في لحظة سريعة وساحرة، مع دقات الساعة تشير إلى الثانية الحادية عشرة فقط من مباراة نصف نهائي كأس السوبر المصري، أطلق طاهر محمد طاهر رصاصة الانطلاق بهدف تاريخي، ليصبح أسرع هدف في تاريخ البطولة، وكأن تلك اللحظة لم تكن كافية لإثارة الحديث عنه، فقد أضاف هدفًا ثانيًا في الشوط الثاني، ليثبت أنه ليس مجرد جناح عابر في تشكيل الفريق بل مهاجم قد يكون الحل الذي طالما بحث عنه النادي الأهلي.
بالرغم من الانتقادات التي لاحقته على مدار السنين، بسبب قلة أهدافه وصناعته للأهداف، لا يمكن إنكار أن طاهر كان صاحب لمسات حاسمة في أوقات حرجة، فلا ينسى أحد هدفه الحاسم في شباك الرجاء المغربي في السوبر الإفريقي، والذي منح الأهلي آخر ألقابه في تلك البطولة تحت قيادة المدرب بيتسو موسيماني، لكن هل يستطيع طاهر أن يجعل من تلك اللحظات الحاسمة نمطًا مستمرًا وأن يُسكت بذلك أفواه المشككين؟
هل طاهر محمد طاهر هو الحل لأزمة الهجوم في الأهلي؟
في كل مرة يدخل فيها لاعب إلى المستطيل الأخضر، تبدأ معه رحلته نحو إثبات الذات أو تعزيز مكانته، وفي حالة طاهر محمد طاهر، كانت تلك الرحلة مليئة بالتحديات والانتقادات من قبل الجماهير، لكنه نجح في أكثر من مناسبة في تغيير الكفة لصالحه، سواء بتسجيل الأهداف في اللحظات الحاسمة أو بأداء مقنع خلال المباريات الكبرى، اليوم، وبعد تألقه اللافت في نصف نهائي كأس السوبر المصري ضد سيراميكا كليوباترا، يثار التساؤل، هل يمكن أن يكون طاهر الحل لمشكلة المهاجم التي يعاني منها الأهلي؟ وهل يستمر في تسجيل الأهداف وتغيير آراء الجماهير؟
طاهر تحت المجهر.. بين الانتقادات والتألق
طاهر محمد طاهر كان دائمًا لاعبًا يمتلك الكثير من الإمكانيات التي تؤهله للتألق على الساحة المحلية والإفريقية، منذ انضمامه إلى النادي الأهلي، ظهرت براعته الفنية، وقدرته على تقديم أداء متميز في مراكز مختلفة على أرض الملعب، ولكن في المقابل، لم يكن مساره خاليًا من الانتقادات.
فالجماهير كانت تنتقده لعدم تسجيله أو صناعته للأهداف بشكل منتظم، معتبرة أن إسهاماته في الهجوم قليلة مقارنةً بما يتوقعونه من لاعب يشارك بانتظام في فريق بحجم النادي الأهلي، لكن رغم هذه الانتقادات، عرف طاهر كيف يظهر في اللحظات الحاسمة. أبرز تلك اللحظات كان هدفه الحاسم في الدقيقة الأخيرة من السوبر الإفريقي ضد الرجاء المغربي ليتجه الفريق إلى ركلات الترجيح،ثن يتوج الأهلي بآخر ألقابه في البطولة تحت قيادة المدير الفني الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني.
ورغم أن هذا الهدف كان ذا أهمية كبرى، إلا أن مشكلته كانت تكمن في قلة تكرار مثل هذه اللحظات، فقد مرت مواسم عديدة دون أن يسجل طاهر الأهداف بشكل مستمر، الأمر الذي دفع البعض للتشكيك في قدرته على أن يكون لاعب مؤثر في الفريق، ولكن ما حدث اليوم في مباراة نصف نهائي السوبر المصري قد يغير هذه النظرة بشكل جذري.
أسرع هدف في تاريخ السوبر المصري.. طاهر في دور المهاجم
عندما أطلقت صافرة بداية مباراة نصف نهائي كأس السوبر المصري، لم يكن أحد يتوقع أن يرى هدفًا بعد 11 ثانية فقط، إلا أن طاهر محمد طاهر استطاع تسجيل هدف تاريخي ليصبح أسرع هدف في تاريخ البطولة، مستفيدًا من ذكائه وموقعه المثالي داخل منطقة الجزاء، هذه اللحظة السريعة لم تكن مجرد هدف عابر، بل كانت إشارة واضحة إلى أن طاهر يمتلك غريزة تهديفية قد تكون غير مُستغلة بالشكل الكافي.
وفي الشوط الثاني، أضاف طاهر الهدف آخر، ليضمن فوز الأهلي بالمباراة ويقود الفريق إلى النهائي، ما يجعل هذه المباراة أكثر أهمية هو أن طاهر شارك فيها كمهاجم صريح، وليس كجناح كما اعتاد، قد تكون هذه التجربة نقطة تحول في مسيرته، حيث يظهر بشكل مختلف عن اللاعب الذي اعتادت عليه الجماهير في المواسم الماضية.
