أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اليوم الجمعة أن المنتخب الألماني لن يواجه عقوبات إثر الرسالة السياسية التي وجهها لاعبوه قبل مباراته أمام المنتخب الأيسلندي مساء الخميس في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022 المقررة في قطر، وقد نال المنتخب إشادة من جانب الحكومة وغيرها.
واصطف اللاعبون الــ11 في التشكيل الأساسي للمنتخب الألماني مرتدين قمصانا شكلت الأحرف الــ11 لعبارة “حقوق الانسان” باللغة الإنجليزية، وذلك في رسالة تردد أنها موجهة إلى قطر التي واجهت انتقادات تتعلق بمعاملة العمال المهاجرين، وذلك في الوقت الذي تستعد فيه لاستضافة كأس العالم 2022 .
وكشف الفيفا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :”الفيفا يؤمن بحرية التعبير، وبقوة كرة القدم للخير. الفيفا لن يتخذ إجراءات تأديبية بشأن هذا الموقف.”
وكان الفيفا قد اتخذ قرارا مماثلا إزاء قيام لاعبي المنتخب النرويجي بارتداء قمصانا شكلت عبارة “حقوق الانسان – داخل الملعب وخارجه” أمس الأول الأربعاء قبيل مباراة الفريق أمام منتخب جبل طارق.
وفي الماضي، كان التعبير عن الأراء السياسية في المباريات أمرا لا يلقى تسامحا من جانب الفيفا، لكن الاتحاد الدولي أصبح أكثر تساهلا إزاء هذا الشأن مؤخرا، ويسمح للاعبين أيضا بالجثو على الركبة في تعبير عن الاحتجاج على التمييز العنصري والظلم.
وأبدى شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية ترحيبا بتصرف المنتخب، قائلا إنه ألقى الضوء على القيم التي يدافع عنها.
وأضاف زايبرت :”بالطبع هو شيء جيد لأن المنتخب الوطني يشكل… قطعة جيدة من ألمانيا. لذلك هو أمر جيد لأنهم كشفوا عن قيم ديمقراطيتنا الليبرالية.”
وقال ستوله سولباكن المدير الفني للمنتخب النرويجي في تصريحات لصحيفة “فيردينس جانج” إن المنتخب الألماني :”كان واحدا من العظماء الحقيقين الذين اتبعونا.”
أما رابطة “برو فانز” للمشجعين في ألمانيا، والتي كانت قد انضمت لنداءات مقاطعة كاس العالم، فقد تحدثت عن تحرك “في الاتجاه الصحيح، لكنه ليس كافيا من وجهة نظرنا”، حسب ما صرح به سيج زيلت أحد أعضائها.
وقال ليون جوريتسكا لاعب خط وسط المنتخب الألماني في تصريحات لقناة “آر.تي.إل” التليفزيونية “تحدثنا حول هذا الأمر في الفريق. أمامنا بطولة كأس العالم وهناك الكثير من المناقشات بشأنها. ونرغب في أن نظهر للمجتمع أننا لا نتجاهل الأمر.”
وتحدث يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني عن “إشارة جيدة للغاية ومهمة”، موضحا أنه كان على دراية بتلك الخطة لكنه ليس من اقترحها.
وأضاف لوف :”كانت ببساطة مجرد إشارة أولى من الفريق على أننا ندافع عن حقوق الإنسان، في أي مكان في العالم، فهذه هي قيمنا.”
وذكرت صحيفة “ذا جارديان” البريطانية مؤخرا أن 6500 من العمال المهاجرين من خمس دول آسيوية لقوا حتفهم في قطر منذ حصولها في عام 2010 على حق استضافة كأس العالم 2022 .
ومن جانبها، أكدت قطر أن الإصلاحات لا تزال جارية وأن ذلك العدد لا يشكل أمرا غير طبيعي نظرا إلى حجم القوى العاملة من تلك البلدان.
وكانت منظمة العفو الدولية قد نادت الفيفا قبل ايام بالضغط على قطر، لكنها في الوقت نفسه لم تبد تأييدا للمقاطعة.