تقارير

الوجه الآخر لكرة القدم .. السحر وكرة القدم

ربما يأتي في مخيلتك الأن أن الأمر يتعلق بأقدام اللاعبين التي تسحر المشاهدين كمراوغة لميسي أو دابل كيك للنجم البرتغالي رونالدو ، او ترقيصه غير مألوفة لنيمار ، ولكن المقصود الأن هو السحر بمعناه الحرفي.

منذ عشرات السنوات فرضت علينا القارة السمراء قانونا جديدا وهو السحر في كرة القدم ، كم يؤثر السحر معنويا أو حرفيا على أداء اللاعبين؟ ، كم رأينا لاعب يتفائل بقصة شعر معينة والجلوس على مقعد معين ، الأن سوف نستعرض أهم وقائع السحر التي تحدث عنها نجوم القارة السمراء .

“منتخب الساجدين والسحر الأسود”

٢٠٠٢ : أساطير السنغال تتحدث عن مدى فاعلية السحر في قهر منتخبنا الوطني في مالي بهدف دون رد ! ؛ الأمر جد حقا أحد اللاعبين يجد كيس من التعاويذ والطلاسم وعظام الحيوانات. وعند السؤال كان الرد بأن هذا سبب الفوز !
٢٠١٢ : “مصر بقيادة المعلم تقع في فخ السحر بأعجوبة”

في لقطة غير مألوفة بتصفيات امم أفريقيا أمام النيجر المنتخب الوطني ولاعبيه يجدوا ساحر يطوف حول الملعب خلفه ماعز ملطخة بالدماء ، ليخسر حامل اللقب المباراة ويفشل في التأهل!

٢٠١٤ : ” فضيحة كروية يوم عيد الأضحى ، والغانين بسخرية : السحر له المفعول الأقوى”

ستطاع منتخب غانا هزيمة المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم ، بنتيجة ٦-١ في مباراة غريبة للاعبي المنتخب وكأن ارادتهم قد سُلبت ، الأمر لم يُفرغ منه بعد سنوات ، قد صدرت تصريحات بأن السحر الأسود هو صاحب الدور في هزيمة حاملي اللقب ٧ مرات .

استعرضنا معكم فيما سبق، ماجني به السحر على منتخب الساجدين وكم عانى الفراعنة بسبب سحر القارة السوداء ، وباستشهادنا بنموذج المنتخب الوطني دليل على عواقب السحر في شمال أفريقيا ، هل اقتصر فقط السحر على شمال القارة وترك باقي الأميرة السمراء بدون سحر أسود!

غرب أفريقيا 

أصبح الأمر مألوفًا وطبيعيًا أن يحضر الأندية معهم السحرة داخل الملعب أو خارجه ، وأصبح الجميع في غرب افريقيا يؤمن بذلك ولا حرجًا في إعلانه

“السحر ينقلب على الساحر “

استطاع المنتخب الإيفواري “ساحل العاج” التتويج ببطولة أمم أفريقيا لعام ١٩٩٢ ، وهذا أمر ليس بغريب ، إنما الأغرب هو الإعلان أن ذلك جاء بمساعدة ساحر لتحقيق اللقب ، وبعد الانتهاء الأمر ، دارت مجموعة من الخلافات بين مسؤولي إتحاد الكرة الإيفواري و هذا الساحر بشأن المقابل المادي ؛ الأمر الذي جعل الساحر يقوم بعمل سحر مضاد للأفيال الإيفوارية مؤكدًا بذلك أنهم لن يفوزوا باللقب إلا بعد ٢٠ عام ، هل هذا صحيح أم تنجيم؟ .

في الواقع أن ماقاله الساحر حدث بالفعل ، والأن سوف نستعرض أمامكم ماحدث بالتفصيل :

عام “٢٠٠٦” :

الأفيال الإيفوارية تواجه الفراعنة وسط أداء مذهل للمنتخب الإيفواري بقيادة دروجبا ورفاقه ، حيث كانوا على خطوة واحدة لتحقيق اللقب ، ولكن كان للسحر مفعولة فيخسر الأفيال اللقب بأعجوبة عن طريق ركلات الحظ.

عام “٢٠١٢” :

ظن الأفيال أنها السنة العشرون ، وأن اللعنة على وشك الانتهاء ، فتكرر السيناريو أمام زامبيا ليخرج المنتخب الإيفواري من البطولة ويفوز نظيره الزامبي .

عام “٢٠١٥” :

الأفيال الإيفوارية تحصد اللقب الغائب منذ عشرين عام من السحر المزعوم، وبذلك يترسخ في أذهان الشعب الإيفواري أسطورة السحر ومدى تأثيره على كرة القدم.

• شرق أفريقيا • 

إذا مررت لشرق الأحمر فستجد تنزانيا ؛ مقدسين الكرة وعشاقها . من أشهر اللقاءات في تنزانيا ” سيمبا ويانج افريكانز ” ، وهما فريقان قد واجها الأهلي والزمالك مرارًا ، وتعتبر هذة المباراة ديربي تنزانيا إذ تحظى بعادات غريبة مثل: تكسير البيض أمام مرمى المنافس ، حمل أكياس بها مواد كالدقيق ، والغريب أن الجماهير قد اعتادت على هذا كأن اللقاء لايعتمد على اللاعب الأفضل بل الساحر الأقوى !

• نيجيريا و أواسط أفريقيا • 

رفض المنتخب النيجيري دخول الساحر مع نظيره الكيني في تصفيات كأس العالم ٢٠٠٢ ، واستطاع المنتخب النيجري الفوز مرسخًا بذلك في أذهان عشاق الفريقين أسطورة السحر وكرة القدم

في النهاية إذا كنت تتفق أو تختلف حول موضوع السحر وتأثيره على كرة القدم، فلن تستطيع تغيير العقول الأفريقية حيث أصبح تقليدًا أساسي بها ومعترف به في وسط القارة وشرقها وغربها وشمالها وجنوبها.

أحمد جميل

محرر صحفي لدى موقع كورة نيو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى