تقارير

في درب الأساطير.. صلاح نحو لقب تاريخي ومرموش يُشعل صراع الهدافين في ألمانيا

في رحاب المجد، ترتفع راية التحدي حين يسعى الكبار لتحطيم الأرقام وحفر أسمائهم في أساطير الرياضة، وكأنها معركة تتحدى الزمن والأرقام، في ملاعب البريميرليغ حيث ترتفع الأعلام وتتعالى أصوات الجماهير، يقف محمد صلاح كفارس عتيّ، ينطلق في ميدان المجد ليسجل اسمه بين عمالقة هدافي الدوري الإنجليزي، فها هو يقترب من أسطورة مثل آلان شيرار، متطلّعًا بعينيه إلى القمة التي لم يبلغها إلا القليل.

 

 

 

 

 

وفي ميادين البوندسليغا الألمانية، يرسم عمر مرموش ملاحمًا كأنها قصائد مدادها من عرقه وجهده، إذ يسعى ليكون سيد هدافي الدوري هذا الموسم، متحديًا أبطال الأندية العريقة وأسماء كبرى كروبرت ليفاندوفسكي وهاري كين، يجسد مرموش في كل خطوة روح الفارس الذي لا يهاب المعارك، ويضع في كل تسديدة بصمة لا تُمحى في صراع الهدافين.

 

 

 

 

 

 

أيّ إرث هذا الذي يسعى هؤلاء الأبطال لتركه؟ فصلاح ومرموش، كلاهما يكتب صفحات مجد عربية في أوروبا، يحلمان بمجد يمتد عبر الزمن ويتحدث به أحفاد الملاعب جيلاً بعد جيل، هنا، في رحلة قد تُخلّد في كتب التاريخ، نُبحر في مسيرة اثنين من فرسان الكرة المصرية، كلٌّ منهما يسعى وراء إرثه الخاص، وكأنهما في سباق بين الأساطير.

 

 

 

 

 

 

فهل يرتقي محمد صلاح إلى العرش كأفضل هداف في تاريخ البريميرليغ؟ وهل تكتب ميادين البوندسليغا قصةً جديدةً بعزفٍ من أقدام مرموش، ليصبح فارسًا جديدًا في عالم التهديف؟

 

 

 

 

محمد صلاح ورحلة الوصول إلى الهداف التاريخي للدوري الإنجليزي

 

 

 

 

منذ وصوله إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، أحدث محمد صلاح نقلة نوعية في مشهد التهديف، النجم المصري تألق أولًا مع تشيلسي، لكن رحلته الحقيقية نحو المجد بدأت مع نادي ليفربول، في كل موسم، يثبت صلاح قدرته الاستثنائية على تسجيل الأهداف وصناعة الفارق، ليصبح أحد أبرز اللاعبين في تاريخ ليفربول والبريميرليغ، وبالرغم من أنه لا يزال على بعد حوالي 96 هدف من تحطيم رقم آلان شيرار، إلا أن الكثيرين يرون أن لدى صلاح فرصة حقيقية لتحقيق هذا الحلم، لا سيما بالنظر إلى تألقه المستمر في الثلاثينيات من عمره.

 

 

 

 

 

مع تقدم محمد صلاح في العمر، يبقى السؤال حول قدرته على الاستمرار بمعدل تهديف عالٍ لسنوات أخرى، هنا، يبرز دور عوامل عديدة مثل اللياقة البدنية، والدعم الذي يحصل عليه من زملائه في الفريق، وكذلك استمرار لعبه في الدوري الإنجليزي بدلاً من الانتقال إلى دوريات أخرى أقل تنافسية، بوجود كل هذه العوامل، قد نجد أنفسنا أمام سيناريو حقيقي يقترب فيه صلاح تدريجيًا من الرقم التاريخي.

 

 

 

 

 

العوامل التي قد تدعم صلاح للوصول إلى قمة الهدافين في البريميرليغ

 

 

 

 

للوصول إلى لقب الهداف التاريخي، يحتاج محمد صلاح إلى مواصلة أدائه الحالي على الأقل لعدة مواسم إضافية، بمعدل تسجيل لا يقل عن 20-25 هدفًا في الموسم، ومن اللافت للنظر أن صلاح يتمتع بقدرات تهديفية عالية، لكن الأهم من ذلك هو حفاظه على لياقته وابتعاده عن الإصابات الخطيرة، وبالرغم من أن الإصابات تُعد واحدة من أكبر العوائق التي قد تواجه صلاح، إلا أن اللاعب يمتاز بحس قيادي وشخصية قوية تجعله يعود دائمًا بعد أي تراجع.

