدوري اسكتلندا في موسم 79-80، ثم بكأس أسكتلندا عام 82.
في موسم 82-83، قاد فيرغسون أبردين للفوز بكأس أوروبا للأندية الفائزة بالكأس بعدما انتصر على ريال مدريد يوم 11 مايو 1983، وفاز في الموسم نفسه بلقب كأس أسكتلندا، مسيرة فيرغسون مع أبردين لفتت إليه أنظار أندية أوروبية كبيرة حاولت التعاقد معه أبرزها نادي أرسنال وتوتنام في إنجلترا، ولكن المدرب الاسكتلندي قرر الاستمرار مع فريقه، الذي فاز معه مرة جديدة بلقب الدوري في موسم 1984-1985،كتابة التاريخ مع مانشستر يونايتد .
قبل فيرغسون عرضاً لتدريب نادي مانشستر يونايتد عام 1986 خلفاً للمدرب رون إتكينسون، وعند بدئه التدريب، وجد فيرغسون مانشستر يونايتد يحتل المرتبة الرابعة، ولا يجد طريقا لهزيمة ليفربول الذي كان مسيطرا على المسابقات الكروية المختلفة في بريطانيا، ورغم الأداء المميز خلال موسمه الأول وضمانه وصافة الدوري، إلا أن الموسم الثاني لفيرغسون مع الشياطين الحمر كان سيئا للغاية، إذ احتل الفريق المرتبة رقم 11، ولم يكن الثالث أفضل حالاً بالنسبة، فزادت الانتقادات والمطالبة بإقالة المدرب وتعيين آخر، غير أن الإدارة أصرت على بقائه، كان الموسم الرابع حاسماً بالنسبة للمدرب والفريق، تبدلت نتائج الفريق وفاز بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي وفرض نفسه منافساً شرساً على الألقاب، ما خفف من ضغط الجمهور الذي بدأ يهلل للمدرب فرحاً بنجاح المشروع، استمرت النتائج المميزة على المستوى الإنجليزي والأوروبي، وفاز فيرغسون بكأس الرابطة الإنجليزية للمحترفين في موسم 1991-1992، وفي الموسم الثاني فاز أخيراً بلقب الدوري الإنجليزي وهو لقب غاب عن الفريق منذ موسم 1966-1967.
في موسم 93-94، حقق مانشستر يونايتد الثنائية، وسيطر بعدها على الدوري خلال مواسم متتالية، كما فاز بكأس الاتحاد الإنجليزي خلال مواسم مختلفة، عطفا على فوزه بكأس الرابطة أربع مرات، ودوري الأبطال مرتين، وكل من كأس السوبر الأوروبية وكأس الكؤوس الأوروبية وكأس العالم للأندية مرة واحدة، ويبقى موسم 98-99 اللحظة الفارقة في تاريخ فيرغسون إذ حقق الثلاثية التاريخية، حيث فاز الشياطين بلقب الدوري ودوري الأبطال، وكأس الاتحاد الإنجليزي. ثلاثية تاريخية غير مسبوقة في تاريخ إنجلترا دفعت نحو نصف مليون شخص إلى شوارع مانشستر للاحتفال، وقد بلغت شعبية فيرغسون وقتها عنان السماء.
قرر السير اليكس فيرغسون اعتزال التدريب نهائياً وأعلن ذلك في 8 مايو 2013، لينهي بذلك مسيرة حافلة مشعة بالألقاب والإنجازات، شهدت اكتشاف الكثير من النجوم الذين برزوا أمثال كريستيانو رونالدو وديفيد بيكهام وبول سكولز وراين غيغز وروني وغيرهم من النجوم.