في عام 1953 هاجر زوجان (اسماعيل ومليكة) ينتميان لمنطقة القبائل في شمال الجزائر إلى ضواحي فرنسا، وفي منتصف 1960 إنتقلا إلى مارسيليا، في الثالث والعشرين من حزيران عام 1972 ولد طفلهم وإسمه زين الدين زيدان وله 4 أخوة أكبر منه.
عاش زيدان في ظروف حياة صعبة حيث أغلب سكان المنطقة التي كان يسكن فيها كانوا عاطلين عن العمل أو منخرطين في عالم الجرائم، لكن عائلة زيدان عاشت حياة مُشرفة حيث كان والده يعمل كأمين مستودع ووالدته ربة منزل، ولكن المستوى المعيشي لعائلة زيدان كان ضعيف وكانت العائلة تمر بضائقة مالية.
بدأ زيدان رحلته مع كرة القدم حينما كان بالخامسة من سنه وكان يلعب مع أطفال الحي على ملاعب التارتان، كان زيدان معجب جداً بلاعبي نادي مارسيليا آنذاك أبرزهم سليسكوفيتش وفرانشيسكولي وجان بيير، كانوا قدوة لزيدان في طفولته.
حصل زيدان على رخصة لاعبين كرة القدم في سن العاشرة بعدما حصل على الجنسية الفرنسية، لعب زيدان مع فريق محلي في الضاحية التي كان يقطن بها ولعب معهم لمدة سنة ونصف وبعدها إنتقل لنادي SO Septemes-les-Vallons ولعب معهم لمدة عامين ونصف وتم إختياره لمعسكر تدريبي معهم. قدم زيدان وقتها مستوى مميز تحت أنظار كشاف الواهب جيان فاراود التابع لنادي كان الفرنسي والذي أوصه به وقدمه لمدير المركز التدريبي، بقي زيدان في نادي كان لمدة أربع سنوات قضى بدايتها في سكن اللاعبين قبل أن ينتقل للعيش مع مدير النادي وعائلته.
لعب زيدان أول مباراة احترافية مع فريقه كان في دوري الدرجة الأولى الفرنسي ضد نادي نانت في عام 1989، وبعدها بعامين سجل أول هدف له ضد نفس المنافس وأنهى فريقه الدوري في المركز الرابع وهي أفضل نتيجة كانت في تاريخهم وليتأهلوا إلى منافسات كأس الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى بتاريخهم.
في عام 1989 بدأ مسيرته الدولية مع منتخب فرنسا تحت 17 عام وإستمر بالإبداع مع نادي كان وفي 1992 إنتقل لنادي بوردو وفاز معهم بكأس انترتوتو، وفي موسم 95/96 نجح زيدان بقيادة بوردو لنهائي كأس الإتحاد الأوروبي لكنهم خسروا من بايرن ميونخ. – فاز بجائزة لاعب الموسم في بوردو موسم 95/96.
لعب زيدان أول مباراة دولية له مع منتخب فرنسا الأول في أغسطس 1994، وقد دخل في الدقيقة 63 من زمن المباراة كبديل، وكانت المباراة أمام التشيك، وقد كانت فرنسا متأخرة بنتيجة 0–2 عند دخول زيدان، ولكن زيدان سجل هدفين لتنتهي المباراة بالتعادل 2–2. في عام 1996 إنتقل زيدان إلى أبطال أوروبا في ذلك العام نادي يوفنتوس الإيطالي مقابل 3.2 مليون جنيه إسترليني، وحقق معهم لقب الدوري الإيطالي مرتين، وكأس السوبر الأوروبي مرة وكأس الإنتركونتينينتال مرة وكأس السوبر الإيطالي مرة.
– [ مونديال 1998 ] : في مونديال 98 كان زيدان حجر أساس المنتخب، وصلت فرنسا للنهائي أمام البرازيل المدجج بالنجوم آنذاك، في المباراة النهائية كانت الكلمة الأولى والأخيرة لزيدان، إنتهت المباراة 3-0 للمنتخب الفرنسي وزيدان سجل هدفين في تلك المباراة ليتوج منتخب فرنسا بكأس العالم 98.
في نفس السنة 1998 فاز زيدان بجائزة أفضل لاعب في فرنسا، ولكن الجائزة الأهم في ذلك الوقت بدون شك كانت حينما حصد زيدان جائزة البالون دور لأفضل لاعب في العالم في عام 1998، وكذلك فاز بجائزة أفضل لاعب بالعالم من إختيار “الفيفا” في ذلك الموسم، كان موسم مليء بالإنجازات لزيدان.
– [ يورو 2000 ] : ساعد زيدان منتخبه للوصول للنهائي، وقد سجل هدفاً في دور الثمانية أمام إسبانيا، وسجل الهدف الذهبي أمام البرتغال في دور النصف نهائي، وفي النهائي فاز منتخب فرنسا على منتخب إيطاليا ليتوج بطلاً لليورو سنة 2000 ، وفاز زيدان وقتها بجائزة أفضل لاعب في البطولة.
حصد زيدان في عام 2000 جائزة أفضل لاعب في العالم بإختيار الفيفا للمرة الثانية في مسيرته بعد مستوى مميز مع منتخب فرنسا واليوفي، وفاز زيدان بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإيطالي في موسم 2001.
– [ الإنتقال من اليوفي لمدريد ] : في حفل عشاء أقامه الإتحاد الأوروبي لكرة القدم في مدينة موناكو، زيدان وبيريز كانا يتواجدان هناك، قام بيريز بإرسال منديل لزيدان يحتوى على رسالة :”هل تريد أن تلعب في ريال مدريد؟”، ليقوم زيدان بالرد :”نعم بكل تأكيد، هذا سيكون أسعد أيام حياتي!”.
