تقارير

من الأضواء إلى الظلام.. إصابة مزمنة تجبر قائد شباب الأهلي على تعليق الحذاء

 

 

 

 

في عالم كرة القدم، نرى العديد من المواهب الشابة التي تسطع في السماء، قائد شباب الأهلي، وأحد أبرز المواهب الصاعدة، لكن القدر لعب دوره في تحديد نهاية مبكرة لمسيرته الكروية، بعد صراع طويل مع الإصابة والتهاب الركبة المزمن، أعلن كريم عثمان اعتزاله كرة القدم وهو في أوج شبابه.

 

 

 

 

بداية الرحلة

 

 

 

ولد كريم عثمان في عام 2003، وبدأ رحلته الكروية في صفوف النادي الأهلي، النادي الأكبر في إفريقيا، سرعان ما أثبت كريم نفسه كأحد أفضل لاعبي خط الوسط في فئته العمرية، حيث تميز بقدراته التكتيكية العالية ورؤيته الممتازة للملعب، ما جعله يلفت أنظار المدربين والجماهير على حد سواء، بدأ كريم مسيرته في قطاع الناشئين بالنادي الأهلي وتدرج في فرق الشباب حتى تم تصعيده إلى الفريق الأول تحت قيادة المدرب السويسري مارسيل كولر في أولى فتراته مع النادي، كان كريم بمثابة “المايسترو” الذي يقود وسط الملعب بهدوء وثقة، وبرزت موهبته في التمرير والسيطرة على الكرة.

 

 

 

الإصابة التي غيرت المسار

 

 

 

ولكن كما يحدث مع العديد من اللاعبين الشبان، جاءت لحظة تغير فيها كل شيء، إصابة في الركبة بدأت تطارد كريم عثمان وتؤثر على مستواه وأدائه، في البداية، كانت الإصابات طفيفة، لكن مع مرور الوقت، ازدادت حدة الألم وبدأت تؤثر على أدائه بشكل ملحوظ، تم تشخيص الإصابة على أنها تمزق في غضروف الركبة، وبعد محاولات متعددة للعلاج الطبيعي والعلاج الدوائي، اضطر كريم للخضوع لثلاث عمليات جراحية على مدار العامين الماضيين.

 

 

 

 

أجرى كريم عمليتين في غضروف الركبة، وواحدة في وتر الصابونة، بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها الجهاز الطبي للنادي الأهلي، إلا أن الإصابات كانت أقوى، حيث أدت العمليات إلى التهاب مزمن في الركبة منع كريم من العودة إلى الملاعب مرة أخرى، كل هذه المحاولات لم تكلل بالنجاح، مما جعل كريم يواجه أصعب قرار في حياته: الاعتزال.

 

 

 

 

المحاولات المستمرة للعودة

 

 

 

 

على مدار عامين، لم يكن كريم عثمان فقط يقاتل لاستعادة مستواه البدني، بل كان يحاول العودة ليكون جزءًا من حلمه الكبير: أن يكون لاعبًا رئيسيًا في صفوف الفريق الأول للنادي الأهلي، ومع كل عملية جراحية، كان الأمل يتجدد، وكانت المحاولات تتكثف من أجل العودة إلى الملاعب، لكنه كان يواجه تحديًا أكبر مع كل خطوة، مسؤولو الأهلي تواصلوا مع أفضل الأطباء المتخصصين في إصابات الركبة، حتى أنهم استعانوا بالدكتور النمساوي الشهير فليك لمتابعة حالة كريم، لكن للأسف، لم تكن الجهود كافية للتغلب على الآلام والإصابات المتكررة.

 

 

 

 

قرار الاعتزال

 

 

 

 

بعد محاولات شاقة وعدة انتكاسات طبية، قرر كريم عثمان تعليق حذائه وإعلان اعتزاله كرة القدم بنهاية الموسم، القرار لم يكن سهلًا على الإطلاق، سواء بالنسبة له أو لجماهير الأهلي الذين كانوا يرون فيه نجمًا مستقبليًا قادمًا، كريم، الذي كان يُنظر إليه كأحد القادة المحتملين للفريق، اختار الابتعاد عن الملاعب بعد أن أعطته كرة القدم كل شيء، إلا أنها في النهاية أخذت منه حلمه الأكبر، ومع ذلك، خرج كريم من هذا التحدي بروح قوية وشخصية ناضجة، وهو مستعد لخوض تحديات جديدة في حياته الشخصية والمهنية.

 

 

 

تأثير اعتزال كريم عثمان

 

 

 

 

اعتزال كريم عثمان لم يكن مجرد نهاية لمسيرة لاعب موهوب، بل كان درسًا قاسيًا لجميع لاعبي كرة القدم الشباب الذين يحلمون بالوصول إلى القمة، لقد أظهر كريم أن الإصابات هي جزء لا يتجزأ من مسيرة أي لاعب، وأن بعض التحديات قد تكون أكبر من الإرادة البشرية، بالنسبة للنادي الأهلي، فإن خسارة كريم في هذا السن المبكر هي ضربة قوية، خاصة أنه كان يعتبر مشروعًا مستقبليًا كبيرًا للنادي.

Back to top button