في رحلة البحث عن التألق في الملاعب الأوروبية، يصبح الطريق مليئًا بالتحديات والمغامرات التي لا يتقنها إلا أولئك الذين يحملون شغفًا استثنائيًا تجاه كرة القدم، هي ليست مجرد خطوات على العشب الأخضر، بل هي قصة كفاح وطموح لا يتوقف عند حدود الدوري أو تصنيف الأندية، بل يتجاوز ذلك نحو إثبات الذات وصناعة اسم يلمع في سماء المستديرة.
في هذا السياق، تزداد الأنظار تسليطًا على الدوري الإيطالي، الذي يُعتبر محطة هامة للمواهب الشابة القادمة من مختلف أنحاء العالم، بين الدرجة الرابعة أو ما يُعرف بـ”السيري دي”، يفتح الباب للمواهب الصاعدة لترك بصمة في الساحة الكروية، وفي كل موسم، نجد هناك وجوهًا جديدة تسعى لتسجيل أسمائها بحروف من ذهب في تاريخ هذا الدوري التنافسي الذي لا يرحم.
وسط تلك الوجوه، نجد لاعبًا مصريًا شابًا استطاع خلال فترة قصيرة أن يلفت الأنظار بقدراته الهجومية العالية، إنه مصطفى عيسى، الذي كان يلعب في صفوف برو فيرتشيلي، وقرر خوض تجربة جديدة مليئة بالتحديات مع نادي تيراتشينا كالشيو الإيطالي الذي ينشط في الدرجة الرابعة، انتقاله هذا يُعد خطوة جريئة في مسيرته، حيث يسعى لتحقيق نقلة نوعية في مستقبله الاحترافي داخل إيطاليا.
إصرار مصطفى عيسى على النجاح في الدوري الإيطالي يعكس العزيمة التي يحملها لاعب شاب لا يتجاوز عمره سنوات قليلة في الاحتراف الأوروبي، هذا الانتقال ليس مجرد خطوة انتقال بين الأندية، بل هو نقطة تحول في مسيرته المهنية، حيث سيحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة لإثبات قدراته وصناعة فارق حقيقي لفريقه الجديد.
وحرص كورة نيو على إجراء حوار خاص رفقة اللاعب، للحديث عن تفاصيل انتقاله وطموحاته المستقبلية، وإليكم نص الحوار.
كيف كانت رحلتك من مصر إلى إيطاليا؟ وهل كنت تتوقع في يوم من الأيام أن تصبح محترفًا بالدوري الإيطالي؟
-وصلت إلى هنا وأنا طفل صغير جدًا، لدرجة أنني لا أتذكر شيئًا من تلك الفترة، فقد كان عمري حينها عامًا واحدًا فقط، كنا نمتلك تلفزيونًا صغيرًا، وكلما ظهرت مباراة كرة قدم أو رأيت نجومًا كبارًا، مثل محمد أبو تريكة، الذي كان والدي يعشقه كونه أهلاوي، كنت أظل مشدودًا إلى الشاشة، أبو تريكة كان له مكانة خاصة في قلوب الناس، وكنت أشاهد مقاطع الفيديو الخاصة به وباللاعبين الكبار وأحلم بأن أكون مثلهم، كان حلمي دائمًا أن أصبح لاعبًا في منتخب مصر، ومع الوقت أقترب خطوة بخطوة من تحقيقه.
كيف ترى الناس في إيطاليا مصطفى عيسى؟ وهل شعرت أن المحترفين المصريين يُعاملون بطريقة مختلفة؟
-هنا في إيطاليا، لا يهتمون بجنسية اللاعب بقدر ما يهتمون بشخصيته وأدائه، بالنسبة لي الحمد لله دائمًا أركز على أن أكون متميزًا داخل الملعب، عندما تقدم أداءً جيدًا سواء في المباريات أو خارجها، تجد التقدير والاحترام من الجميع، سواء المدربين أو اللاعبين من حولك، الأهم في كرة القدم هو أن تثبت نفسك داخل الملعب.
ما هي طموحاتك المستقبلية؟ وما الذي تتمنى تحقيقه سواء مع نادي تيراتشينا كالشيو أو على مستوى المنتخبات؟
-حلمي كبير للغاية، وهو الانتقال من الدرجة الرابعة التي ألعب فيها حاليًا إلى أحد أندية الدوري الممتاز هنا في إيطاليا، إذا استطعت إثبات نفسي هذا الموسم، إن شاء الله، سأتمكن من الانتقال لنادي أكبر في العام المقبل، ومن ثم إلى نادٍ أكبر، أطمح للعب في نادٍ كبير، وأن أستمر في تقديم أداء جيد، وأتمنى أيضًا أن أكون جزءًا من منتخب مصر في المستقبل.
هل تفكر في اللعب بالدوري المصري يومًا ما؟
-لا أفكر حاليًا في اللعب بالدوري المصري على الإطلاق، بل أنا مركز تمامًا في مسيرتي الاحترافية هنا، أسعى لأن أكون متميزًا بهذا الأداء، وأن أرتقي لمستوى أعلى، فكرة العودة إلى الدوري المصري لا أفكر بها حاليًا.
من هو اللاعب العالمي الذي تتابعه باستمرار وتحاول تقليده؟ وهل هناك لاعب مصري كان قدوة لك؟
-محمد صلاح يُعرف هنا بلقب “ملك مصر وإفريقيا”. عندما أخبر الناس أنني مصري، فإن أول ما يخطر ببالهم هو اسمه، وهو مصدر فخر لنا جميعًا، أسلوب تدريباته والتزامه الدائم باللياقة البدنية يُظهران كيف أن أي لاعب يعمل على نفسه بنفس الطريقة يمكنه الوصول إلى مستواه، أنا أعتبره نموذجًا يُحتذى به، وأطمح أن أكون مثله من حيث العقلية والتفكير.
ما الفارق بين تدريب اللاعبين الشباب في مصر وإيطاليا؟ وهل شعرت أن التدريب هناك أكثر قوة أو اختلافًا؟
-هنا، يُعتبر اللاعبون أسرع، لكن لا يمكنني التحدث كثيرًا عن هذا الأمر لأنني لم أقم بتدريب كبير في مصر.
كيف كانت تجربتك مع وائل رياض؟ وما أبرز ما استفدته خلال المعسكر؟
-وائل رياض شخصية محترمة، وقد تشرفت بالتواجد معه في معسكر منتخب مصر، هو الآن يتولى تدريب فريق 2010، لكنني استفدت كثيرًا من تدريباته، آمل أن تتاح لي الفرصة للقاءه مرة أخرى في المستقبل.
بما أنك تحمل جنسية مزدوجة.. هل فكرت في تمثيل منتخب مصر منذ البداية، أم كان هناك تفكير آخر؟
-منتخب مصر يمثل حلمًا كبيرًا، ويجب على الجميع أن يدرك قيمته، حلمي هو أن أساهم في صعود الفريق إلى كأس العالم، وأسعى جاهدًا لفعل أي شيء لتحقيق هذا الهدف.