من جناح إلى مهاجم.. هل ينجح طاهر في هذا الدور؟
التحول من جناح إلى مهاجم ليس بالأمر السهل، فالمهاجم الصريح يواجه تحديات مختلفة، منها القدرة على التعامل مع الرقابة الدفاعية القوية، استغلال المساحات الضيقة داخل منطقة الجزاء، والقدرة على إنهاء الهجمات بدقة، ومع ذلك، يبدو أن طاهر قد استجاب لهذا التحدي بشكل مثالي في مباراة نصف النهائي.
في مركز الجناح، كان يعتمد طاهر على سرعته ومهاراته الفردية في المراوغة وصناعة الفرص، ولكنه كان يفتقر إلى القدرة على إنهاء الهجمات بنفسه، ولكن مع مشاركته كمهاجم، يبدو أنه وجد نفسه في مركز يسمح له باستغلال قدراته بشكل أفضل، فموقعه الجديد يجعله أقرب إلى مرمى الخصم، ويتيح له فرصًا أكبر للتسجيل، وهو ما أثبته في المباراة الأخيرة.
إذا استمر طاهر في تقديم هذا المستوى كمهاجم، فقد يكون الحل الذي طالما بحث عنه النادي الأهلي لسد فجوة المهاجم الصريح، فالفريق يعاني منذ سنوات من غياب مهاجم يسجل الأهداف بانتظام، ورغم وجود العديد من المحاولات لضم مهاجمين جدد، إلا أن المشكلة لا تزال قائمة، فهل يمكن أن يكون طاهر هو الجواب الذي طالما انتظره الفريق؟
الضغوط الجماهيرية وتغيير الرأي
بالرغم من الإنجازات التي حققها طاهر في بعض اللحظات الحاسمة، إلا أن جماهير الأهلي لم تتردد في انتقاده بسبب غيابه عن الأضواء في بعض المباريات، وهذا أمر طبيعي في نادٍ بحجم الأهلي، حيث تكون التوقعات عالية جدًا والضغوط كبيرة على كل لاعب، الجماهير تريد لاعبًا يسجل الأهداف بشكل مستمر ويصنع الفارق في كل مباراة.
لكن ما يجعل موقف طاهر مختلفًا هو قدرته على تغيير آراء الجماهير بفضل أدائه في المباريات الكبرى، فالأهداف الحاسمة واللحظات المميزة التي يقدمها في المباريات الهامة تعطيه ميزة كبيرة مقارنة بلاعبين آخرين، والجماهير، رغم قسوتها أحيانًا، تعرف كيف تقدر اللاعب الذي يقدم لها ما تنتظره في المواعيد الكبرى.
مع ذلك، التحدي الأكبر أمام طاهر الآن هو الاستمرارية الجماهير لن تكون مقتنعة بمباراة أو اثنتين، بل تريد أن ترى أداءً ثابتًا ومستمرًا، إذا استطاع طاهر أن يسجل بانتظام وأن يكون جزءًا أساسيًا من خط هجوم الأهلي، فقد يغير تمامًا الرأي العام الذي كونه البعض عنه خلال السنوات الماضية.
المستقبل.. هل يستمر طاهر كمهاجم في الأهلي؟
بعد أدائه الرائع في نصف نهائي السوبر المصري، يطرح السؤال الأهم، هل يستطيع طاهر أن يستمر في هذا الدور كمهاجم صريح؟ وهل يكون هو الحل الذي طالما بحث عنه الأهلي لحل مشكلة الهجوم؟
الأمر يعتمد على عدة عوامل، أولًا، يجب على طاهر أن يثبت استمراريته في تسجيل الأهداف، ثانيًا، يحتاج الفريق إلى الاستفادة من إمكانياته في هذا المركز الجديد وتطويره ليصبح مهاجمًا متكاملًا، وأخيرًا، يجب على الجهاز الفني أن يدعمه ويعطيه الفرصة للاستمرار في هذا الدور.
إذا نجح طاهر في التكيف مع دوره الجديد واستمر في تقديم أداء جيد، فقد يكون هو المهاجم الذي طالما انتظره الأهلي، وربما تكون هذه هي بداية فصل جديد في مسيرة طاهر محمد طاهر، فصل مليء بالأهداف والتألق في مركز المهاجم.
طاهر محمد طاهر، اللاعب الذي تعرض لانتقادات كثيرة بسبب غيابه عن الأهداف، بدأ في إثبات نفسه كمهاجم قادر على تقديم الحلول الهجومية، بأدائه المتميز في نصف نهائي كأس السوبر المصري، سجل أسرع هدف في تاريخ البطولة وأضاف هدفًا آخر ليقود الأهلي إلى الفوز.
الأسئلة الآن تدور حول مستقبله كمهاجم، هل يستطيع الاستمرار في هذا المستوى؟ وهل يكون الحل لأزمة الهجوم في الأهلي؟ الوقت وحده سيكشف ذلك، ولكن المؤشرات الأولية توحي بأن طاهر قد يكون أحد الحلول التي يحتاجها الفريق في المرحلة القادمة.