تقاريركأس العالم

كارلوس كيروش ما بين المجد والوصول إلى المونديال وما بين نهاية حزينة لمسيرة دامت طويلًا  

 

 

أصبح البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني لمنتخب مصر الوطني على حافة مسيرته التدريبية والتي استمرت مدة طويلة دامت ما يقرب من ثلاثة وثلاثين عامًا مابين أندية القمة في أوروبا ومنتخبات ذات اسم كبير في كرة القدم.

 

 

بدأ كيروش مسيرته التدريبية في عام 1989 عندما قاد منتخب البرتغال تحت 20 عامًا وهنا كانت البداية الفارقة في مسيرته حيث حقق كأس العالم للشباب مرتين متتاليين وساهم في ظهور عدة نجوم تحت قيادته أبرزهم “لويس ڤيجو وروي كوستا وباولو سوزا”.

 

تألق “كيروش” ونتائجه جعلاه المرشح الأول والوحيد لتدريب المنتخب الأول لبلاده بعد عامين فقط من قيادة فريق الشباب لكنها لم تكن اللحظة الفارقة في حياة المدرب حيث فشل في التأهل إلى كأس العالم ليقرر المدرب البرتغالي مغادرة منتخب بلاده باحثًا عن تجربة جديدة.

 

انتقل إلى عدة محطات لم يكن أبرزها سوى سبورتينغ لشبونة ثم انتقل إلى تدريب منتخب الباڤانا باڤانا ونجح في التأهل إلى كأس أمم أفريقيا لكنه سرعان ما تم إقراره عقب التأهل من دور المجموعات ليغادر “كيروش” القيادة الفنية لجنوب إفريقيا عقب خلافات حدثت بينه وبين المسئولين هناك.

 

 

 

ابتسم الحظ للبرتغالي وتقرر تعيينه مديراً فنياً لنادي ريال مدريد الإسباني في عام ٢٠٠٤ ليبدأ مسيرة رفقة الفريق رائعة نجح في تصدر الدوري الاسباني وكان ينافس بقوة في دوري أبطال أوروبا لكن الحظ لم يترك “كيروش” في طريقه ليتعثر المدرب رفقة الفريق الملكي في آخر خمس مباريات ليحتل المركز الرابع بجانب الخروج من دوري الأبطال وكأس الملك كذلك لكنه ترك بصمة بالفوز بلقب السوبر الاسباني قبل أن تتم إقالته.

 

لم يجد المدرب البرتغالي طريقًا له سوى مانشيستر يونايتد بعدما طلب اليكس فريغسون تواجده كمساعد له ليستمر رفقته أربع مواسم حقق فيها الكثير.

 

عاد كيروش إلى تدريب منتخب بلاده مرة أخرى ونجح في التأهل إلى كأس العالم في جنوب افريقيا لكنه خرج عقب تأهله في مباريات خروج المغلوب، ليرحل بعد عدة مشاكل حدثت وتم إيقافه من قبل الاتحاد البرتغالي لمدة شهر.

 

تولى تدريب منتخب إيران والذي نجح معهم في التأهل إلى كأس العالم ٢٠١٤ لكنه غادر من دور المجموعات، تمكن بعد ذلك من التأهل رفقتهم إلى كأس آسيا وتمكن من التأهل إلى الدور الربع نهائي لكنه خرج أمام العراق بركلات الترجيح.

 

مسيرته رفقة إيران لم تنتهي بعد حيث ظل رفقتهم وتمكن من التأهل إلى كأس العالم في روسيا ٢٠١٨ لكنه خرج من دور المجموعات بعد مباراة تاريخية أمام منتخب بلاده، وظل رفقتهم حتى نهائيات كأس آسيا وتمكن من بلوغ دور النصف النهائي لكنه خسر بثلاثة أهداف أمام اليابان وتعد المباراة الأولى التي استقبل فيها كيروش أهداف في البطولة.

 

رحل عن منتخب إيران بعد مسيرة استمرت طويلًا إلى تدريب منتخب كولومبيا وتمكن معها من بلوغ دور الثمانية بعدما تصدر مجموعته وفي تصفيات كأس العالم لم يظهر بالمستوى المطلوب ليرحل عن المنتخب الكولومبي.

 

 

مسيرة كيروش السابقة شهدت تألق مع المنتخبات ومسيرة ناجحة مع الأندية لكن تلك التجارب السابقة لم تكن تحظى بحدث مهم سوى كأس العالم للشباب رفقة منتخب بلاده والوصول إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية مع منتخب مصر لكنها شهدت خسارة مؤسفة بركلات الترجيح.

 

التجربة الحالية للمدرب البرتغالي قد تكون الأخيرة له في مسيرته لذا فهو يرغب في تحقيق إنجاز يمكنه من إختتام مسيرته التدريبية بصورة مشرفة، خسارة كأس أمم أفريقيا أمام السنغال في المباراة النهائية خلقت دوافع كبيرة للمدرب البرتغالي بالتأهل إلى كأس العالم المقامة في قطر.

 

ينص عقد كارلوس كيروش على ضرورة تأهله إلى كأس العالم لذا فهو يرى أن تلك الخطوة هي الفارقة في مسيرته حيث في حال التأهل سيستمر رفقة المنتخب الوطني ويطمح في تقديم أداء يحترم في البطولة لم يقدمه المنتخب من قبل، كما يرى أن تحقيق أمم أفريقيا لن يكون صعباً في النسخة المقبلة مع الجيل الحالي.

 

 

رغم بعض الإنتقادات التي تعرض لها عقب الفوز بنتيجة هدف نظيف على حساب السنغال في مباراة الذهاب من التصفيات المؤهلة لكأس العالم لكنه يرى أنه قدم أداء جيد أمام بطل القارة.

 

يرغب كيروش في تقديم كل ما لديه من خبرات في مباراة العودة غدًا أمام السنغال ولاسيما أنها ستحقق له الكثير فيما بعد وستمكنه من الاستمرار في مسيرته التدريبية التي قد تكون المحطة الحالية هي الأخيرة له ويرغب في إنهائها بصورة جيدة.

 

 

تفوق منتخب مصر في ستاد القاهرة يوم الجمعة ربما يسهل من مهمة المدرب البرتغالي والذي يعرف جيدًا كيف يدافع في المباريات الكبرى وهو ما أثبته في كأس أمم أفريقيا الماضية بالكاميرون.

 

 

يواجه كيروش في تلك المسألة معضلة صعبة حيث يواجه إصابة الظهير الأيمن أكرم توفيق بجانب أحمد حجازي بجانب إيقاف الونش وهم ثلاثة عناصر أساسية في خط الدفاع.

 

لكن رآى البرتغالي بضرورة وجود رامي ربيعة وعلي جبر بجانب ياسر ابراهيم ومحمود علاء وايمن اشرف لتعويض الثلاثي، لكن هل ستستمر سلسلة الصلابة الدفاعية لمنتخب مصر رغم الغيابات؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى