محمد مصيلحي قائد ماسترز النادي الأهلي مِمَن أجبروا الجميع على الإلتفات إليه والبحث وراء ما حققه ، حتى وأن كنت لست من محبي الڨولي أو من متابعي ألعاب الصالات بصفة عامة ففي الآوانة الآخيرة لأبد أنك أن تعرف من هم الماسترز و من هو قائدهم .
مصيلحي صاحب رحلة الأربعة وثلاثون عاما داخل أروقة القلعة الحمراء و الذي نجح فيهم في حصد 43 لقب أي تفوق على مدة تواجده في حصد الألقاب فمنذ إنضمامه إلى النادي الأهلي عام 1986 وحتى إعتزاله في 2006 تمكن من حصد :
( 10 ألقاب دوري مصري – 8 ألقاب كأس مصر – 6 ألقاب لبطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري ومثلها لأبطال الكأس ) فضلاً عن إنجازاته الفرديه : ( أفضل ضارب في إفريقيا 1995 – أفضل إستقبال في إفريقيا 1997 – أفضل إستقبال في العرب 2001 و أفضل إستقبال في مصر فالعام ذاته ) ، ثم تولى بعد إعتزاله منصب المدرب العام ليستكمل مسيرته الناجحه و يحقق 16 لقب .
يد محمد مصيلحي التي أعتادت على رفع الكؤوس منذ إرتداء القميص الأحمر لم تكتفي ، فبعد تولي منصب المدير الفني للفريق الأول للكرة الطائرة رجال بالنادي الأهلي عام 2016 تمكن في أربع مواسم من حصد 10 بطولات من أصل 12 بطولة شارك بها بنسبة نجاح تتعدى 80% و أتت تلك البطولات لتحمل في طياتها العديد من الأرقام القياسية ، فقد تمكن الفريق تحت قيادته من تحقيق 160 فوز من بينهم 100 فوز متتالي في كافة البطولات الرقم الذي جعل مصيلحي وكتيبته يعانقوا المجد بالدخول إلى موسوعة جينيس للأرقام القياسية .
تواصلنا مع الكابتن ” محمد مصيلحي ” المدير الفني للفريق الأول للكرة الطائرة رجال بالنادي الأهلي ” في حوار حصري لموقع ” كورة نيو ” للحديث معه عن مستقبل فريقه و عن الإنجازات التي حققها في مواسمه كمدير فنيًا ، و جاء الجزء الأول من الحوار كالآتي :
تعرض الفريق إلى سخرية و تم وصفهم ” بالعواجيز ” كيف تعاملت مع ذلك ؟
الرد في الملعب هو الأختيار الأمثل و اللاعبون تمكنوا من تحقيق ذلك في بطولة كأس مصر بتحقيق الفوز بثلاثة أشواط نظيفة أمام طلائع الجيش في نصف النهائي و نادي الزمالك في نهائي البطولة و بالتبعية حصد اللقب ، و بذلك أثبتوا أن النغمة التي أنتشرت مؤخرًا بأنهم عواجيز ليس لها أي أساس من الصحة فبالرغم من التوقف الذي أستمر لمدة أربع أشهر ، اللاعبون تمكنوا من العودة في خلال 6 أسابيع بحالة بدنية و فنية جيدة .
و ماذا عن تخوف جماهير الأهلي على مستقبل الفريق بعد ترديد تلك النغمة ؟
أريد أن أطمئن جمهور النادي الأهلي فالفريق لديه خمس أجيال بداية من عنصر الخبرة و وصولاً إلى الناشئين أتصور أنه لا يوجد فريق في العالم يمتلك هذا الكم من اللاعبين ، و سيكون ظهورهم مفأجاة و سيشكلوا إضافة للنادي الأهلي في السنوات القادمة ، البعض يتعجل ويطالب بسرعة إشراكهم و لكن إذا حدث ذلك فسيؤثر بالسلب على الفريق لأنه من الضروري أن يسلم الجيل الآخر بصورة متدرجة فمن الغير معقول أن أشرك الناشئين دفعة واحدة ، سيتم إشراكهم و لكن بصورة متدرجة مُدعمين بعنصر أو أثنين من عناصر الخبرة .
