تقارير

مدرب بدرجة قدير…من بداية محفوفة بالمخاطر إلى نهاية لا تنسى

 

 

 

مانويل جوزيه هو اسم يعكس النجاح والابتكار في عالم كرة القدم، وُلد في 9 أبريل 1946 في فيلا ريال دي سان أنطونيو، البرتغال، وبدأ مسيرته الرياضية كلاعب قبل أن يتحول إلى أحد أبرز المدربين في تاريخ اللعبة، شهدت مسيرته العديد من التحولات والتحديات، حيث تمكن من ترك بصمته في كل مكان عمل فيه، خاصة في عالم التدريب.

 

 

 

 النشأة والانطلاق مع بنفيكا

 

بدأت مسيرة مانويل جوزيه في أكاديمية بنفيكا، أحد أندية البرتغال العريقة، انضم إلى الفريق الأول في عام 1965، ولكن فرصته في اللعب كانت محدودة. ورغم قلة الفرص في الفريق الأول، كانت فترة بنفيكا فرصة لتطوير مهاراته والتعرف على أسرار اللعبة من داخل الأندية الكبرى.

 

 

مانويل جوزيه عندما كان لاعب كرة قدم

 

 الإعارات والتجارب في أندية أخرى

 

سعى جوزيه لاكتساب المزيد من الخبرات من خلال الإعارات إلى أندية مثل كوفيليا وفرازيم وبيلينينسش. خلال فترة الإعارة، أظهر جوزيه مستوى جيداً من الأداء، مما ساعده في تطوير مهاراته وتعزيز قدراته في الملاعب. كانت هذه التجارب أساسية في تشكيل مستقبله كمدرب.

 

 التحول إلى عالم التدريب: البداية والانطلاق

 

 

 

بعد اعتزاله اللعب، انتقل مانويل جوزيه إلى مجال التدريب. كانت بداية مسيرته التدريبية مع نادي إيسبينهو في الفترة من 1978 إلى 1982، حيث أظهر كفاءة في بناء الفرق وتحقيق النجاح، هذا الدور أعطاه الأساس اللازم لتطوير فلسفته التدريبية وإثبات قدراته في قيادة الفرق.

 

 النجاح في أندية البرتغال

 

لاحقًا، انتقل جوزيه لتدريب أندية بارزة في البرتغال مثل فيتوريا دي غيماريش وبورتيمونينسي،خلال هذه الفترات، بدأ جوزيه في بلورة أسلوبه الفريد في التدريب، حيث ركز على التنظيم الدفاعي والتوازن بين الهجوم والدفاع، نجاحاته مع هذه الأندية ساعدته في تعزيز سمعته كمدرب مميز.

 

 

 

 فترة التدريب الأولى مع الأهلي (2001–2002)

 

في عام 2001، انضم مانويل جوزيه إلى النادي الأهلي المصري، كانت هذه الفترة بداية لفصل جديد في مسيرته التدريبية، وقاد الفريق لتحقيق دوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه والأولى منذ 14 عام.

 

الأهلي يحقق دوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه والأولى منذ 14 عام في سنة 2001

 العصر الذهبي مع الأهلي: فصل مليء بالإنجازات (2003–2009)

 

عاد جوزيه إلى الأهلي في عام 2003، واستمرت فترة نجاحه حتى عام 2009، خلال هذه السنوات، حقق الأهلي تحت قيادته 6 ألقاب في الدوري المصري، و3 ألقاب في دوري أبطال أفريقيا، بالإضافة إلى ألقاب أخرى في الكأس والسوبر، تميزت هذه الفترة بالاستقرار والنجاح المستمر، مما جعل جوزيه أحد أبرز مدربي الأهلي على مر العصور.

 

 

الأهلي يحقق دوري أبطال إفريقيا للمرة الخامسة في تاريخه والثانية على التوالي وذلك عام 2006

 

 

 فترة التدريب الثالثة مع الأهلي (2011–2012)

 

في عام 2011، عاد مانويل جوزيه لتدريب الأهلي للمرة الثالثة، خلال هذه الفترة، ولكنه غادر بسبب توقف النشاط الرياضي بسبب مجزرة ستاد بورسعيد التي أسفرت عن وفاة 72 من جماهير النادي الأهلي.

 

 

 

 فترة التدريب في أنغولا

 

 

 

بعد نجاحه مع الأهلي، انتقل مانويل جوزيه لتدريب منتخب أنغولا في عام 2009، رغم التحديات الكبيرة التي واجهها، أظهر جوزيه قدرته على قيادة فريق وطني وتحقيق نتائج إيجابية في المنافسات القارية. هذه التجربة أضافت إلى خبرته الدولية وأظهرت مرونته في التعامل مع ظروف جديدة.

 

مانويل جوزيه المدير الفني لأنغولا

 

تجربة التدريب في إيران

 

في عام 2012، تولى جوزيه تدريب نادي برسبوليس الإيراني، كانت هذه تجربة جديدة، حيث واجه تحديات ثقافية وتكتيكية متنوعة. برغم التحديات، نجح جوزيه في تحسين أداء الفريق وتحقيق نتائج إيجابية، مما عزز من سمعته كمدرب عالمي قادر على التأقلم مع ظروف مختلفة.

 

مانويل جوزيه عندما كان يتولى مقاليد القيادة الفنية لـ برسبوليس الإيراني

 

 الفلسفة التدريبية والتأثير

 

 

 

تأثرت فلسفة مانويل جوزيه التدريبية بتجاربه الواسعة كلاعب ومدرب. كان يركز على التنظيم الدفاعي القوي والتوازن بين الهجوم والدفاع. اعتمد على استراتيجيات تكتيكية متطورة لتحقيق النجاح، مما جعل الفرق التي دربها تتميز بالأداء المتوازن والفعّال.

 

 تأثيره على الفرق واللاعبين

 

أثّر مانويل جوزيه بشكل كبير على الفرق التي دربها، حيث ساهم في تطوير اللاعبين وتحسين أدائهم. كان له تأثير إيجابي على أداء اللاعبين الفردي والجماعي، مما ساعد في تحقيق النجاحات المستمرة والنتائج الإيجابية. ترك جوزيه بصمة واضحة في كل فريق عمل معه، مما جعله واحداً من أبرز المدربين في تاريخ كرة القدم.

 

 إرث لا يُنسى

 

يظل مانويل جوزيه واحداً من أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم، بفضل إنجازاته الكبيرة وتأثيره العميق على الفرق التي دربها. من بداياته في البرتغال إلى تحقيقه لإنجازات رائعة مع الأهلي والفرق الأخرى، تظل مسيرته نموذجًا يحتذى به في عالم التدريب. إرثه يبقى حياً كأحد أفضل المدربين الذين ساهموا بشكل كبير في تطور كرة القدم وجعلها أكثر إثارة وتنافسية.

زر الذهاب إلى الأعلى