تقاريركورة إنجليزية

مورينيو عاد.. العبقري الذي لا تموت عبقريته

في منتصف ديسمبر عام 2018′ أعلن فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي إقالة سبيشيال ون من عرش القيادة الفنية للشياطين الحُمر، بعد أكثر من عامين على تعيينه في المنصب.

بدا جمهور اليونايتد سعيدًا بلا شك برحيل الرجل المميز، قالوا : “مورينيو انتهى، المترجم، ممل، نوكيا في زمن الآيفون”، انهال الجميع عليه أيضًا مشجعي الفرق الأخرى، تكاثرت السيوف عليه تم وصفه بأبشع الكلمات دون احترام تاريخه و لم يرحمه أحد بلا دراسة للواقع، الجميع تناسى واقع الإدارة، مشاكله مع بول بوغبا، ظهر حاليًا أنه على حق، مستوى جميع اللاعبين لا يساعدوه على تنفيذ مخططاته، وبالرغم من ذلك نجح معهم في تحقيق لقب الدورى الأوروبى فى موسم 2016-2017، ولم يستطع التتويج بلقب الدورى الإنجليزى مع اليونايتد والغائب عن خزائن النادى منذ رحيل أسطورة التدريب اليكس فيرجسون عام 2013 حقق معهم المركز الثاني و أكد على أنها واحده من ابرز إنجازاته لكنهم أقالوه.

الموازنة بين القيم الجوهرية والخارجية تشبه الجلوس على أرجوحة، ومع تكديس قيم العالم بشكل كبير في الزاوية الخارجية، فإنه يخلق أيضًا مشكلة “ما التالي”، كان يجب على مورينيو أن يهزم هزيمته و يودّع كبريائه، يجب عليه أن يدع العالم الخارجي يركز على الخارج بينما هو يبدي استعداداته لخلق ثقافة جديده وتركيز داخلي على القيم الجوهرية.

بلا شك، فالجميع كان يعرف بأن جوزيه مورينيو سوف يخرج من نار الدمار، من أكوام الرماد و الحطام، بوظيفة جديدة في نادٍ كبير، لن يكون رجل يتمتع بهذه السمعة والتاريخ عاطلاً عن العمل لفترة طويلة في العالم الذي نعيش فيه والذي يتطلب إصلاحًا سريعًا ونتائج، ولكن بعد الإصلاح السريع! ماذا بعد ذلك؟ يحتاج جوزيه إلى تعلم التكيف، في كتابه “Legacy” ، يشير جيمس كير إلى الأساسيات الثقافية لـ All Blacks ويقول: “عندما تكون في صدارة اللعبة، غيّر لعبتك.”.. مورينيو لديه خزانة كؤوس مدرب في صدارة لعبهم، نرجسي، مغرور، عبقري، معطاء و محب للجميع، لذا إذا أراد البقاء في اللعبة فعليه أن يبدأ في معالجة النواقص لديه.

سيكون من المثير للاهتمام أن نلاحظ الدروس التي تعلمها أسطورة كرة القدم من العام الذي قضاه بدون قيادة فنية وحتى أنه قد بكى عليه ، من الاضطرابات، و لكن ماذا بعد ذلك؟

عاد مورينيو! عاد هذه المرة بلا ضغوطات ومع لاعبين متعطشين لتحقيق المزيد من الألقاب، لم يحتمي بتاريخه كما تعوّد، ولا يتفاخر بكونه يدرب النادي الأفضل في العالم أو بالبطولات التي يملكها فريقه.

أعلن نادي توتنهام هوتسبير تعيين البرتغالي جوزيه مورينيو مديرًا فنيًا للفريق خلفًا لماوريسيو بوتشينيو، ولكنه في سبيرز سيجد فريقاً غائباً عن الانتصارات المحلية منذ سبتمبر الماضي، وآخر ألقابه يعود إلى عام 1991 في كأس الاتحاد، بينما لم يحقق الدوري منذ ستينيات القرن الماضي.

بالفعل؛ كما دار في ذاكرتكم يشبه كثيرًا قيادته لفريق تشيلسي عام 2004، حينما كان البلوز بلا تاريخ، و بإدارة طموحة وجيل قوي من اللاعبين صنع لهم التاريخ كما حقق معهم بطولة البريميرليغ الغائبة عن النادي منذ 50 عامًا.

حينما تولى مورينيو قيادة السيرة كان عل علم بأنه على موعد مع تحدٍ كبير،
ليثبت أنه قادر على التطوير من أساليبه التكتيكية والتعلم من أخطاء الماضي لتأكيد أنه لايزال قادراً على مواكبة الجيل الحالي من المدربين، وقادر على التعامل مع لاعبي الجيل الحالي من اللاعبين.