التتويج بكأس مصر للمرة 21 في تاريخ النادي الأهلي أفسح الطريق لأكثر من رقم قياسيًا جديد منه حصد اللقب دون خسارة أي أشواط للمرة الثالثة على التوالي بالإضافة إلى رفع رصيدك الشخصي إلى 16 لقب ، ماذا يمثل لك ذلك ؟
تواجدت داخل النادي الأهلي 34 عاما وتمكنت من حصد العديد من الألقاب سواء في فترة لعبي أو تواجدي كمدرب عام و حتى تعييني كمدير فني ، أرى أن كل بطولة تتحقق بإمكانها أن تصنع أرقام قياسية جديدة ونحن في سباق تنافسي شريف من أجل تحطيم الأرقام و بالنسبة لي الوصول لمثل هذة الإنجازات يمثل لي شعورًا عظيمًا و أتمنى و أطمح لتحقيق المزيد من البطولات بما يتوافق مع طموحات جماهير الأهلي .
بعد التتويج بكأس مصر ما هي الرسالة التي وجهها لكم محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي ؟
الكابتن محمود الخطيب وجه رسالة لنا جميعًا أن نستمر في تحقيق الإنتصارات لإسعاد الجماهير وأن اللاعبين يعيشون أفضل فتراتهم لذلك يجب عليهم أن يمتعوا الجماهير وأنفسهم بالفوز دائمًا .
لقد ألتقيت بنادي الزمالك في 11 مواجهة وتمكنت من تحقيق الفوز في 9 مباريات وتلقيت هزيمتين ، كيف ترى تلك الإحصائية ؟
مباريات الأهلي والزمالك تمثل جماهيرية كبيرة و دائمًا ما تكون محط أنظار الجميع لذا أسعى دائمًا فيها أن أسعد الجماهير ، مهم أن نحقق الفوز لأن الهزيمة في تلك المباريات بالأخص تترك آثرًا سلبيًا ولن أخفي ذلك فبعد تلقي الهزيمة الآخيرة في مباراة الدوري رغم أنها كانت مواجهة تحصيل حاصل و كنت مضطر إلى إراحة اللاعبين فيها إلا أنني حزنت من الهزيمة و لكن كنت أستهدف بطولة الكأس وتمكنا من الرد بالفوز بثلاثة أشواط نظيفة و التأهل إلى النهائي وحصد اللقب .
منذ توليك القيادة الفنية للفريق تمكنت من تحقيق 10 ألقاب من أصل 12 بطولة شاركت بها بنسبة نجاح تتعدى 80 % ، ما هي البطولة الأغلى ؟
لقد تمكنت من تحقيق 10 بطولات من أصل 12 بطولة شاركنا بها و هو نجاح كبير بالنسبة لي و في آخر ثلاث سنوات تمكنا من حصد الألقاب بنسبة نجاح 100% ، لكن بطولة إفريقيا عام 2017 التي حققنها في تونس بعد التفوق على الترجي والنجم الساحلي في ظل غياب أحد أهم عناصر الفريق ” أحمد صلاح – عبد الله عبد السلام ” له مكانة خاصة عندي ، لأنه لولا تحقيقها ما كنت أستمريت في منصبي للآن . ودائمًا أوكد أنه على من يعمل داخل النادي الأهلي أن يتحمل الضغوطات الكبيرة التي قد يتعرض لها و في حالتي فالمدير الفني هو المسئول الأول الذي يُحاسب على النتائج مما يمثل ضغط كبير عليه وذلك ما أتعرض له في الآونه الآخيرة بقوة لكنني أتحمل ذلك من اجل النادي الاهلي و جمهوره أتحمل أيضًا الإهانات من أجلهم ولا أجد أمامي سوى أن أدرب اللاعبين للوصول إلى أهدافنا .
كيف ترى وصف جماهير النادي الأهلي بأن “محمد مصيلحي” هو مانويل جوزية الكرة الطائرة ؟
شرف لي أنا أتولى قيادة النادي الأهلي و أن يتم وصفي بذلك ، بالطبع هو تشبيه يشكل عبء شخصي لدي و على اللاعبين و لكن في الوقت ذاته هو أيضًا دافع كبير لنا للإستمرارية في حصد البطولات و هي المعادلة الأصعب ، و في ظل سعي المنافسين لتدعيم صفوفهم بعنصرين أجانبيين يزيد العبء علينا و لكننا نسعى دائمًا إلى أن نكون عند حسن ظن الجماهير .
بعد أن وصل قادة النادي الأهلي ” أحمد صلاح و عبد الله عبد السلام ” إلى أكثر من خمسين بطولة في مسيرتهم ما هي الرسالة التي توجهة لهم ؟ و بماذا تنصح الناشئين أن يتعلموه منهما ؟
هم مثال وقدوة وإذا تحدثت عنهم لأن أفي أي منهما حقه ، لن يتواجد نسخة مشابهة لهم في أي لعبة جماعية سواء في الإلتزام و الكفاءة أوالعزيمة التي يمتلكوها والتي ساهمت في تحقيقهم لإنجازات بهذا الحجم و أرى أنهم نظرًا لم يتمتعوا به من إصرار بإمكانهم التواجد في الملاعب لثلاث أعوام قادمة حتى يفكر أي منهما في الإعتزال ، هم مكسب كبير لأي نادي تواجده في صفوفه و لا غنى عنهم في المنتخب المصري أيضًا و يجب أستمرار ضمهم ، و على العناصر الشابة أن تتعلم منهما جيدًا و من كبار الفرقة أيضًا فالفريق يمتلك لاعبين ذو خبرات كبيرة مثل ” محمد عبد المنعم – محمد رؤوف – عبد الحليم عبو و غيرهم ” جميع اللاعبين يعلموا قيمة تيشرت النادي الأهلي ويدركوا قيمة المكسب و الخسارة تؤثر فيهم كثيرًا ونجاحتهم الإستثنائية نتاج ذلك .
كيف يكون مستقبل الأهلي في الكرة الطائرة مع أرتفاع معدل أعمار اللاعبين ؟
النادي الأهلي يمتلك خمسة أجيال مقسمة على النحو التالي “أحمد صلاح ـ عبد الله عبد السلام ـ محمد عبد المنعم ـ عبد اللطيف عثمان ـ محمد رؤوف ” وهم عناصر مخضرمة ولا غنى عنهم في الوقت الحاضر . وهناك ” حسام يوسف ـ أحمد قطب ـ أحمد عبد العال ـ محمد معوض ـ عبد الحليم عبو ” و هم عناصر آخرى لديهم خبرة عالية أيضًا . ثم يأتي بعد ذلك جيل آخر من 23 لـ 26 عاما و هم ” أحمد سعيد ـ أحمد عادل ـ محمد رمضان ـ عبد الرحمن سعودي ـ أبو السعود ” .
وبالنظر إلى مرحلة الشباب ستجد ” يوسف الصافي – يوسف مرجان – الحسيني – محمد عثمان – عمر زكريا ” تلك الأسماء تدربت تحت قيادتي ، و تم تصعيدهم من فريق الشباب إلى الدرجة الأولى و وافقت على إعارتهم لمدة عام في الموسم المقبل إلى بتروجيت و طلائع الجيش وذلك من أجل إكتساب الخبرات و المشاركة بإستمرار و سيعودون إلى الأهلي مرة أخرى فهم لديهم إمكانيات تساعدهم على ذلك ، والنادي الأهلي بشكل عام مستحوذ على البطولات في مراحل الناشئين و هم لهم مساهمة كبيرة في تحقيق ذلك ، وحينما تتيح الفرصة لهم للمشاركة مع التواجد مع عناصر الخبرة بإمكانهم إحداث الفارق .
وسيأتي من بعدهم جيل الناشئين و هو جيل ليس محط أنظار الجميع لأنهم مازالوا في مرحلة الإعداد مثل ” زياد أسامة ـ مروان الصافي ـ أنس شوقي ـ عمر الشريف ـ إبراهيم رسلان ” وهذة الأسماء تمكنت من حصد المركز الرابع في كأس العالم و تمرنوا تحت قيادتي لفترة . وهنا يطرح سؤالاً من في الشرق الأوسط يمتلك هذا الكم من اللاعبين ؟ لذا أريد أن أطمئن الجماهير النادي الأهلي لم يتعاقد مع أي ناشئ ويعتمد على مجهوده الذاتي ذلك لا يعني أن الإدارة تمانع في التعاقد ولكن الأهلي لديه ما يكفيه ، هم فقط بحاجة لمشاركة مستمرة و وأرى أن لديهم رغبة لحدوث ذلك و فور مشاركتهم سيتأكد الجميع أن النادي الأهلي غني بمواهبه .
