حوار خاص أجراه موقع كورة نيو مع الإعلامي والصحفي الموريتاني “محمد البشير سيدينا” يتحدث فيه عن الكرة الإفريقية وإنتخابات الكاف المقبلة وحظوظ المرشح العربي الوحيد أحمد ولد يحيي في الفوز برئاسة الكاف؛ وجاء الحوار كالآتي:
كيف ترى إنتخابات الإتحاد الإفريقي المقبلة؟ ومن الأوفر حظاً من المرشحين؟
إنتخابات الإتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاف ستكون مشتعلة و ستكون المنافسة فيها شرسة جداً، و برأيي الشخصي يقتصر السباق في النهاية على مرشحين فقط؛ مرشح من الكتلة الناطقة بالفرنسية “لفرانكفونيين” وآخر من الكتلة الناطقة باللغة الإنجليزية والمتمثلة في الجنوب إفريقي “باتريس موتسيبي” أما في الجانب لفرنكفوني فالأقرب برأيي الشخصي هو تحالف يدعم رئيس الإتحاد الموريتاني لكرة القدم السيد “أحمد ولد يحيي”.
ما هي حظوظ السيد (أحمد ولد يحيي) في الفوز بالإنتخابات؟
يمتلك رئيس الإتحاد الموريتاني لكرة القدم السيد (أحمد ولد يحيي) حظوظ كبيرة في سباق رئاسة الكاف كون الرجل أحد الأسماء المعروفة في الوسط الرياضي الإفريقي في السنوات الأخيرة، ويمتلك سمعة طيبة وكذا يمتلك إنجازات حققها لبلده تجعله على قدر كبير من المسؤولية في تولي كرسي رئاسة الكاف؛ ضف إلى ذلك أن الرجل يمتلك علاقات قوية بكل الشخصيات البارزة في مجال كرة القدم وفي جميع الإتحادات والمنظمات الرياضية ومثل هذه الإنتخابات تحسم بشكل كبير من خلال العلاقات ونظافة الاسم وكل هذه الأمور تصب في مصلحة أحمد ولد يحيي.
هل تعتقد أن كل الدول العربية ستقف مع (أحمد ولد يحيي) أم ستحدث مفاجآت عند التصويت؟
خارطة الدعم في إفريقيا لا تبنى على القوميات ولا الأعراق والديانات برأيي الشخصي هي مسألة تتعلق بالمصالح أولاً ثم العلاقات بعد ذلك، ومن خلال متابعتي لملف الإنتخابات أعتقد أن أحمد ولد يحيي سيحظى بدعم من جل حتى لا أقول كل الإتحادات العربية.
كيف رأيت مشاركة منتخب موريتانيا لأول مرة في تاريخها في كأس الأمم الإفريقية الماضية بمصر، وهل المنتخب الموريتاني قادر على تكرار هذا الإنجاز والتأهل لبطولة الكاميرون؟
مشاركة المرابطون في نهائيات كأس أمم إفريقيا مصر ٢٠١٩ حدث تاريخي شخصياً إنتظرت قرابة العقدين من الزمن كي أعيش مثل هذه اللحظات وهناك من إنتظره لأكثر من عقود كان التأهل أجمل اللحظات الكروية على الإطلاق أما عزف النشيد الوطني في مدينة السويس فكان عبارة عن إعلان ميلاد منتخب جديد ينضم لكبارة القارة السمراء، بغض النظر عن النتائج عشنا في مصر أجمل الأيام وكنا كصحفيين شاهدين على تقديم أوراق إعتماد المرابطون رسمياً في أكبر محفل قاري، وبخصوص سؤالكم هل سيكرر المرابطون هذا الإنجاز؟ لو طرح علي هذا السؤال قبل أن نلعب الجولتين الرابعة والخامسة من تصفيات الكاميرون لكان الجواب من دون تفكير…نعم!! ولكن بعد أن صعبت بورندي الأوضاع وبعثرت أوراق المجموعة أقول يمكن تكرار الإنجاز لكن لابد من بذل جهد أكبر في الجولة القادمة أمام المنتخب المغربي هنا في نواكشوط وحسم الأمور في لقاء إفريقيا الوسطى كل الأمور ممكنة شرط التحلي بالمسؤولية.
