في عالم كرة القدم، قليلون هم الذين يمتلكون موهبة طبيعية تبرزهم من بين زملائهم، لكن هناك من يتمكن من جعل الجمهور يتساءل عن قدراته مع كل تصدٍ يقوم به مؤمن وائل حارس مرمى الزمالك لفريق 2005 يتمتع بردود فعل سريعة تعكس مهارات نادرة وشجاعة لا تقارن.
بين العارضة والقائم، يظهر مؤمن بمثابة الحصن المنيع الذي لا يمكن تجاوزه بسهولة، في كل مباراة، لا يكون هدفه مجرد الفوز، بل إثبات أن موقعه في الملعب ليس قابلاً للنقاش، خط دفاع الفريق يشعر بالأمان عندما يكون خلفهم، فيظهر للجميع أن الثقة في قدراته ليست مجرد صدفة.
مهارته في قراءة اللعبة جعلته يسبق الكرة بخطوة، يتوقع تحركات الخصم وكأنه يرى المستقبل، لحظات التوتر داخل منطقة الجزاء تصبح فرصاً له لإظهار معدنه الحقيقي، فينجح في إحباط هجمات الخصوم بفضل رؤيته الثاقبة وسرعته في اتخاذ القرارات.
وحرص كورة نيو على إجراء حوار خاص رفقة حارس مرمى الفارس الأبيض وإلى نص الحوار.
حدثني عن بداية مسيرتك في كرة القدم، وكيف كانت انتقالاتك بين الأندية، وما هي الظروف التي أدت إلى انضمامك لنادي الزمالك؟
-عندما بدأت ممارسة كرة القدم، كنت أتدرب مع أخي الأكبر الذي وُلد في عام 2001 في العبور، وكان ذلك منذ 8 سنوات في ذلك الوقت، كان مدرب حراس المرمى هو محمود عقل الذي كان مسؤولًا عن اتحاد الشرطة في عام 2006، تحدث معي وأخبرني أنه بحاجة لي هناك. كنت في ذلك الوقت أبيض، كما يقولون “من الشارع إلى النادي” مباشرة”.
وانضممت إلى اتحاد الشرطة، وبعد يومين، غادر المدرب، وجاء مدرب آخر الذي أخبرني بأنه لا يحتاج إليّ، وشكرني، لكن المدير الفني قال لي أن أبقى بجانبه، بعد ذلك، حدثت بعض المشاكل بين المدير الفني ومدرب الحراس، وبعد أسبوع، اكتشفت أن مدرب الحراس الذي كان يشرف عليّ قد غادر أيضاً، وجه واحد ثالث كنت أتدرب معه قبل التمرين وبعده بمفردي.
قضيت السنة الأولى من الدور الأول ولم ألعب، عندما جاء الدور الثاني، لعبت كل المباريات، وكانت هذه هي البداية بالنسبة لي، كنا نشارك في دوري البراعم في منطقة القاهرة، وانتهينا في المركز الثالث بعد الأهلي وإنبي.
جاءت السنة الثانية حيث لعبت الموسم بالكامل باستثناء 4 مباريات فقط، وقد وصلني فاكس من منتخب القاهرة الذي كان متوجهًا إلى طوكيو للمشاركة في بطولة اليابان، وكنت حاضرًا معهم في جميع التجمعات مع تامر حفني، لكن البطولة أُلغيت بسبب جائحة كورونا.
مؤمن وائل: إتحاد الشرطة تحول إلى قطاع استثماري
في السنة الثالثة، شهد القطاع تغييرات كبيرة حيث غادر معظم المدربين و أصبح القطاع استثماري، المدرب الجديد الذي انضم للفريق قرر الاستغناء عني بحجة أن مؤمن هو الأفضل بيننا، لكنه لن يتطور.
خرجت من فريق الشرطة، وكان أحد زملائي يرافقني. في ذلك الوقت، كانت هناك فرقة جديدة تتشكل في البنك فريق 2006، وكانت ستلعب في أول موسم لها في الدوري.