– بعدها عاد زيدان وشارك مع اليوفي في موسم 2000/01 بشكل طبيعي، بل قام بتمديد عقده مع الفريق حتى عام 2005. وبعدها بدأت الضغوطات الإعلامية الإسبانية وتحرك بيريز بشكل رسمي وبدأ يفاوض نادي يوفنتوس لشراء عقد زيدان، لكنهم رفضوا إلا أن خرج زيدان وقال إنه يحلم باللعب في ريال مدريد.
– إزدادت الضغوطات وقتها، وإدارة اليوفي جلست أكثر من مرة مع زيدان لإقناعه بالبقاء في اليوفي ورفض زيدان، قام بيريز حينها بتقديم عرض ضخم ولا يُرفض لإدارة اليوفي ونجح بشراء زيدان وقتها بـ 77.5 مليون يورو حيث كان زيدان أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم في وقتها!
– [ مسيرته مع مدريد ] : في موسم زيدان الأول في مدريد نجح بقيادتهم للفوز بدوري أبطال أوروبا بتسجيله لهدف تاريخي بالنهائي، تلك التسديدة التي هزت شباك بايرن ليفركوزن وأعلنت فوز ريال مدريد بالأبطال 2001/02 ، وفي نفس الموسم نجح زيدان مجدداً بالفوز بجائزة أفضل لاعب فرنسي عام 2002.
– كذلك بموسمه الأول حقق زيدان كأس السوبر الإسباني وكأس السوبر الأوروبي. وفي موسمه الثاني حقق الدوري الإسباني 2002/03 وكأس الإنتركونتينينتال عام 2000. وفي موسمه الثالث حقق كأس السوبر الإسباني 2003/04 وفاز بجائزة أفضل لاعب بالعالم بإختيار الفيفا للمرة الثالثة في مسيرته عام 2003.
– وفي 7 مايو 2006 لعب زيدان آخر مباراة له على ملعب سانتياغو برنابيو وكانت المباراة أمام فياريال وانتهت بالتعادل 3–3، سجل زيدان الهدف الثاني للريال وفي نهاية المباراة تبادل زيدان القميص مع خوان رومان ريكيلمي. ويعتبر زيدان من أهم وأكبر اللاعبين الذين ساهموا في إنجازات ريال مدريد.
في 2004 أعلن زيدان إعتزاله دولياً بعد خسارة اليورو، وفي 2006 عاد ليساعد المنتخب للتأهل للمونديال. بمونديال 2006 ساهم بهدفين بالدور الثاني، وفي دور الثمانية أمام البرازيل قدم واحدة من أعظم مبارياته وصنع هدف فرنسا الوحيد، وفي دور الأربعة سجل هدف ليعلن رسمياً تأهل فرنسا للنهائي.
– لعب زيزو النهائي أمام ايطاليا وكانت آخر مباراة في مسيرته وسجل هدف من ركلة جزاء على طريقة بانينكا، وقد طرد في الدقيقة 110 بسبب حركة غير رياضية بينه وبين ماتيراتزي وخسرت فرنسا اللقب حينها، وبالرغم من هذا الطرد، فإن زيدان قد اختير أفضل لاعب في كأس العالم 2006.
– [ عودة زيدان كمدرب ] : في عام 2013 عاد زيدان لريال مدريد كمساعد للمدرب انشيلوتي، ونجحوا سوياً بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا “العاشرة” في 2014، وفي عام 2015 أصبح زيدان مدرباً لأول مرة في مسيرته حيث تم تعيينه كمدرب لريال مدريد كاستايا.
– في يناير 2016 تم تنصيب زيدان كمدرب لريال مدريد خلفاً عن بينيتيز، في أول مواسم زيدان كمدرب نجح بالفوز في دوري أبطال أوروبا ليُصبح أول شخص يحصل على هذه البطولة كلاعب ومدرب، ثم إتبعهم بالفوز بكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
– في موسمه الثاني كمدرب، فاز زيدان بلقب الدوري الإسباني ولحقه دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي، ثُم حقق كأس السوبر الإسباني، كذلك حقق كأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي للمرة الثانية على التوالي ، وتوج زيدان بجائزة The best كأفضل مدرب بالعالم آنذاك.
– بموسمه الثالث لم يكن مستوى الفريق مُرضي بالدوري، لكنه فاز بـ دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي ليُصبح أول مدرب في التاريخ يفوز بدوري الأبطال 3 مرات متتالية مع نفس الفريق وكذلك أصبح أكثر مدرب يحقق اللقب بالمُناصفة ، وتوج زيدان بجائزة The best مجدداً كأفضل مدرب بالعالم.
– بعد تحقيق الفريق للأبطال لثالث مرة، خرج زيدان من ريال مدريد بفترة راحة، زيدان عاد لتدريب ريال مدريد في مارس 2019، وفي يوليو 2020 فاز زيدان بلقب الدوري الإسباني الثاني له كمدرب، وفاز كذلك بكأس السوبر الإسباني للمرة الثانية في مسيرته.
– في هذا الموسم الفريق لا يزال يُنافس على الليغا، ووصل لنصف نهائي دوري الأبطال بعدما أقصى ليفربول، ليُصبح زيدان أكثر مدرب فرنسي يصل لنصف نهائي الأبطال (4) مرات متخطياً آرسين فينغر.
تحرير : أحمد الشوري
إتبعنا