كيف ترى بطولة الأمم الإفريقية المقبلة في الكاميرون، ومن المنتخب الأوفر حظاً للفوز بالبطولة؟ كرة القدم بعد جائحة كورونا تغيرت كثيراً خصوصاً في القارة السمراء هناك تحديات كبيرة فرضتها هذه الجائحة في نهائيات أمم إفريقيا المقبلة قد نشهد ميلاد بطل جديد، لكن على العموم المستوى الفني تأثر بشكل كبير بعد ظهور هذا الوباء؛ تبقى المنتخبات التي تمتلك إرث كروي في القارة هي صاحبة اليد العليا دائماً منتخب مصر في كل مرة يبقى مرشح فوق العادة نظراً لتاريخه الكبير وللعناصر التي يمتلكها الفراعنة الآن بقيادة أفضل لاعبي القارة “محمد صلاح” بالإضافة إلى البطل منتخب الجزائر وصاحبة الأرض الكاميرون وتونس والمغرب. في رأيك هل هناك منتخب إفريقي قادر على المنافسة على لقب كأس العالم التي ستقام في قطر ٢٠٢٢؟ من الصعب المنافسة على اللقب العالمي خصوصاً في ظل تراجع المستوى الفني كما أسلفنا لكن هذا لايمنع أن يكون هناك منتخب إفريقي يكون الحصان الأسود لبطولة قطر ٢٠٢٢. من الرجل الأقوى في الإتحاد الإفريقي (هاني أبو ريدة، فوزي لقجع، طارق بشماوي)؟ برأيي الشخصي فوزي لقجع هو أقوى هذا الثلاثي؛ وخصوصاً في الفترة الأخيرة بسط الرجل سيطرته على كل تفاصيل ودهاليز الإتحاد الإفريقي. ما رأيك في إختيارات مجلة فرانس فوتبول لقائمة أفضل لاعبي التاريخ؟ وهل هي عنصرية حقاً كما وصفها (صامويل إيتو) بسبب عدم وجود أي لاعب إفريقي فيها؟ أنا دائماً ضد إختيار الأفضل في فترات متعددة يمكن أن نقارن كل حقبة زمنية في ما بينها، لكن من غير المنطق برأيي مقارنة لاعبين في حقب زمنية مختلفة؛ ثم أن الأفضل بالنسبة لي ليس بالضرورة الأفضل بالنسبة لغيري. أما بخصوص عدم تواجد أي لاعب من القارة السمراء أمر عادي بالنسبة لي صحيح هناك أسماء سطرت تاريخ كبير وأمجاد لا تُعد ولا تحصى لكن الخيارات محدودة والمنافسين من العيار الثقيل. كيف رأيت وصول الأهلي والزمالك لنهائي دوري أبطال إفريقيا الموسم الماضي؟ من الطبيعي لمن يتابع الكرة المصرية تأهل قطبي الكرة هناك لنهائي دوري أبطال إفريقيا لهذا العام فمثلا الزمالك أنهى الموسم المنصرم بطلاً للكونفدرالية والأهلي في هذا الموسم حقق الثلاثية ما يعني أن كلا الناديين يعيشان أوقات ممتازة جداً. لماذا سيطرت أندية شمال إفريقيا على البطولات الإفريقية في السنوات الأخيرة؟ برأيي سبب سيطرة أندية شمال القارة على البطولات راجع لقوة الدوريات هناك والأموال التي تضخها هذه الأندية في الصففات في كل موسم فمن الطبيعي إذاً أن تنعكس إيجاباً على المستوي الفني بالتالي ثمرة هذا الجهد في النهاية ستكون حصد الألقاب. كيف ترى تعاقد النادي الأهلي مع المدرب الجنوب إفريقي (موسيماني) ليصبح أول مدرب إفريقي في تاريخ النادي؟ حقيقة من الأمور التي أصر على متابعتها كصحفي مختص في الكرة الإفريقية هي حركة سوق الإنتقالات والأهلي أحد الأفضل الأندية التي تتسوق، ولعل إختيار المدرب الجنوب إفريقي “موسيماني” درس في علم التسوق الإفريقي ليكون بذلك أول مدرب من القارة لسيد أندية القارة؛ الخطوة لمن لايعرف دهاليز المستديرة قد تكون إنتحارية لكنها برأي ضربة معلم. الجماهير المصرية والجزائرية دائماً تقارن بين محمد صلاح ورياض محرز، هل تجد هذه المقارنة مقبولة أم كفة صلاح أرجح بسبب الألقاب والأرقام القياسية التي حققها؟ محمد صلاح و محرز أفضل لاعبين في الوطن العربي الآن ومن الطبيعي أن تظل المقارنات والأحاديث حولهما تسري من عشاق كليهما في كل بلد. في رأيك من أفضل لاعب إفريقي هذا العام؟ بدون تردد محمد صلاح رغم المنافسة الشرسة من ساديو مانيه هذا العام.