مؤمن وائل: كنت أرغب في الانتقال إلى المصري البورسعيدي
نزلت مع صديقي، وبعد يومين، وأخبروني أن كل شيء جاهز وأنني سأوقع على استمارة. لكن في ذلك الوقت، كان هناك شخص يتحدث معي من المصري في بورسعيد، وكنت أرغب في الانتقال هناك لأنه كان يبدو أفضل.
لكنهم طلبوا مني الجلوس معهم في الإدارة وأخبروني أن الورقة التي سأوقعها ليست مشكلة، ولن تؤثر علي إذا قررت المغادرة. شعرت بالخوف ولم أوقع على أي شيء، ثم قررت الانتقال إلى المصري.
بعد انتقالي إلى المصري، أحببت الأجواء هناك، وكان المدربون جيدين جدًا من الناحية الفنية، لكن ما عرقلني هو أنني كنت بحاجة لتوقيع الكابتن ميمي عبد الرازق، الذي كان في ذلك الوقت مدرب منتخب 2003، كان يجب أن يتأكد من عدم وجود لاعب آخر في القطاع قبل أن يوقع لي، وعندما كنت جاهزًا وأكملت أوراقي، كنت في انتظار قدومه للتوقيع.
بعد يوم من ذلك، تعرضت لإصابة خفيفة، أنا في الأصل من قرية في الشرقية تابعة لبلبيس، وكانوا يعرفون أنني أسافر، فقالوا لي: “خذ ثلاثة أيام راحة، وفي اليوم الرابع يأتي والدك معك.” في تلك اللحظة، وقفت أمي أمامي وقالت “أنت لن تتغرب، ولا تلعب كرة مرة أخرى.
بعد ذلك، قابلت المدرب الذي كان مسؤولاً عن أخي، حيث أخبرني أنني سأذهب إلى إنبي غدًا، كنت أعلم منذ فترة أن إنبي يهتم بقطاع الناشئين ويقدم تدريبات جيدة، كما أنه قريب مني بعض الشيء، لذا قررت الذهاب، عندما وصلت، قمت بإرسال شهادات الميلاد لإجراء الاستعلام، وطلبوا مجيء والدي رد في اليوم التالي.
تدربت مع جميع الفرق في إنبي
انتهى كل شيء، فقد كانت فرقة 2006 مسافرة في يوم كنت مشغولًا بالتوقيع والراحة في المعسكر، ولم يكن بإمكاني الذهاب، قضيت الأسبوع كله في التدريب مع فرق 2001 و2004 و2005، وتدربت تقريبًا مع جميع الفرق، وكانوا يشكون في أنني مزور، كانو يظنوني أخي الكبير، وفي ذلك اليوم بكيت، ومن حسن حظي، اتصل الكابتن سيد عطية بي،كان في ذلك الوقت مدربًا فنيًا لفريق العبور الأول، عندما وصلوا، اكتشفوا أن أخي كان في التمرين، أما أنا، فقد كنت في إنبي، لذا لم يعلقوا على الأمر، ونزلت لأتمرن بشكل عادي في ذلك الوقت.
بعدها كان يتبقى أسبوع على الدوري، وكنت قد قضيت أسبوعين معهم، المفترض أنني مسجل ومتقيد بالفعل تحدثت مع الناس، وأخبرتهم أنني لم أستلم الملابس بعد، ولا أملك سكن، ثم تحدثت مع مدرب الحراس، فقال لي وهو يحلف: “والله أنت معي”. سكت فقط وقلت له: “شكرًا”.
بعدها تواصل معي الإداري في إنبي وأخبرني أن أنزل إلى دجلة. كان قد تبقى أسبوع واحد فقط على غلق القيد، فوافقت ونزلت إلى دجلة. في أول مرة ذهبت، أخبروني أن القائمة ممتلئة ولا يوجد مكان لي للتدريب معهم حتى بداية السنة الجديدة، قالوا لي إذا كنت ترغب في الانضمام، عليك أن تبحث عن مكان آخر لتلحق بنفسك وتعود في السنة الجديدة. شكرته، و السنة قد ضاعت مني بسبب إنبي.
