
عندما نتحدث عن أساطير كرة القدم، لا بد أن يقف اسما ليونيل ميسي وبيليه جنبًا إلى جنب، حتى وإن فرّق بينهما الزمن والقارات والمدارس الكروية واليوم، تقف أمريكا شاهدًا على واحدة من أروع المقارنات في تاريخ اللعبة، بين أسطورتين خطّ كل منهما سطور المجد بطريقته الخاصة على الأراضي الأمريكية.
ليونيل ميسي، منذ أن خطا بقدمه داخل ملاعب الولايات المتحدة بانضمامه إلى إنتر ميامي عام 2023، وهو يكتب تاريخًا جديدًا باسمه في الدوري الأمريكي خلال أول 60 مباراة خاضها مع فريقه الجديد، نجح “البرغوث” في تسجيل 49 هدفًا، وصناعة 23 هدفًا آخر، ليصل مجموع مساهماته التهديفية إلى 72 مساهمة، بمعدل مساهمة كل 66.7 دقيقة فقط — أرقام فلكية تؤكد أن حتى بعد الثلاثين، لا يزال ميسي يقدم كرة قدم من كوكب آخر.
على الجهة الأخرى من التاريخ، هناك الأسطورة البرازيلية بيليه، الذي خاض تجربة استثنائية أيضًا حين انتقل إلى نيويورك كوزموس عام 1975 وهو بعمر الـ34 عامًا، قادمًا من مجده الذهبي مع سانتوس والدوري البرازيلي وخلال أول 60 مباراة له مع النادي الأمريكي، أحرز 35 هدفًا وصنع 18، بإجمالي 53 مساهمة تهديفية، بمعدل مساهمة كل 101.6 دقيقة.
المدهش في هذه المقارنة أن كلا النجمين لم يعتمد بشكل كبير على ركلات الجزاء في تعزيز سجلاتهما التهديفية؛ إذ سجل كل منهما ركلتي جزاء فقط خلال أول 60 مباراة له في الملاعب الأمريكية.
في النهاية، يبقى ميسي وبيليه وجهين لعملة واحدة عملة المجد وبينما صنع بيليه بداية الحلم الكروي في أمريكا، جاء ميسي ليكمل هذه الأسطورة بحروف من ذهب، ويُعيد كتابة التاريخ على ملاعب الساحل الشرقي والغرب الأمريكي، لكن بأناقة “البرغوث” ولمساته الساحرة.