في ملاعب العشب الأخضر، حيث تتسابق العزائم وتصطخب الأحلام، تبرز أسماءٌ تُحفر في الذاكرة كأوتاد الراسيات، وأحدهم هو عبد الرحمن صبري، لاعب الوسط الذي يُحيي روح الكفاح في كل لمسة من لمسات قدميه، فترى في ركضه عزيمة المحارب، وفي مراوغاته دهاء المخططين، وفي تمريراته إتقاناً لا يعرف الكلل أو الملل، هو فارسٌ من فرسان المستديرة، يعرف كيف يُرضي القلوب العطشى للفن الكروي ويُشبع أعين الجماهير، لعب في المقاولون العرب، لكن خط القدر سطرا جديدًا ليبدأ فصلًا آخر مع فريق زد، حاملًا راية الإبداع الكروي في مختلف مراكز خط الوسط، مساهماً في رفع اسم فريقه إلى الأعالي كمن يرفع سيفًا في ساحة معركة.
البدايات وموهبة مبكرة
عبد الرحمن صبري ليس مجرد لاعب موهوب في فريق زد للناشئين مواليد 2005، بل هو قصة كفاح بدأت مع المقاولون العرب، حيث تعلم أصول اللعبة وأظهر منذ صغره تفرداً في الأداء يجمع بين المهارة والقوة، ليصبح من اللاعبين المتميزين في خط الوسط، سواء في الأدوار الدفاعية أو الهجومية، في المقاولون، وضع عبد الرحمن أولى بصماته، وتميز بالقدرة على التحكم في إيقاع المباراة، فكان أشبه بقائد الأوركسترا الذي ينسق بين أعضاء الفريق.
الصدمة الكبرى.. الاستغناء المفاجئ
رغم تميزه المبكر وتقدير المدربين لموهبته، فوجئ عبد الرحمن بقرار الاستغناء عنه من فريق المقاولون العرب، كان هذا القرار بمثابة صدمة له، ولكن بدل أن يكسر عزيمته، أيقظ في داخله رغبةً قوية للتحدي، أظهر عبد الرحمن صبرًا وثباتا في مواجهة التحديات، فعزم على مواصلة مسيرته الكروية مهما كانت الصعوبات، هنا بدأ التفكير في الانتقال إلى فريق يمنحه الفرصة لإظهار إمكانياته، ليجد في فريق زد بيئة تساعده على التطور وتبرز مهاراته.
محطة فريق زد.. التألق والانطلاق
انتقال عبد الرحمن إلى فريق زد كان بمثابة انطلاقة جديدة في مسيرته الكروية، حيث وجد دعمًا كبيرا من المدربين وزملائه في الفريق، في فريق زد، لم يعد عبد الرحمن مجرد لاعب موهوب، بل أصبح عنصرًا حاسمًا في خط الوسط، قدرته على اللعب في مختلف مراكز خط الوسط جعلته لاعبا استثنائيا، فهو يستطيع الدفاع ببسالة، يصد هجمات الخصوم ويراقب تحركاتهم بدقة، وفي الوقت ذاته يبرع في صناعة الهجمات وبناء اللعب، تعدد مراكزه يجعله قطعة ذهبية يمكن الاعتماد عليها في مختلف الظروف، وقد أثبت عبد الرحمن جدارته بالاعتماد عليه في كل مباراة.
أسلوب اللعب المميز
أسلوب عبد الرحمن صبري يتميز بمرونة فائقة، إذ يجيد التكيف مع ظروف المباراة بشكل استثنائي، يستطيع أن يلعب كوسط دفاعي يُغلق المساحات أمام المهاجمين، أو يتقدم إلى وسط الملعب ليساند زملاءه في الهجوم، أو حتى يأخذ دور صانع الألعاب بتمريراته الذكية التي تفتح الطريق نحو مرمى الخصم، تفوقه في اللعب الدفاعي والهجومي يجعله قطعة ثمينة لأي فريق، فقلة من اللاعبين في عمره يستطيعون إتقان هذه الأدوار المتعددة بهذا المستوى العالي من الكفاءة.
انضمامه لمنتخب الشباب
مما يزيد عبد الرحمن تميزًا هو انضمامه سابقا لمنتخب الشباب، حيث كان يمثل نموذجا للالتزام والانضباط في التدريبات والمباريات، هذا الانضمام لم يكن مصادفة، بل نتيجة عمل وجهد متواصل على مدار سنوات، بالإضافة إلى موهبة لا يمكن إنكارها، خلال فترته مع المنتخب، أثبت عبد الرحمن قدرته على المنافسة مع أفضل اللاعبين في فئته العمرية، وقد حظي بإشادة من مدربيه الذين رأوا فيه لاعباً مستقبلياً يُتوقع له التألق على المستويين المحلي والدولي.
