لكل حادث حديث، ولكل مقام مقال، ولكل قصة سيناريو وحوار، ولكل لاعب كرة قدم حكاية خلف الكواليس، ويقدم «كورة نيو» يوميا وجبة كروية دسمة على السحور، ويسرد قصة من الممكن أن يعرفها البعض، ويتذكرها الآخر بمجرد اكتمال قراءة التقرير.
ونختار في وجبة الليلة، إحدى أساطير كرة القدم المصرية في عشرينيات القرن الماضي، مع المنتخب المصري وفريق الأهلي، وهو الراحل مختار التتش.
أولًا.. بدايته ونشأته
ولد محمود مختار رفاعي المعروف باسم مختار التتش، في الثاني عشر من شهر أكتوبر عام 1905، بحي السيدة زينب بالقاهرة.
تحسس مختار التتش الساحرة المستديرة في الثامنة من عمره، وذلك مع مدرسة محمد علي الابتدائية، ومنها إلى المدرسة السعيدية، ثم تدرج حتى وصل إلى كلية الحقوق.
ثانيا.. التتش ما بين المستقبل المجهول وتدخل سعد زغلول
في عام 1924، كان مختار التتش قد انضم إلى كتيبة المنتخب المصري المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية بباريس، ولكن تصادف موعد الدورة الأولمبية مع امتحانات مختار التتش.
وأصبح التتش في حيرة ما بين فرمان والده بعدم السفر إلى باريس، وكذلك تحقيق حلمه في كرة القدم، ووصل الأمر إلى سعد باشا زغلول رئيس مجلس الوزراء في ذلك الوقت، والذي أصدر فرمان بسفر اللاعب، ومن ثم إرسال أوراق الامتحانات إلى المفوضية المصرية لتأدية التتش اختبارات شهادة الكفاءة.
ثالثا.. إنجازات مختار وسر تسميته بالتتش
شارك التتش مع المنتخب المصري في دورات الألعاب الأولمبية أعوام:
1924، 1928، 1936.
عقب مشاركة التتش في دورة الألعاب الأولمبية ببرلين عام 1936، تم اختياره من ضمن قائمة أفضل 12 لاعبا لكرة القدم حول العالم.
يعد مختار التتش أكثر لاعب في تاريخ كرة القدم المصرية مشاركة في المباراة النهائية لبطولة كأس مصر، بواقع خوضه 11 مباراة.
جاء لقب محمود مختار رفاعي باسم مختار التتش، عن طريق المندوب السامي البريطاني اللورد لويد، وذلك نسبة إلى لاعب السيرك صاحب الحركة الخفيفة والألعاب البهلوانية.
رابعًا.. اعتزال التتش ووفاته
خاض التتش داخل جدران القلعة الحمراء 18 عاما، ما بين ملامسة العشب الأخضر وحصد البطولات، وإحراز الأهداف.
وتوجه إلى عالم التدريب، ثم العمل الإداري عقب اعتزاله، ووفاته المنية في الحادي والعشرين من شهر فبراير عام 1965، بعد رحلة طويلة مع الساحرة المستديرة ومن ثم لعبة الهوكي وتأسيس الاتحاد المصري للبلياردو عام 1944.