 

 

 

 

 

 

 

عامل آخر مهم هو استمرار ليفربول كفريق منافس على الألقاب، حيث أن وجود صلاح ضمن تشكيلة قوية يساعده على تسجيل المزيد من الأهداف، بالتالي، يمكن القول إن حلم صلاح بالتربع على عرش الهدافين يعتمد على استمرارية تألقه ومساندة الفريق له، وربما يحتاج صلاح إلى تمديد مسيرته في البريميرليغ لأربع أو خمس سنوات إضافية ليقترب من تحطيم رقم شيرار.

 

 

 

 

 

 

عمر مرموش وتحدي الفوز بلقب هداف الدوري الألماني

 

 

 

 

 

 

من جهة أخرى، في الدوري الألماني، يعيش عمر مرموش موسمًا مميزًا على الإطلاق، بفضل سرعته ومهاراته التهديفية العالية، أصبح مرموش اللاعب الأكثر مساهمة في الأهداف في الدوري، ما بين التسجيل والصناعة، بواقع 10 أهداف و9 تمريرات حاسمة في 14 مباراة فقط، يبدو أن مرموش يمتلك فرصة واقعية لمنافسة الأسماء الكبيرة في البوندسليغا مثل هاري كين على لقب الهداف.

 

 

 

 

 

 

 

مرموش، الذي يتألق على الصعيدين المحلي والدولي، استفاد بشكل كبير من ثقته المتزايدة ومهاراته المتنوعة، ويعد تطوره الملحوظ في الدوري الألماني بمثابة شهادة على قدرته على المنافسة على الألقاب الفردية، قد تكون لديه فرصة واقعية للفوز بلقب الهداف إذا تمكن من مواصلة مستواه الحالي، لا سيما وأن الفارق بينه وبين كين، متصدر قائمة الهدافين، لا يزيد عن هدف واحد فقط.

 

 

 

 

 

هل يستطيع مرموش الاستمرار على نفس الوتيرة؟

 

 

 

 

 

 

تحقيق لقب الهداف في دوري أوروبي كبير مثل الدوري الألماني ليس أمرًا سهلًا، ويتطلب من اللاعب قدرًا عاليًا من الثبات في الأداء، لكن مرموش يمتلك خصائص تهديفية ومهارات تجعله منافسًا قويًا، سيتوقف استمراره في المنافسة أيضًا على الدعم الذي يحصل عليه من مدربه وزملائه، بالإضافة إلى قدرته على البقاء في حالة بدنية عالية دون التعرض لإصابات، في ظل هذه الظروف، لا تبدو منافسة مرموش على لقب هداف الدوري الألماني مستحيلة، بل هو على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الحلم.

 

 

 

 

 

على الرغم من أن المنافسة شديدة، إلا أن مرموش لديه إمكانات كبيرة للتفوق، ويبدو أن الوقت ملائم لكي يتخذ خطوات أكبر نحو النجومية الأوروبية، قد نشهد هذا الموسم صعوده إلى القمة بين هدافي الدوري الألماني، وهو ما يمثل فخرًا كبيرًا لكرة القدم المصرية والعربية بشكل عام.

 

 

 

 

 إنجازات قد تتحقق وأحلام تنتظر

 

 

 

 

في النهاية، يمكن القول إن محمد صلاح وعمر مرموش يمثلان جيلاً جديدًا من اللاعبين المصريين الذين صنعوا بصمة واضحة على الساحة الأوروبية، صلاح، الذي يسعى ليصبح الهداف التاريخي للبريميرليغ، ومرموش الذي ينافس على لقب هداف البوندسليغا، يثبتان أن اللاعب المصري يمتلك القدرة على المنافسة في أكبر البطولات الأوروبية.

 

 

 

يتطلب الأمر الكثير من العزيمة والتفاني، إلا أن كلاً من صلاح ومرموش أثبتا أنهما يمتلكان هذه الصفات، ويبقي السؤال: هل ينجحان في تحقيق هذه الأحلام؟

 

 

 

إن تحقق هذه الإنجازات سيكون له تأثير كبير على تطور كرة القدم المصرية ومكانتها عالميًا، وسيعزز من صورة اللاعبين العرب في أوروبا، ويبقى الأمل معقودًا على أن يواصل كلا النجمين مسيرتهما نحو المجد، ليصبحا ليس فقط نجومًا على مستوى أنديتهما، بل أساطير في تاريخ كرة القدم العالمية.

Back to top button