كيف أستعد الفريق لإستئناف الدوري والكأس بعد فترة التوقف الكبيرة بسبب فيروس كورونا ؟
الفريق توقف يوم 15 من شهر مارس و كانت تلك الفترة مليئة بالضغط العصبي نظرًا لأن الأمور لم تكن واضحة بشأن إستئناف البطولات مرة أخرى أم لا كنت أتابع أوزان اللاعبين بصفة مستمرة ولم يكن متاح لي أكثر من ذلك ، و لكن فور إصدار قرار بعودة الدوري وضعنا خطة على ثلاث مراحل بدأت أول مرحلة فيها في أول شهر يوليو وحتى منتصف الشهر ذاته كان الهدف منها تأهيل بدني عام للفريق و كان لمخطط الأحمال حسن عبد المجيد دور كبير في تلك المرحلة ، ثم بدأنا في تنفيذ المرحلة الثانية وهي إستعادة اللايقة البدنية لدى اللاعبين والتي أستمرت لمدة 10 أيام كنا نتمرن فيها على فترتين صباحًا وبعد الظهر ، ثم بدأنا في المرحلة الثالثة و هنا أتى الدور على الجهاز الفني في شرح الأمور الفنية و توجيه اللاعبين ، لننجح بعد ذلك وفي خلال 6 أسابيع أن نستعد بصورة جيدة لإستئناف المنافسات رغم أنها كانت مرحلة صعبة جدًا إلا أن “العواجيز” تمكنوا من الوقوف مرة أخرى على أقدامهم ونجحوا في حصد بطولاتي “الدوري والكأس” .
تعاقد النادي الأهلي تحت قيادتك مع أربع محترفيين البعض يرى أنهم لم يحدثوا تأثيرًا كبيرًا .. كيف ترى ذلك ؟
نعم تحت قيادتي الفنية تم التعاقد مع أربع محترفين وهم التونسي “شكري الجويني” ، الروسي “سيرجي بيرتسيف ” ، الكندي “جاسون ديروكر” ، الأوكراني ” رسلان” من بينهم 3 أسماء كانوا عند حسن ظني و التعاقد معاهم كان مرضيًا تمامًا بالنسبة لي . عند التعاقد مع محترف هناك أولويات أبحث عنها و وجدتها بهم فمثلاً المحترف الكندي “جاسون ديروكو” كان خامة مختلفة لم تدخل مصر من قبل فكندا تصنيفها العاشر عالميًا في الكرة الطائرة و اللاعب كان دولي يشارك مع منتخب بلاده و في الأساس كان متردد لخوض تجربة في الشرق الأوسط ولم يكن التعاقد معه سهلاً و أرى أنه نجح في تحقيق ما أردته و رحيل ديروكو جاء لإختلاف عاداته وتقاليده عنا مما جعل إمكانية تأقلمه في مصر صعبة . الجمهور لم يشاهده بشكل جيد نظرًا لعدم إذاعة المباريات وبالتالي لا يمكن الحكم عليه بشكل صحيح فكيف يتم تقييم اللاعبين دون متابعتهم عن قرب ؟ أما عن التونسي شكري الجويني و الأوكراني رسلان فهم كانوا مؤثرًين أيضًا ، فقط المحترف الروسي بيرتسيف هو من كان دون المستوى وأعترف بذلك .
كيف ترى حظوظ النادي الأهلي في التتويج بالبطولة الإفريقية في حالة إقامتها ؟
مازال موقف البطولة الإفريقية غامضًا بالنسبة لنا ولم تضح الصورة كاملة لحد الآن هل ستُلعب أم لا ، و لكن بصورة عامة سأرفض المشاركة في البطولة الإفريقية في حالة عدم التعاقد مع محترف أجنبي .