كنت قريبًا من سيراميكا كيلوباترا
وتحدثت مع شخص من سيراميكا كيلوباترا، وعندما نزلت كان التسجيل مغلقًا، ذهبت مع أحد الأصدقاء لأكون معهم في بداية السنة الجديدة، حتى يتمكنوا من التحكم في وضعي. بعد عدة أشهر، اكتشفت أن فريق 2006 في سيراميكا قد اتلغى، ولا يوجد مكان الآن أتمرن فيه.
تدربت مع أخي في العبور
ثم ذهبت مع أخي إلى العبور للتدريب معه في فريق 2001 و1999، وعرضوا علي الانضمام إليهم وتوقيع عقد للعب في الفريق الأول، كنت أهاود فيهم حتى نهاية السنة لأتمكن من التدريب، ولم أكن أرغب في البقاء في المنزل، وكان الناس يحبونني، كانت الأمور تسير بشكل جيد، لكن أخي الأكبر هو من رفض، حيث كان المسؤول عني في كل شيء، بعد ذلك، تواصلت مع مدرب دجلة، وذهبت هناك وأنهيت كل الإجراءات، كنت سعيدًا جدًا هناك، حيث كان هناك نظام جيد في كل شيء، وتدريبات مع مدربين محترفين، في البداية لم ألعب، لكن بعد ذلك شاركت وشاركت في نصف الدوري، وكانت هذه هي السنة الأولى لي في بطولة الجمهورية و مستواي تغير كثير هناك في هذا العام.
في يوم المباراة التي لعبت فيها، كانت ضد سموحة فالإسكندرية، للأسف، تعرضت لإصابة في قدمي وانكسرت، رغم أنني كنت أقدم أداءً جيدًا وكنت سعيدًا جدًا بعد المباراة. لم أكن أدرك أن قدمي قد انكسرت حتى عدت إلى المنزل. بعد ذلك، انتفخت قدمي وذهبت لإجراء أشعة، وتبين أن هناك كسر، سأحتاج إلى البقاء في المنزل لمدة شهر ونصف.
كنت أبكي بسبب الإصابة
يُعتبر خلاص الدور الثاني انتهى اخر 8 مباريات. لكن كان هناك فترة راحة بسبب تجمعات المنتخب، بعد ذلك، عدت وتحدثت مع الدكتور والمعد البدني، حيث أخبرني أنني تأهلت بشكل جيد، لكن الدكتور قال لي إنني لم أتمرن بشكل كافٍ، وأخبرني أنني لم أكن جاهزًا، طلب مني أن أجري خمس لفات ثم أعود. بعد أن أنهيت الجري، شعرت بالحزن وكنت أبكي لأنني كنت أرغب في المشاركة في التمرين وقررت الرحيل.
المدرب الذي لم يكن يرغب في وجودي في اتحاد الشرطة كان يتولى تدريب الزمالك في عام 2006، في ذلك الوقت، كان محمود يوسف هو المدرب في اتحاد الشرطة، وقد كان يشرف عليّ، بعد أن انضممت إلى المنتخب، قالوا إنني اللاعب الذي لم يرغب فيه المدرب، والآن ها أنا حارس المنتخب.
تحدثت مع كابتن محمد، وكنت قد أزالت الجبيرة، وأخبرته بما يحدث وأنني أرغب في الرحيل، ثم تحدثت مع والدي الذي وقف أمامي وقال لي إن ما تفعله خطأ، وأنني أُعكر صفو الأمور بينما أنا في مكان جيد. كان قلقًا عليّ من الانتقال إلى الزمالك، خاصة وأن فترة القيد كانت مغلقة في ذلك الوقت. بعد ذلك، نزلت مع أحمد بوكس مدرب حراس المرمى وسيد حنفي، وهما شخصان محترمان للغاية، حيث نصحاني بأن أنهي أموري ثم أعود إليهم دجلة لأنهم في حاجة إليّ.