السمات الشخصية
إضافةً إلى مهاراته الكروية، يتمتع عبد الرحمن بشخصية مميزة تجمع بين القوة والرزانة هو لاعب لا يعرف التراخي، يسعى دائماً لتطوير نفسه، ويضع أهدافاً عالية نصب عينيه، في الملعب، يلعب بروح الفريق ويتعاون مع زملائه، مما يجعله محبوباً من قبل زملائه ومدربيه، وبعيدًا عن الملاعب، يُعرف عبد الرحمن بالتواضع والأخلاق العالية، فهو شاب يعكس صورة إيجابية عن اللاعبين الناشئين ويعتبر قدوة يحتذى بها.
التحديات المستقبلية والطموحات
بالنسبة لعبد الرحمن، المستقبل مليء بالتحديات والطموحات، فهو يسعى للاستمرار في تطوير مهاراته وصقلها للوصول إلى مستويات أعلى، يطمح للعودة إلى المنتخب الوطني وتمثيل بلاده على أعلى مستوى، كما يحلم بالاحتراف في الخارج، حيث يرى في ذلك فرصة لاكتساب مزيد من الخبرات ومواجهة أفضل اللاعبين على مستوى العالم. عبد الرحمن لا يكتفي فقط بأن يكون لاعبا جيدًا، بل يسعى ليصبح لاعباً عظيماً يُخلّد اسمه في تاريخ كرة القدم المصرية.
التأثير في فريق زد
منذ انضمامه إلى فريق زد، بات عبد الرحمن صبري من اللاعبين المؤثرين الذين يعتمد عليهم المدربون في قيادة خط الوسط، هو لاعب يعرف كيف يقود اللعب، وينظم تحركات زملائه، ويخلق الفرص، أظهر عبد الرحمن تأثيره الكبير في المباريات، حيث ساهم في إحراز الفريق العديد من الانتصارات، لعبه المستمر وإصراره على التميز جعل منه قدوة لبقية اللاعبين في الفريق، فكان مصدر إلهام لهم بأن الجهد المستمر والإرادة القوية يمكن أن تقود إلى النجاح، حتى في أحلك الظروف.
قلب الأسد في وسط الميدان
عبد الرحمن صبري يُعرف بأنه “قلب الأسد” في وسط الميدان، ليس فقط لمهارته، ولكن لقوته وإصراره المتوهج، فهو يمتلك شخصية اللاعب الذي لا يتراجع ولا يستسلم أمام أصعب المواقف، عند اللعب في مركز الوسط الدفاعي، يظهر عبد الرحمن كمحارب يحمل راية فريقه بكل جسارة، يتصدى للخصوم بجرأة دون خوف، ويغلق المساحات ببراعة فائقة، هذا الدور يتطلب مستوىً عالياً من التحمل البدني والذكاء التكتيكي، وعبد الرحمن يجسد هذه الصفات في كل مباراة.
يُظهر عبد الرحمن في هذا المركز قدرة مميزة على قراءة اللعب والتوقع لتصرفات الخصوم، حيث يتخذ قرارات سريعة ويقطع التمريرات بذكاء كبير، فيمنع الهجمات من التطور، ويعكس اتجاه المباراة لصالح فريقه، يمتاز بمهارته في افتكاك الكرة والتدخلات الحاسمة التي تفرض هيمنته على منطقة الوسط، مما يضع الضغط على الخصوم ويجبرهم على التراجع.
كما يتميز عبد الرحمن بمزيج نادر من القوة البدنية واللياقة العالية، حيث يتحرك بسلاسة على طول الملعب ليغطي كل شبر ويقف كسد منيع أمام المهاجمين، هو لاعب يستطيع فرض هيبته والسيطرة على إيقاع المباراة، مما يجعل منه صانع الفارق بين انتصار الفريق وهزيمته، هذا القلب النابض للفريق لا يكلّ ولا يملّ، يتنقل بين الدفاع والهجوم بحماسة لا تنطفئ، ويثبت للجميع أنه “قلب الأسد” الذي يمنح فريقه الثقة ويمدّ زملاءه بالطاقة اللازمة للتألق.
