تعيش عاصمة الجنوب الإيطالي” نابولي” أيام سعيدة بافراح متواصلة، وذلك بعد تتويج السليستي بلقب الدوري الإيطالي” سكوديتو” للمرة الثالثة في تاريخه، و المرة الأولى منذ 33 عامًا، بقيادة المدير الفني الإيطالي المخضرم” لوسيانو سباليتي”.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ففي الوقت الذي ظن فيه جميع متابعي الكرة العالمية عامة، وعشاق ومحبي الكرة الإيطالية خاصة، أكدت صحيفة كورييري ديلو سبورت الإيطالية، ان سباليتي يقترب من الرحيل عن القيادة الفنية لفريق نابولي مع نهاية الموسم بسبب خلافه مع رئيس النادي “دي لاورنتيس”.
دخلت العلاقة بين كلًا من ” دي لاورنتيس و سباليتي” في طريق مسدود، خلال الفترة الأخيرة، و لم تتدهور بسبب تجديد عقده دون مناقشته ، أو حتى عدم تهنئته للمدير الفني لفريق عاصمة الجنوب الإيطالي بعد تحقيق لقب السكوديتو.
انكسار كبير حدث في العلاقة بين كلا الرجلين، طيلة هذا الموسم التاريخي لفريق عاصمة الجنوب الإيطالي والمتوج مؤخرًا بلقب الدوري بعد غياب دام لثلاثة عقود، عمليًا لم يتحدث سباليتي ودي لاورنتيس أبدًا معًا، بل وصل الأمر إلى أنه في بعض الأحيان كان المدرب لا يرد حتى على مكالمات الرئيس، حتى توقف عن الاتصال تمامًا.
زاد الطين بلة، بل وصلت درجة الغليان ذروتها في قضية إضراب الألتراس، وتحديدًا شهر أبريل الماضي بالوقت الحاسم من الموسم والذي شهد تذبذب في نتائج الفريق، حينما خرج سباليتي ليقول أنه سيستقيل من القيادة الفنية إذا لم يعد الجمهور لملعب دييجو أرماندو مارادونا، كلمات المدير الفني وضعت الرئيس على حافة النار، فإذا أقصي الفريق بغياب الالتراس فاللوم كله سيصب على دي لاورنتيس فقط.
شعر دي لاورنتس بأنه في خطر كبير قد يؤدي به إلى الهاوية ، فقام بجمع قادة التراس نابولي و اتفق معهم على العودة للملعب، وتحديدًا في مباراة إياب الدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا ضد اي سي ميلان.
وهو ما احدث شقاق كبير داخل الكورفا و وتوقف الجميع عن التشجيع بعد 20 دقيقة فقط من بداية المباراة، و تم إقصاء الفريق من البطولة الأوروبية الأعرق.
اخبر لوسيانو سباليتي بعض المقربين منه أنه يمتلك دفترًا دون فيه كل الإهانات التي تعرض لها من طرف دي لاورنتيس، والبداية كانت مع نهاية الموسم الماضي بعد خسارة السكوديتو، رميت حافلة الفريق بالبيض من طرف الجماهير الغاضبة لضياع اللقب في الأمتار الأخيرة.
لم يدافع دي لاورنتس عن مدربه بل خرج ليثير الجدل ويتهم عقلية لوسيانى بأنها يجب أن تتحسن.
ثم تبعه بعد ذلك رحيل الهداف التاريخي لنابولي” درايس ميرتينز”، حيث حاول دي لاورنتيس أن يخلق مشاكل بين الدولي البلجيكي و مدربه سباليتي ليتهم المدرب بأنه سبب رحيله، فبعد مشاداة بسيطة بين لوسيانو و صاحب 34 عامًا ذهب الرئيس لمنزل ميرتينز ليظهر بمظهر من يدافع عن لاعبه رغم عدم وجود أي مشاكل، وجاءت النتيجة سيئة حيث طالب الكثير من عشاق نابولي برحيل سباليتي عن القيادة الفنية للسيلستي.
دي لاورنتيس ليس بالساذج ليترك مدربه الذي جلب السكوديتو يرحل لأنه من المؤكد قيام ثورة ستطالب برأسه ، بل سيحاول الحفاظ على تواجده تلى الأقل الموسم القادم بأي ثمن، ولهذا قام باحتجازه و فعل بند تجديد تعاقده دون إطلاعه على ذلك، سباليتي ذكر مؤخرًا بأن المشكلة ليست المال ، بل أنه لا يريد العمل مجددا مع دي لاورنتيس، فماذا سيكون مصير بطل إيطاليا، هل سيعود نابولي لسنوات العجاف مجددًا، أم ستستمر الصحوة المحلية وكذلك الأوروبية؟؟!
