تقارير

أشهر حافى فى مصر .. فمن هو

رحل عن عالمنا مساء الجمعه ، سعيد فتحي الحافي ، أشهر لاعب كرة «شراب» في أحياء مصر ، والذي جسّد شخصيته الفنان عادل إمام في فيلم “الحريف” ، عن ناهز الـ74 عامًا بعد وعكة صحية.

و توفي سعيد الحافى بإحدى دور رعاية “المسنين” التي كان يقيم فيها منذ 5 أشهر بدون علم معظم أفراد أسرته ، وأقام الحافي مع أخته التي تولت أموره لكبر سنه ومعاناته من مرض الزهايمر قبل اختفاءه في سبتمبر 2021 .

وكان سعيد الحافي لاعبًا بارزًا في كرة القدم بمنطقة إمبابة بجوار عدد من نجوم اللعبة، إذ كان يمارس رياضته المفضلة حافي القدمين دون حذاء، ولهذا أطلق عليه لقب “الحافي”.

و بسبب مهارته، لفت الحافي انتباه مكتشف النجوم في النادي الأهلي وقتها عبده البقال ، إذ أجرى بالفعل الاختبارات في ملعب النادي، وبسبب اعتياده اللعب حافيًا دون حذاء ، أدّى اللاعب أداءً سيئًا في أثناء الاختبارات، وذلك بعد ارتدائه الحذاء الرياضي، ما تسبب في فشل إثبات وجوده وإبراز مواهبه.

وظل الحافي لمدة 40 عامًا يلعب الكرة الشراب ، والتي كانت سببًا في تركه للدراسة بعد أن تنقل إلى جميع محافظات مصر للعب، ولعب بجوار عدد من نجوم الكرة وقتها مثل مصطفى يونس وحسن شحاتة وفاروق جعفر وإبراهيم يسري، إذ التقط السيناريست بشير الديك والمخرج محمد خان وقتها فكرته في لعب الكرة وقدّماها للجمهور في عمل فني بعنوان الحريف الذي جسّد بطولته الفنان عادل إمام.

وكان المبلغ الذي يتقاضاه الحافي في المباراة الواحدة 10 جنيهات فقط، والذي كان يعد مبلغًا كبيرًا بمعايير ذلك الوقت، فضلًا عن أنّه أول لاعب في مصر أقيمت له مباراة اعتزال، والتي جرى إقامتها في شارع النصوح في إمبابة عام 1986، وذلك بمشاركة عددًا كبيرًا من نجوم الكرة المصرية مثل إسماعيل وإبراهيم يوسف وزكريا ناصف وأحمد شوبير ومصطفى عبده وحمدي نوح.

مطلع الثمانينيات، احتفظ الشاب سعيد بمكانة خاصة في إمبابة عندما تسلل إلى قلوب أبنائها من لعبه لكرة القدم في الساحات الشعبية، قبل أن ينتقل منها إلى العباسية والسيدة زينب ثم يتنقل إلى الإسكندرية وغيرها.

لا يستطيع الحافي الصمود أمام كرة شراب ، إذ يقول: كان يجن جنوني بالكرة ، وأذهب ورأها ولا يهم أين؟.. كنت متزوج من الكرة الشراب وبسببها لم أتزوج، فكانت العشق الوحيد لي والاحتياج الوحيد، ربما تكون أضرتني ولكني لا أستطيع كرهها.. وعملت بشركة الكبريت قبل أن تغلق أبوابها ويتم تصفيتها.

من بين عشرات الأندية، عشق الحافي فريق الترسانة ، حيث كان وقتها يضم العديد من أساطير كرة القدم، خاصة أن أبيه كان لاعبًا به، وظهرت موهبته في كرة القدم به منذ البداية.

ورغم هذا العشق غير العادي لفريق الترسانة، كان عشقه لمحمود الخطيب رئيس النادي الأهلي حاليا بلا حدود، ولا تزال ذاكرته تحتفظ بأن الخطيب سأل عليه أكثر من مرة عندما سمع بموهبته.

بهدوء تسيطر عليه الحسرة، يتذكر سعيد الحافي حظه السيء، فيحكي: للأسف كنت أعاني من الفلات فوت ولا أستطيع لعب الكرة إلا حافي، ومن هنا أطلق علي لقب سعيد الحافي، فعرض عليا اللعب للقطبين الأهلي والزمالك وعدة أندية، ولكن لم يتم السماح لي بلعب الكرة بدون حذاء بالرغم من محاولات أبي – رحمه الله – المضنية لإيجاد حل لهذه الأزمة لدرجة تصنيع حذاء خاص لكن دون جدوى حتى فقدنا الأمل.

ينفي سعيد كل ما تردد في ثمانينيات القرن الماضي كل ما تردد عن رفضه اللعب للأهلي بسبب الأموال التي كان يجنيها من لعب الكرة الشراب، فقال: غير صحيح.. نعم كنت أكسب من الكرة الشراب ولكن من يرفض الانضمام للأهلي.

ثم يمضي في حديثه: كنت أتمنى اللعب لأحد الأندية وكانت رغبة أبي أيضًا، بالرغم من أنني كنت أجني المال من اللعب بالساحات فكان يقال لي: تعالى ألعب ماتش وخد كذا وقت ما كان أكبر موظف مرتبه الشهري أقل من ربع ما أجنيه من مباراة واحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى