في عالم كرة القدم، يتألق نجوم يعبرون الحدود ويشعلون شغف الجماهير بأسلوب لعبهم المميز وإمكاناتهم الفائقة، أحد هؤلاء النجوم هو شوقي أحمد، جناح يجمع بين السرعة والمهارة، مقدماً أداءً يسرق الأنظار في كل مباراة، يتنقل بين الجناحين بكل سهولة، مع القدرة على المراوغة والتسجيل، ما يجعله من أبرز المواهب المصرية في إنجلترا.
يجسد شوقي أحمد روح الفريق الحقيقية، حيث يساهم في خلق الفرص وتسجيل الأهداف، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية ناديه، لعبه في مركز المهاجم أيضًا يضيف بعدًا آخر لقدرته على التأثير في مجريات اللقاءات، مما يجعل مدافعي الخصوم في حالة من القلق المستمر.
الأداء المبهر والانضباط التكتيكي هما علامتان مميزتان لشوقي، تجعله مرشحًا قويًا لمواصلة الصعود في عالم كرة القدم، بفضل التدريبات الشاقة والإصرار، نجح في أن يصبح عنصرًا أساسيًا في تشكيل فريقه، محققًا نتائج مذهلة في المنافسات المحلية.
وفي ختام كل مباراة، يبقى شوقي أحمد حديث الساعة، حيث يتغنى الجمهور بأدائه الاستثنائي ويشيدون بموهبته الفذة، هذا اللاعب الذي يمثل نادي ألفريتون تاون، يثبت أن العمل الجاد والتفاني يمكن أن يفتحا الأبواب نحو النجاح، ويترك بصمة لا تُنسى في عالم الساحرة المستديرة.
وحرص كورة نيو على الحديث رفقة شوقي أحمد الموهبة المصرية ضمن صفوف ألفريتون تاون الإنجليزي وإلى نص الحوار
كيف كانت رحلتك في كرة القدم منذ البداية وحتى انضمامك إلى نادي ألفريتون تاون؟
-بدأت ممارسة كرة القدم في سن الرابعة في أكاديمية الأهلي، واستمرت في اللعب هناك حتى تم تصعيدي إلى ناشئي النادي، انتقلت إلى فريق 2005 في الأهلي، وفي عام 2020، بعد 11 عامًا داخل القلعة الحمراء، انتقلت إلى طلائع الجيش، قضيت عامين ونصف هناك، وفي أكتوبر من العام الماضي، سافرت إلى إنجلترا حيث كنت أدرس ولم أكن أعرف أي أندية أو فرق، أجريت العديد من الاختبارات حتى انضممت إلى فريق AFC ليفربول، الذي كان في الدرجة السابعة أو الثامنة، ولعبت معهم من نوفمبر حتى يناير.
بعد ذلك، انتقلت إلى تشورلي، حيث كنت هداف الفريق حتى آخر مباراة، للأسف، تعرضت لإصابة في الرباط الصليبي يوم 8 مايو وأجريت العملية، الآن بعد أن قضيت الأشهر الأخيرة في التعافي، أتمنى العودة إلى ألفريتون تاون، الذي أبدى اهتمامه بي، بالنسبة لتجربتي في تشورلي، كنت ألعب مع فريق تحت 23 عامًا، ولكن تم إلغاء الفريق في تلك السنة، كان مدرب الفريق الأول يرغب في إعدادي معهم، لكن الإصابة حالت دون ذلك، في النهاية، أعرب ألفريتون تاون عن رغبتهم في ضمي، وكان من الجيد أنهم أبدوا اهتمامهم رغم إصابتي.
ما هي التحديات والصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتك الكروية وحتى الآن في إنجلترا؟ وهل واجهت صعوبة في التأقلم بسبب اللغة؟
-لم أواجه صعوبات كبيرة بسبب اللغة، لأن لغتي جيدة بفضل دراستي في مدرسة لغات، لكن كان التحدي بالنسبة لي هو الابتعاد عن عائلتي، وكانت الأمور في البداية ليست مثالية، خاصةً في ما يتعلق بالعثور على نادٍ، حيث لم يكن هناك تدريب منتظم كل يوم لأن النادي الذي انضممت إليه لم يكن في درجة عالية.
ما هو مركزك الأساسي في الملعب؟ وهل هناك مراكز أخرى تستطيع اللعب فيها بجانب مركزك الأساسي؟
-مراكزي الأساسية هي جناح أيمن وأيسر، بالإضافة إلى المهاجم، أشعر أنني قادر على اللعب في أي مكان في الملعب، فقد لعبت في معظم المراكز باستثناء الظهير الأيسر، قلب الدفاع، وحراسة المرمى.
كيف كانت الأجواء في نادي تشورلي؟ وما الفروق التي لاحظتها بينه وبين نادي ألفريتون تاون؟
-لم أتدرب بعد مع ألفريتون تاون، ولكن يمكنني أن أخبرك عن الفارق بين تشورلي و Afc ليفربول، أعتبر الأخير فريقًا أفضل كانت أول مباراة لي رفقتهم ضد تشورلي وحققنا الفوز عليهم في المباراة الأولى 2-0 وسجلت هدف، وفي المباراة التالية كنت مع تشورلي أمام Afc ليفربول فريقي السابق لقد تواصل تشورلي معي بسبب الأداء الجيد الذي قدمته أمامهم في المباراة الأولى وحققنا الفوز على Afc برباعية نظيفة في المباراة الثانية.
عندما تدربت مع تشورلي لأول مرة، كان أسلوب اللعب السريع وحركة اللاعبين تحديًا بالنسبة لي، حيث كنت أواجه صعوبة في التكيف مع الريتم في البداية، استغرق الأمر أسبوعًا حتى تأقلمت مع الأجواء، وكان الفريق جيدًا بشكل عام، في البداية، لم يكن اللاعبون يثقون بي كثيرًا، لكن بعد فترة، بدأوا في الإيمان بقدراتي ونجحت في مساعدتهم على الفوز في عدة مباريات.
في آخر مباراة لي، والتي تعرضت فيها للإصابة في الرباط الصليبي، كنا متعادلين 0-0 في الدقيقة 80، وقدمت تمريرة حاسمة، على العموم، قدمت مستويات جيدة، وكثيرًا ما كنت أسجل أهداف الفوز، بصراحة، كان فريق تشورلي رائعًا، والمدرب ستيف وابنه لويس دعموني بشكل كبير.
تواصل معي وكيل ليعرض عليّ الذهاب إلى إنجلترا مع عدد من اللاعبين في مصر، كان يتحدث معنا عن أنه سيساعدنا، لكنه لم يعدني بشيء محدد حتى لا أظلمه إذا لم يستطع إيجاد فريق في الدرجات الأعلى، على الرغم من ذلك، يظل على تواصل دائم معي.
حاليًا، أتمرن بشكل خاص مع مدرب اسمه ميكليك، الذي كان مدرب الأحمال في مانشستر يونايتد خلال فترة كريستيانو رونالدو، وهو دائمًا ما يقدم لي الدعم.
ما الفروق التي شعرت بها بين اللعب في مصر وأوروبا من حيث أسلوب التدريب وطريقة التعامل مع اللاعبين؟
-يوجد فرق كبير، فأسلوب اللعب في مصر لا يعتمد كثيرًا على التحرك السريع والتمريرات القصيرة (التيكي تاكا)، بل يركز أكثر على الكرات العالية، بينما في إنجلترا، اللعبة تعتمد بشكل أكبر على اللعب على الأرض.
أكثر شيء لفت انتباهي كان عندما قال لي ستيف: “لماذا أنت مستعجل؟ يمكنك الاحتفاظ بالكرة بين قدميك، لن يحدث شيء.” وأوضح لي أن التيكي تاكا لا تعني بالضرورة اللعب من لمسة واحدة، هذه نقطة تعلمتها، فلا يعني أنني إذا لم ألعب لمسة واحدة أنني أكون سيئًا.
هل تفكر في العودة يومًا ما إلى مصر واللعب في الدوري المصري، أم أن طموحاتك تتركز بالكامل في الخارج؟
-أنا أترك كل شيء لتقدير الله، حاليًا أركز على إنجلترا، لكن إذا جاءني عرض مناسب في مصر، سأعود بالتأكيد.
ما هي أبرز لحظة فخر أو إنجاز حققتها في مسيرتك حتى الآن؟
-كل خطوة أقدم عليها تعتبر تقدمًا بالنسبة لي، وأشعر بالسعادة والفخر بذلك، ومع ذلك، أحرص دائمًا على التركيز على ما سأفعله بعد ذلك، وهذه هي أكثر الأشياء التي تعززني.
-كان هناك موسم صعب لي في طلائع الجيش، حيث لم أكن ألعب كثيرًا، لكن عندما حصلت على الثقة، سجلت هدفًا قادنا للفوز 1-0، وكان الجميع سعيدًا جدًا لكنني شعرت بالهدوء لأنني كنت أعتقد أنني لم أحقق شيئًا كبيرًا ومع ذلك، بعد أن سجلت 10 أهداف في 9 مباريات، ما زلت أشعر أنني لم أفعل شيئًا يستحق الذكر.
من هو مثلك الأعلى في كرة القدم؟
-قد يظن البعض أنني متعجرف أو نرجسي، لكن في الحقيقة ليس لدي مثل أعلى محدد، أنا فقط أسعى لأن أكون نسخة فريدة من لاعب كرة لم تُصنع من قبل، عندما كنت صغيرًا، كنت أحب عبد الله السعيد كثيرًا، كما أعجبني دي بروين وميسي، لكنهم ليسوا مثل أعلى لي، طموحي هو أن أكون أفضل منهم، حقق محمد صلاح العديد من الإنجازات، لكن طموحي أن أصل إلى مستوى أعلى من ذلك.
أما بالنسبة للاعبين مثل يامال، الذي يتحدث عنه الجميع كونه لاعب جيد، فهو أيضًا ليس مثلي الأعلى، أنا أريد أن أكون لاعب كرة مختلف تمامًا.
ختامًا.. هل تود إضافة شيء؟
-لولا دعم والديَّ وتعبهما، لم أكن لأصل إلى أي شيء، الناس المقربون يعرفون جيدًا ما بذلوه من جهد وما خسروا من أجل أن أصل إلى ما أنا فيه الآن، دائمًا أدعو الله أن يكرمني وأن أكون عند حسن ظنهم، لأنهما قدما الكثير من التضحيات من أجلي، كل الشكر والتقدير لهما، ومهما تحدثت عنهما، فلن أستطيع أن أوفيهما حقهما.