كان هناك يوم واحد فقط قبل إغلاق القيد، وكان ذلك في 28/1. جاءني شخص من دجلة ووقف بجانبي عندما علم أنني سأنتقل إلى الزمالك، دون ذكر أسماء، تحدثنا مع الإدارة وأخبرتهم أنني سأترك كرة القدم لأركز على التعليم، لكنني سأبحث عن مكان قريب مني لأبقى مرتبطًا باللعبة. قضيت يومًا متعبًا مع والدي، من الساعة 8 صباحًا حتى 5 مساءً، حيث تم إلغاء قيدي من النظام. حدثت مناقشات كبيرة في ذلك الوقت بسبب إغلاق القيد، وكيف يمكن تسجيل حارس مرمى ناشئ. الكابتن طارق يحيى تحدث عن هذا الموضوع. كانت تلك هي بدايتي في الزمالك، حيث شاركت في 3 مباريات من أصل 8، رغم أنني لم أكمل شهرًا معهم، لكن الحمد لله، قدمت أداءً جيدًا وكان الناس سعداء بي.
مؤمن وائل: واجهتني صعوبات من مدربين
في السنة التي تلتها، أي فريق 2006، تم إلغاءه، أما وكان الجيد يكمل مع فريق 2005 الذين كانوا في السنة الماضية، وكان محمد عبدالله هو من يتولى المهمة في ذلك الوقت. لكن في هذا العام، لم أشارك معهم، حيث كنت أواجه صعوبات مع المدرب الذي كان لديه الكثير من الطلبات. لا أريد ذكر الأسماء، لكن المدرب كان مختصًا في حراسة المرمى وهو الآن خارج النادي. كنت أخرج من منزلي في الساعة الرابعة فجرًا، وعندما كنت أطلب منه أن أتاخر خمس دقائق، كان يرد عليّ قائلاً: “ابق في البيت وركز على دراستك”. قبل أي معسكر، كان يقول لي: “عندك مذاكرة، من الأفضل أن تبقى في المنزل وتدرس.” وكان المدير الفني يقول: ” مؤمن لن يستطيع الحضور بسبب الدروس.”
هذا العام، انطلقت مع فريق 2004 وشاركت معهم في الدوري، وتمكنا من الفوز بدوري منطقة الجيزة، كنت أيضًا موجودًا مع فريق 2005 خلال الدوري بالكامل، لكنني لم أشارك في المباريات، ومع ذلك، حصلت معهم على كأس مصر في العام الماضي. بعد ذلك، جاءت بطولة زد 2005، لكنني شعرت بالملل وفضلت البقاء في المنزل لأدرس، حيث كان يتبقى شهرين على امتحاناتي، كنت في الصف الثالث الثانوي في ذلك الوقت، والحمد لله، اجتزت الامتحانات بنجاح وحصلت على 80%، وأنا الآن مهندس. عدنا مرة أخرى، وإن شاء الله يكون هذا الموسم مليئًا بالخير.
ماهي العروض التي جاءت إليك في الفترة الأخيرة؟
-من ناحية العروض، يتحدثون معي في دجلة. لكن إذا قررت مغادرة نادي الزمالك، سأنتقل إلى الفريق الأول.
من هو مثلك الأعلى محليًا وعالميًا؟
-مثلي الأعلى بصراحة هو بوفون، حارس مرمى إيطاليا، أنا أحب جميع حراس المرمى الإيطاليين وأيضًا أحب محمود جاد لأنه كانوا يقولون إنني أشبهه.
ماهو طموحك في المستقبل؟
-بالنسبة للمستقبل، فهو بيد الله، لكن حلم حياتي هو الاحتراف خارج مصر وأن أكون حارس مرمى منتخب مصر.