مايسترو خط الوسط.. فن صناعة اللعب
عندما يكون عبد الرحمن صبري في دور صانع الألعاب، يبدو وكأنه المايسترو الذي يتحكم في الأوركسترا الكروية، بتمريراته الدقيقة والبصيرة العالية، يستطيع توجيه الهجمات وإنشاء الفرص بمهارة فنية تجعل كل تحرك من تحركاته أشبه بلوحة مرسومة بإتقان، عبد الرحمن لا يلعب فقط لتمرير الكرة، بل يصنع الفرص ويرى المساحات التي قد تبدو خفية على الآخرين، يمتاز بقدرته على قراءة المباراة بشكل استثنائي، ويختار اللحظة المناسبة لإرسال الكرة إلى زميله، ليحول الهجمة إلى فرصة خطيرة على مرمى الخصم.
يتحلى عبد الرحمن بمرونة تكتيكية تجعل من السهل عليه أن يتحكم بإيقاع المباراة، سواء بالتمريرات الطويلة التي تصل إلى أقصى أطراف الملعب أو القصيرة التي تربك دفاع الخصم، هذا المستوى من الذكاء الكروي يضعه في مصاف اللاعبين الكبار الذين يمكن الاعتماد عليهم لصنع الفارق في اللحظات الحرجة، مهارته العالية في التحرك دون كرة أيضًا تجعله لاعبا استثنائيا، إذ يعرف كيف يستغل المساحات ليصبح خيارًا دائمًا لزملائه، ويظل في موقف يسمح له بتغيير مسار المباراة بلحظة.
هذا الأداء الإبداعي يجعل عبد الرحمن ليس فقط صانع ألعاب، بل قلب ينبض بالإبداع في كل لمسة من لمساته، قدرته على الرؤية والإبداع تتيح لفريقه التفوق في الهجمات والسيطرة على مجريات المباراة، ويثبت في كل مباراة أنه أحد أفضل المواهب التي يمكن أن تمثل فريق زد، وأكثر من ذلك، أنه سيكون له شأن كبير في كرة القدم المصرية.
القيادة الصامتة.. القائد الذي يُلهم الآخرين
عبد الرحمن صبري يمثل “القيادة الصامتة” في فريقه، فهو ليس قائداً بالصوت العالي بل بأفعاله وأدائه في الملعب، يضع زملاءه في الفريق نصب عينيه ويسعى دائماً لدعمهم، ويشعر الجميع بأنه القوة الهادئة التي تلهمهم وتعزز ثقتهم بأنفسهم، لاعب وسط ذو شخصية قيادية، يعرف كيف يقود زملاءه ويوجههم في الملعب دون أن يلجأ إلى الأوامر الصريحة، بهذه الطريقة، يكون عبد الرحمن مثالاً للقائد الحقيقي الذي يعرف كيف يؤثر على الفريق بطرق غير مباشرة، مما يخلق جوًا من الثقة المتبادلة داخل الفريق.
من خلال تدريباته المتفانية وسعيه الدائم لتحسين نفسه، يبرز كقدوة لزملائه، يُظهر روح الفريق ولا يسعى للتميّز على حساب الآخرين، بل يضع مصلحة الفريق كأولوية، هو اللاعب الذي يعتمد عليه المدربون لتوصيل استراتيجيات اللعب وتنفيذها بفعالية، ويعرف كيف يتواصل مع زملائه في الملعب ليحققوا الأهداف سويًا هذه القيادة الصامتة تجعله محبوباً من قبل زملائه، وتجعلهم ينظرون إليه كأخ وصديق، وليس فقط كزميل.
عندما يتطلب الموقف قرارًا صعبا أو لمسة حاسمة، تجد عبد الرحمن مستعدًا للقيام بالدور دون تردد، دون حاجة إلى مدح أو إطراء، هو القائد الذي يجسد التواضع والالتزام، ويظهر في كل لمسة من لمساته الكروية حبه العميق للعبة ولزملائه، هذه القيادة الصامتة تمنحه كاريزما خاصة، وتجعله مثالاً يُحتذى به لكل لاعب شاب طامح لتحقيق النجاح.
الختام
عبد الرحمن صبري ليس مجرد لاعب ناشئ، بل هو مشروع نجم قادم في سماء كرة القدم المصرية، قدرته على التكيف واللعب بمهارة في مختلف مراكز خط الوسط، بالإضافة إلى شخصيته القيادية وإصراره على النجاح، يجعله لاعباً استثنائياً يستحق المتابعة، رحلة عبد الرحمن صبري من المقاولون العرب إلى فريق زد، وما مر به من تحديات وصعوبات، تبرز كقصة ملهمة تُعلمنا أن العزيمة والصبر هما المفتاح للوصول إلى القمة، هو لاعب يرى مستقبلاً مشرقاً أمامه، ونحن على يقين بأنه سيواصل التألق ويحقق أحلامه، ليصبح أحد نجوم كرة القدم في مصر.