وبالحديث عن اللاعبين فقد وجد سبيشيال ون نوعية لاعبي توتنهام تناسب أفكاره، حيث الأغلب قائد ويتمتع بصفات تناسبه، اللاعب السوبر الوحيد الذي كان أدائه مزاجي مع مورينيو هو ديلي آلي وماذا حصل ؟
قام مورينيو بإخراجه من قائمة الفريق وماذا حدث ؟ مساندة من النادي لقرار مورينيو وعدم التدخل به وعدم تدخل جماهير توتنهام بقرار مورينيو، يذكرنا بعكس ماحصل باليونايتد بموضوع بوغبا الذي كان حين يجلس على الدكة تشاهد تكاثر السكاكين عليه من كل جانب.

مورينيو لهذة اللحظة يعمل بشكل ممتاز مع توتنهام، خطة مميزة معه تعمل بشكل ممتاز ، التصريحات الهادئة المستفزة والموترة للخصم عوضًا عن التصريحات التي يدافع بها عن نفسه وتاريخه، الصفقات المدروسة والتي يحتاجها الفريق مثل صفقة هويبيرغ التي بدون مبالغة هي أفضل صفقة حاليًا بإنكلترا، بناء للدكة، مهاجم قوي و فتّاك مثل هاري كين تحول معه للاعب متكامل وحلم لكل أندية أوروبا ولم يعد مجرد هداف فقط، هاري كين أصبح من أفضل صناع اللعب بالعالم ايضًا، كما تحوّل معه الكوري الجنوبي هيونغ مين سون إلى ماكينة أهداف.

نجح مورينيو في تحويل سون وكين إلى أفضل ثنائية بالعالم حاليًا، كما يمتلك خط وسط يناسب اسلوبه حيث هناك مزيج من القوة البدنية والمهارات المتبادلة بين الرباعي لو سيلسو، وينكس، سيسوكو، و الأخير الذي استطاع إعادة اكتشافه هو تونجاي ندومبيلي بعد عدة اجراءات قام بها معه ونجحت.

أعاد ترميم دفاعاته بجلب ريغيليون وأصبح دافيس دكة وأعاد اكتشاف داير كقلب دفاع، خلال 11 مباراة بالدوري، استقبل مرماه 9 اهداف، خسارة وحيده و ثلاث تعادلات و سبعة فوز يتصدر بهم ترتيب البريميرليغ بعد الفوز على بيب غوارديولا بأداء تكتيكي رائع، وفوز الأمس على أرسنال بثنائية مريحة.

عودة توتنهام لمنصات التتويج.. هل يمكن أن يحلم جمهور السبيرز بالفوز بالبريميرليج؟!

بهزيمة وحيده، تتصدر كتيبة مورينيو جدول ترتيب البريميرليغ، بدأ توتنهام هوتسبير بقيادة جوزيه مورينيو في الظهور كمنافس على اللقب، مع فريق مليء بالموهبة ومدير لديه ماضٍ في الفوز بالكؤوس، فإن هذا الحديث ليس بدون سبب…

اهمس بها بهدوء، لكن جوزيه مورينيو ربما استعاد سحره.

إن الصدفة التي يعيشها لوري للمدير الذي هرب من مانشستر في 2018 هي ذكرى بعيدة ، وقد أعاد التكرار الحالي لتوتنهام لمورينيو اكتشاف تباهته وربما سحره قليلاً، بدا توتنهام بارعًا في بعض الأوقات هذا الموسم حتى أنه كان هناك حديث عن تحدٍ غير متوقع على اللقب، وفي هذا الموسم الغريب، لا يخلو الحديث عن العنوان من بعض المزايا على الأقل.

“بإمكاننا الفوز بالبريميرليج الموسم القادم”

في نهاية الموسم الماضي، جاء ذلك التصريح من جوزيه مورينيو وهو يعبر بشكل كبير عن عقليته، لذا فإن إضافات مورينيو ليست فقط تكتيكية أو خططية، هو أتي بهوية و عقلية متغيرة عن ما سبقه و سيسعي جاهداً لإستثمار هذه الفرصة، الفريق ليس بحاجه إلى ضغط، بكل تأكيد هناك هزائم و تعادلات، لم ننتهي من المباريات بعد.

في النهاية أود تذكيركم بأن مورينيو قد أعاد لنا الكثير من الذكريات و الأيام الجميلة، تحويل تشيلسي لفريق من البطولات بعدها صنع لهم التاريخ، كما أعطى لبورتو هدية من ذهب بعد التتويج معهم بدوري الأبطال، و أعاد أمجاد الإنتر، و هو أيضاً من عاد بمدريد الي التتويج بالدوري مرة أخري، يجب أن نعيش اللحظة، اللحظة التي يثق فيها الجميع بأن مورينيو سينجح و معني كلمة نجاحه هنا في هذه المرحلة لتوتنهام يعني التتويج بالبطولات و لا شئ غير ذلك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى