دوري أبطال اوروبا

«ذات الأذنين» ..الحلم الباريسي وذكريات إنتر ميلان في نهائي أسطوري بميونخ

في أجواء كروية أسطورية، يتزين ملعب “أليانز أرينا” بمدينة ميونخ الألمانية لاستقبال نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2024-2025، بين إنتر ميلان الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي، في مواجهة تقام مساء السبت عند الساعة العاشرة بتوقيت القاهرة.

تأتي هذه المباراة المرتقبة كأول مواجهة تجمع بين الفريقين في تاريخ البطولة، والثانية فقط بين نادٍ فرنسي وآخر إيطالي في نهائي دوري الأبطال، بعد مواجهة مارسيليا وميلان عام 1993، والتي أقيمت أيضًا في ميونخ وانتهت بفوز الفرنسيين بهدف دون رد.

المباراة تحظى باهتمام عالمي كبير، نظرًا لرغبة كلا الفريقين في كتابة فصل جديد من تاريخهما الكروي.

باريس سان جيرمان، أبناء حديقة الأمراء، يسعون لرفع الكأس ذات الأذنين للمرة الأولى، بعدما اقتربوا منها في نهائي 2020، قبل أن يخسروا أمام بايرن ميونخ.

حالة تأهب قصوى تسود الشارع الفرنسي، حيث وُعد بأن تكون الاحتفالات تاريخية على المستويين الشعبي والرسمي، مرورًا بموكب في شارع الشانزليزيه في حال تحقق اللقب المنتظر.

في المقابل، يأمل إنتر ميلان، الملقب بـ”الأفاعي”، في العودة لمنصة التتويج بعد غياب دام 15 عامًا، منذ آخر ألقابه في 2010 بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو

يدخل الفريق الإيطالي اللقاء بطموح التتويج الرابع في تاريخه، وسط تجهيزات لاحتفالات غير مسبوقة.

رحلة الفريقين نحو النهائي كانت مختلفة كليًا من حيث البدايات والاستمرارية:

باريس سان جيرمان بدأ البطولة بشكل متعثر، لكنه انتفض في الجولات الأخيرة من مرحلة الدوري، ليتأهل إلى الملحق بعد احتلاله المركز الخامس عشر، حيث سحق ستاد بريست الفرنسي بنتيجة 10-0 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.

في دور الـ16، خسر على أرضه أمام ليفربول، لكنه عاد وفاز بهدف نظيف في الأنفيلد، ليحتكم الفريقان إلى الأشواط الإضافية وركلات الترجيح التي ابتسمت للفريق الباريسي بنتيجة 4-1.

واصل باريس تألقه في ربع النهائي بتخطي أستون فيلا الإنجليزي بنتيجة 5-4 في مجموع المباراتين، ثم تجاوز عقبة أرسنال في نصف النهائي بنتيجة 3-1 ذهابًا وإيابًا، ليحجز مقعده في النهائي.

أما إنتر ميلان، فقدم أداءً أكثر استقرارًا منذ بداية البطولة. أنهى مرحلة الدوري في المركز الرابع، وتلقى خسارة وحيدة أمام باير ليفركوزن، كانت أيضًا الهدف الوحيد الذي سكن شباكه في تلك المرحلة.

تأهل إنتر مباشرة إلى دور الـ16 دون الحاجة لخوض الملحق، حيث واجه فينورد الهولندي وتفوق عليه بنتيجة 4-1.

وفي ربع النهائي، واجه بايرن ميونخ في واحدة من أكثر المواجهات ندية، لكنه نجح في العبور بنتيجة 4-3 في مجموع اللقاءين.

في نصف النهائي، خاض مباراتين مثيرتين أمام برشلونة الإسباني، وخرج فائزًا بنتيجة 7-6 في مجموع اللقاءين.

بتأهله إلى النهائي، أصبح باريس سان جيرمان ثالث فريق فرنسي يبلغ نهائي دوري الأبطال أكثر من مرة، بعد ريمس ومارسيليا.

كما فاز الفريق في 9 من آخر 11 مباراة في البطولة، وسجّل هدف التقدم في 7 من آخر 9 مباريات بجميع المسابقات.

من جانبه، يخوض إنتر ميلان النهائي السابع له في تاريخ دوري أبطال أوروبا، ويملك سجلًا حافلًا في النسخة الحالية، حيث فاز في 10 مباريات، وهو أكبر عدد من الانتصارات للفريق في موسم واحد على مستوى بطولات الاتحاد الأوروبي (يويفا).

كما لم يخسر إنتر سوى مباراة واحدة من آخر 14 في دوري الأبطال، وحقق سلسلة من 8 مباريات دون هزيمة، شملت 6 انتصارات وتعادلين.

وبحسب قوانين البطولة، ستُمدد المباراة لشوطين إضافيين في حال انتهت بالتعادل، وإذا استمر التعادل بعد الوقت الإضافي، يتم اللجوء إلى ركلات الترجيح.

وأسند الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” إدارة اللقاء للحكم الروماني شتيفان كوفاتش، الذي يتمتع بخبرة كبيرة على الساحة الأوروبية.

الفائز من المباراة سيحصل على بطاقة التأهل إلى كأس السوبر الأوروبي، حيث يواجه فريق توتنهام هوتسبير الإنجليزي، بطل الدوري الأوروبي لهذا الموسم.

بعيدًا عن المستطيل الأخضر، يشهد النهائي صراعًا من نوع خاص بين المدربين لويس إنريكي وسيموني إنزاجي، كلاهما يملك مسيرة كبيرة سواء كلاعب أو كمدرب، وخاضا من قبل نهائيات أوروبية كبرى.

ويطمح كل منهما لقيادة فريقه نحو المجد، حيث يسعى إنريكي لكتابة التاريخ مع باريس، فيما يأمل إنزاجي في استعادة أمجاد الإنتر وإنهاء الموسم بلقب طال انتظاره.

زر الذهاب إلى الأعلى