كأس العالم للأندية

معركة نيوجيرسي …الأهلي وبالميراس في صدام الذاكرة والثأر..فصل جديد من رواية لا تنتهي!

حينما تدق ساعة الحقيقة في ملعب “ميتلايف” بمدينة نيوجيرسي، لن يكون الأمر مجرد مباراة عابرة في دور مجموعات كأس العالم للأندية 2025.

بل سيكون إعادة إحياء لرواية كروية طويلة، أبطالها الأهلي المصري وبالميراس البرازيلي، والحكاية لم تنتهِ بعد. نحن أمام صراع ثقيل يتجاوز الأهداف والبطولات؛ نحن أمام معركة ثأر وكبرياء وتاريخ يتجدد.

القصة بين الأهلي وبالميراس بدأت منذ سنوات، وتحديدًا في 2021، حين أذاق الأهلي نظيره البرازيلي مرارة الهزيمة وانتزع منه برونزية كأس العالم للأندية، في واحدة من أكثر ليالي جماهير القلعة الحمراء فخرًا في العصر الحديث بعدها بعام واحد فقط، بالميراس عاد لينتقم، وفعلها في نصف نهائي نسخة 2022 بهدفين نظيفين في شباك الأهلي. الآن؟ الآن نحن أمام فصل ثالث.. ولكن بكل المقاييس، هذا الفصل مختلف تمامًا.

لم تعد الأسماء كما كانت، ولا التشكيلات تحمل نفس الطابع، حتى الخطط اختلفت.. ما بقي فقط هو شغف الانتصار، وجرح الكبرياء الذي لا يُشفى إلا بانتصار آخر.

الأهلي، نادي القرن في إفريقيا، يدخل المعركة هذه المرة بوجه مختلف، وبتغيير شبه كامل في جلده الكروي لا علي لطفي في حراسة المرمى، لا أيمن أشرف ولا رامي ربيعة في الدفاع، ولا حتى عمرو السولية أو علي معلول في الوسط. الجيل الذي صارع بالميراس قبل ثلاثة أعوام أصبح الآن ذكرى، باستثناء بعض العناصر التي بقيت كظلال الماضي تظهر في اللحظات الحاسمة.

حتى محمد مجدي “أفشة”، صانع ملحمة هدف القرن ضد الزمالك، لم يعد الرقم الأول في تشكيل الأهلي، وتحول لدور البديل. بينما طاهر محمد طاهر وحسين الشحات أصبحا أوراقًا رابحة، وليسوا أعمدة رئيسية أما من الخارج، فتغيّر القائد من بيتسو موسيماني إلى خوسيه ريبيرو، الإسباني الذي يحاول أن يكتب بداية جديدة مع بطل إفريقيا بطريقة 4-2-3-1 الأكثر توازنًا وقوة هجومية.

أما بالميراس؟ فالتغيير هناك أصبح عادة. الفريق الذي لعب أمام الأهلي في 2022 لم يعد موجودًا تقريبًا المدرب أبيل فيريرا واصل تطوره مع الفريق وتحول إلى استخدام طريقة 3-4-3، وغيّر ملامح الفريق كليًا، مع دمج مواهب جديدة مثل فيتور روكي العائد من برشلونة، والموهبة الرهيبة إستافيو القادم إلى تشيلسي قريبًا، بالإضافة إلى الساحر المخضرم فيليبي أندرسون، نجم لاتسيو السابق، الذي أصبح يلعب دور صانع اللعب خلف المهاجمين.

الفرق البرازيلية دائمًا تُجدد دماءها، تبيع وتشتري، ترسل شبابها إلى أوروبا وتعيد نجومها الكبار من القارة العجوز بالميراس الآن فريق أكثر مرونة، أكثر شراسة هجومية، وأكثر دهاء بقيادة أبيل فيريرا.

المثير في المشهد؟ أن اللقاء هذه المرة ليس مجرد صراع بين بطل إفريقيا وعملاق البرازيل، بل هو تحدٍّ مباشر بين الماضي والحاضر اختبار حقيقي لقدرة الأهلي على محو الذكرى الأخيرة، وإثبات أن العملاق المصري لا يعيش على أمجاد قديمة، بل هو دائمًا حاضر في الصورة، مهما تغيّرت الأسماء والوجوه.

وفي النهاية.. هناك حقيقة واحدة: في نيوجيرسي، الذكريات وحدها لا تكفي. من سيكتب الصفحة الجديدة في الرواية؟ من سيُجبر الآخر على حمل عبء الماضي؟

الإجابة؟ على عشب “ميتلايف”.. حيث تُكتب الفصول الحقيقية بعرق اللاعبين وصرخات المدرجات.

زر الذهاب إلى الأعلى