كأس العالم للأندية

ليونيل ميسي.. رسّام التمريرات الذهبية وصانع المجد في ملاعب العالم

 

 

في عالم تُقاس فيه كرة القدم غالبًا بعدد الأهداف، يخرج ليونيل ميسي من هذا القالب الكلاسيكي ليُعيد تعريف المتعة الكروية، ليس فقط بتسجيله للأهداف، بل بقدرته الاستثنائية على صناعتها. ميسي لم يكن يومًا مهاجمًا تقليديًا، بل كان دائمًا “العقل المدبر” في الملعب، الذي يرى ما لا يراه الآخرون، ويتحرك وفق منظومة خاصة لا تُشبه سواه.

منذ بداية مشواره الاحترافي في صفوف برشلونة عام 2004، وحتى لحظته الحالية بقميص إنتر ميامي مرورًا بمحطته الباريسية، قدم ميسي ما مجموعه 384 تمريرة حاسمة خلال 1108 مباراة مع الأندية والمنتخب الأرجنتيني. هذا الرقم وحده كافٍ ليضعه ضمن أعظم صُنّاع اللعب في تاريخ كرة القدم، إن لم يكن الأعظم على الإطلاق. فكل تمريرة لم تكن مجرد لمسة ذكية، بل كانت “قرارًا عبقريًا” يغيّر مجرى المباريات ويكتب فصولًا جديدة من الإنجازات الجماعية.

وبالنظر إلى أكثر اللاعبين الذين استفادوا من تمريرات ميسي، يتصدر القائمة النجم الأوروجوياني لويس سواريز، الذي تلقى منه 47 تمريرة حاسمة، تلاه نيمار بـ27 هدفًا، ثم مبابي بـ20 هدفًا، ما يعكس التفاهم الاستثنائي الذي جمع ميسي بزملائه عبر الأجيال.

ولم تكن تمريرات ميسي حكرًا على المهاجمين فحسب، بل استفاد منها المدافعون ولاعبو الوسط أيضًا، أمثال جوردي ألبا، جيرارد بيكيه، وأندريس إنييستا، الذين تلقوا تمريرات حاسمة حوّلوها إلى أهداف مؤثرة في مباريات حاسمة.

ما يُميّز ميسي ليس فقط كثافة الأرقام، بل كيف صنعت تمريراته لحظات خالدة في ذاكرة الجماهير. هو اللاعب الذي بقدمه اليسرى لا يمرر كرة، بل يرسم طريقًا نحو المرمى. هو اللاعب الذي لا يصنع هدفًا فقط، بل يصنع تاريخًا.

زر الذهاب إلى الأعلى