الإتحاد الافريقيتقاريركورة افريقيةكورة مصرية

بين المجد والرحيل.. جوميز وكولر في مواجهة لا تعرف الرحمة

 

في عالم كرة القدم، هناك مباريات تظل عالقة في الذاكرة لعقود، وأخرى تشهد صدامات لا تنسى، ولكن حين يتعلق الأمر بمباراة القمة بين الأهلي والزمالك في كأس السوبر الإفريقي، يصبح الصمت ممنوعًا، والترقب هو سيد الموقف.

 

 

فهذه المواجهة ليست مجرد لقاء بين فريقين عريقين، بل هي معركة رياضية تمتلئ بالحماس، الإثارة، والكثير من التحديات، لا أحد يستطيع أن يتوقع مجرياتها، وأي خطأ قد يكون حاسمًا.

 

كولر.. دروس الماضي وحرب النفسية

 

 

مارسيل كولر، المدير الفني للأهلي، يدخل هذه المواجهة وهو يعلم جيدًا أن الثقة الزائدة قد تكون عدو الفريق الأكبر، مشهد خسارة الأهلي أمام إتحاد العاصمة في نسخة العام الماضي لا يزال عالقًا في الأذهان، حينها، كان الجميع متيقنًا من فوز الأهلي، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، كولر تعلم الدرس جيدًا ولن يسمح بتكرار نفس السيناريو.

 

يركز كولر في تدريبات الفريق على التحذير من الإفراط في الثقة ويؤكد أن كل مباراة تبدأ بصافرة الحكم وليست محسومة قبلها، الأحاديث حول المفاجآت في التشكيل قد تكون جزءًا من خطته للعب على وتر الحرب النفسية، لإرباك حسابات الزمالك، ومع ذلك، يبقى الأهلي مستقرًا إلى حد كبير في تشكيلته، وهو أمر يعكس عبقرية كولر في استخدام الأساليب النفسية لخدمة الفريق.

الفوز في هذه المباراة لن يكون مجرد بطولة جديدة للأهلي، بل إن كولر سيكون على بعد خطوة واحدة من مناصفة إنجازات الأسطورة مانويل جوزيه، الذي حقق 20 بطولة مع النادي، الانتصار سيدخل كولر إلى صفحات التاريخ، ويضعه ضمن قائمة أنجح المدربين في تاريخ النادي.

 

 

 

ميشالاك.. السلاح السري للزمالك

 

من جهة الزمالك، اللاعب الجديد ميشالاك يبدو وكأنه الورقة الهجومية الأكثر خطورة في مواجهة الأهلي، يتمتع بقدرات بدنية عالية وسرعة مذهلة تمكنه من التفوق في المواجهات الفردية، ما يجعله تحديًا كبيرًا لدفاع الأهلي، قدرته على التحرك بدون كرة واستغلال المساحات قد تسبب مشاكل كبيرة لخط الدفاع الأهلاوي إذا لم يتم التعامل معه بحذر شديد.

 

ميشالاك يميل إلى التحرك من الأطراف وخلق الفرص من خلال العرضيات أو اختراق منطقة الجزاء في اللحظات الحاسمة، لذلك يجب أن يكون هناك رقابة صارمة عليه. منحه المساحة الكافية قد يكون مكلفًا جدًا للأهلي.

 

ميشالاك

 

جوميز تحت الضغط.. الفوز أو الرحيل

 

 

في الجانب الآخر، جوزيه جوميز المدير الفني للزمالك، يدخل المباراة وهو يواجه ضغوطًا هائلة، رغم فوزه بكأس الكونفدرالية، لا تزال عيون الإدارة والجماهير تترقب تحقيق المزيد، خصوصًا بعد الشائعات التي تشير إلى احتمال تعيين مؤمن سليمان بدلًا منه في حال الفشل في تحقيق السوبر.

 

 

جوميز يدرك جيدًا أن الفوز في هذه المباراة سيمنحه ثقة أكبر لدى الإدارة والجماهير، وسيخفف من الضغط المتزايد عليه.

 

بالإضافة إلى ذلك، التصريحات التي أدلى بها أحمد بلال، لاعب الأهلي السابق، بأن المباراة محسومة لصالح الأهلي بنسبة 90%، زادت من حجم التوقعات على الزمالك، مما جعل مهمة جوميز أكثر تعقيدًا.

جوميز مطالب بإعداد فريقه بأقصى طاقته والتركيز الكامل لتجنب أي خسارة قد تؤثر على مستقبله في النادي.

 

وسام أبو علي.. طموح لا حدود له

 

 

على الجانب الهجومي للنادي الأهلي، يظهر وسام أبو علي كلاعب لديه طموح كبير وتأهب غير عادي، تصريحه المثير مع أحمد شوبير حين قال “نفسي أوي أجيب جول ضد الزمالك”، يكشف عن مدى الثقة التي يتمتع بها اللاعب في هذه المواجهة، وسام يعتبر من اللاعبين الذين يتمتعون بحس تهديفي عالٍ، ويستطيع استغلال الفرص بامتياز.

 

دفاع الزمالك يجب أن يكون في قمة تركيزه أمام وسام، حيث إنه من اللاعبين الذين يعرفون، كيف يستغلون المساحات جيدًا ويتحركون بفاعلية أمام المرمى، وجود وسام في الخط الأمامي للأهلي سيكون بمثابة تهديد حقيقي لدفاع الزمالك، خاصةً أنه يلعب بروح عالية ويطمح لتحقيق هدف شخصي في هذه المباراة الكبرى، لذلك، لا يمكن لدفاع الزمالك أن يترك أي مساحة يتحرك فيها وسام، لأن أي غفلة قد تؤدي إلى تسجيل هدف قد يغير مجريات اللقاء.

 

 

مواجهة تحدد المصير

 

 

مباراة السوبر الإفريقي بين الأهلي والزمالك ليست مجرد مباراة في كرة القدم، بل هي مواجهة بين عقليات وخطط تكتيكية، حيث يعتمد كل فريق على نقاط قوته ويحاول استغلال نقاط ضعف الآخر. من جهة، مارسيل كولر الذي يسعى لمواصلة كتابة التاريخ مع الأهلي، ومن الجهة الأخرى، جوزيه جوميز الذي يقاتل لإثبات جدارته مع الزمالك.

 

ويبقى السؤال الذي يتردد في أذهان الجماهير

 

هل سيتمكن كولر من تكرار نجاحاته مع الأهلي وتحقيق اللقب العاشر، أم أن جوميز سيكتب اسمه بحروف من ذهب وينقذ موسمه بالفوز بالسوبر؟ كل شيء سيتحدد على أرض الملعب، حيث لا مكان للخطأ، ولا صوت يعلو فوق صوت الديربي.

زر الذهاب إلى الأعلى