ما بين الشموخ والعزيمة، يقف حارس المرمى كالسد المنيع، يبصر ما لا يراه غيره، يتصدى للرياح العاتية بكل جرأة وإقدام، كأنما وُهِبَ بصرًا من زجاج ينفذ إلى أعماق القادم، إن الأعين كلها تتوجه إليه في اللحظات الحاسمة، حين يُفصل بين الفوز والانكسار بخطوة واحدة، لكنه لا يرتبك، بل يبسط جناحيه على المرمى كالنسر الذي يحرس قمته، لا يلين ولا ينحني.
تلك الحراسة ليست مجرد موهبة، بل هي عهد يُقطع على النفس، أن تكون آخر المدافعين، وآخر الأمل، تحمل على عاتقك ثقة فريق بأكمله، وقد اختارك القدر لتكون من هؤلاء القلة الذين يملكون القدرة على تغيير مسار المباريات بلحظة واحدة، فتارةً تجمد الخصم بنظرة، وتارةً تحمي شباكك بضربة تكاد تكون خارقة للطبيعة.
في عالم الكرة، حيث تتوالى الهجمات كأمواج البحر، يكون الحارس هو المرسى الآمن لفريقه، والسد الذي لا ينفك عن التصدي، مهما كانت قوة الخصم، هو آخر من يتكلم في الميدان، وأول من يبدأ في التصرف عند الخطر، فما أندر هؤلاء الذين يحكمون مرماهم بقبضة من حديد وعين من صقر.
أما عمر معتز، المنضم حديثًا إلى فريق زد 2005، فهو ليس كأي حارس؛ هو ذاك الذي وُلِدَ من صميم التحدي، تربى على الإصرار، ووقف أمام كل العواصف ولم ينحنِ، من بين آلاف اللاعبين، بزغ نجمه كالشهاب الذي يخترق السماء، لا يعرف إلا التألق ولا يرضى إلا بالنجاح.
وحرص كورة نيو على إجراء حوار خاص رفقة حارس مرمى زد 2005
كيف بدأت مسيرتك في كرة القدم، وما هي الأندية التي انتقلت بينها حتى وصلت إلى نادي زد؟
-بدأت رحلتي في كرة القدم وأنا في الثامنة من عمري في نادي المقاولين العرب، كانت بداية حقيقية لي عندما لعبنا مباراة ودية ضد الزمالك في ميت عقبة، حيث طلبني كابتن سامي الشيشيني، الذي كان في ذلك الوقت مدير البراعم، تم الاتفاق على انضمامي بمبلغ مالي صغير، بعد ذلك، انتقلت إلى نادي الزمالك، حيث قضيت 8 سنوات كحارس مرمى رقم واحد، حصلت على لقب أفضل حارس مرمى في بطولة زد مرتين على التوالي، وفي عام 2020، جاء أهم عرض في حياتي عندما تم استدعائي لمنتخب الناشئين بقيادة كابتن مومن سليمان ومدرب الحراس يوسف طاهر.
في موسم 2022/2023، جاء عرض لي من نادي فيوتشر، وطلبت من مجلس الإدارة الرحيل، لكن الأمور تأخرت لمدة 6 شهور، وكنت قريبًا من الاعتزال، لكن بعد ذلك تم الموافقة على انتقالي إلى فيوتشر، حيث حاول كابتن عبد الواحد السيد إقناعي بالبقاء، لكن كان قراري النهائي لأسباب شخصية، انتقلت إلى فيوتشر، وكانت تلك أفضل سنتين في حياتي، حيث شاركت في جميع المباريات، وكانت تجربتي مع الجهاز الفني بقيادة محمد عبد الوهاب وإيهاب خميس وحسام عكاشة من أفضل تجاربي.
في السنة الثالثة، تم تغيير الجهاز الفني، وكنت أرغب في الرحيل بسبب عدم استقرار النادي، وتلقيت مكالمة من كابتن يوسف طاهر، الذي كان مدربي في منتخب الناشئين، وأيضًا من كابتن أسامة عبدالله، المدير الفني لفريق الزمالك 2005، كنت قريبًا من العودة إلى الزمالك، لكنني قررت الانتقال إلى زد بسبب المنظومة الاحترافية.
ما الصعوبات التي واجهتها خلال رحلتك قبل الانضمام إلى نادي زد، وكيف تمكنت من تجاوزها؟
جميع المباريات الكبيرة علمتني الهدوء والثقة والبرود، وهذا ما ساعدني في التغلب على التحديات التي واجهتها في مسيرتي.
من قدوتك في حراسة المرمى، ولماذا؟
أعتبر عصام الحضري قدوتي، حيث أن عقليته رهيبة، وأيضًا أعجبني عقلية مصطفى شوبير.
من أقرب لاعب لك من خلال تجاربك السابقة؟
أقرب لاعب لي هم جميع الحراس الذين زاملتهم.
ماهو طموحك في المستقبل؟
ـ طموحي هو العودة للمنتخب الوطني.
هل ترغب في إضافة شيئ آخر؟
ـ أود أن أشكر جميع المدربين، وخاصة كابتن إيهاب خميس، مدرب الحراس.