تقاريركورة إنجليزية

ليفربول ..صيف يُكتب في ذاكرة مشجعين “الريدز”

لم يكتفِ ليفربول هذا الصيف بالكلام عن الطموحات، بل صنع التاريخ بالفعل، النادي الذي عرفناه محافظًا على كل قرش، دفع 450 مليون جنيه إسترليني في سوق الانتقالات، محققًا أرقامًا قياسية جعلت الجميع يتحدث عن “الميركاتو الأحمر”.

الحدث الأبرز كان خطف السويدي ألكسندر إيزاك من نيوكاسل مقابل 125 مليون جنيه، في صفقة كسرت حاجز التوقعات، تبعتها أسماء لامعة مثل فلوريان فيرتز، جيريمي فريمبونغ، ميلوس كيركيز، وجيوفاني ليوني، مشهد يعكس تحوّلًا جذريًا في سياسة نادٍ طالما تغنّى بالانضباط المالي.

القوة المالية ليست وليدة الصدفة
للوهلة الأولى يبدو أن ليفربول تخلى عن حذره القديم، لكن الحقيقة أبعد من ذلك، النادي حصد الموسم الماضي ما يقارب 90 مليون جنيه من دوري الأبطال وحده، وأكمل المعادلة ببيع نجوم مثل لويس دياز وداروين نونيز، ليضيف إلى خزينته 260 مليون جنيه. هذه الموازنة بين القادمين والراحلين والصادر والوارد منحت الإدارة حرية كبيرة للتحرك في السوق.

الثقة قبل المال
تجديد عقد محمد صلاح حتى 2027 لم يكن مجرد توقيع، بل إعلان نوايا: “هذا النادي مستمر في المنافسة، ونحن جزء من هذا الحلم” و إشارة مبكرة إلى أن المشروع أكبر من مجرد أسماء، فان دايك سار على نفس النهج، مؤكدًا أن اللاعبين الكبار يثقون بالإدارة وبقدرتها على صناعة فريق قادر على المنافسة لسنوات قادمة.

رهانات الموسم الجديد
الهولندي آرني سلوت خرج من الميركاتو تقريبًا مع كل ما أراده، بينما تعثرت صفقة مارك غويهي في اللحظة الأخيرة، لكن الصورة النهائية واضحة: فريق متكامل، مليء بالنجوم، وجاهز لكتابة فصول جديدة في الدوري ودوري الأبطال.

المخاطرة.. جزء من اللعبة

المالكون الأميركيون، مجموعة “فينواي”، فتحوا خزائنهم على مصراعيها بعد سنوات من الحذر، لكنهم يدركون أن المخاطرة كبيرة، وأن العوائد مرهونة باستمرار ليفربول في قمة أوروبا والدوري الإنجليزي، كل مباراة، كل هدف، كل بطولة ستحدد ما إذا كان هذا الصيف مجرد فصل رائع أم بداية عصر ذهبي.

خليل فحجان

صحفي وكاتب فلسطيني، أؤمن أن الرياضة ليست مجرد منافسة داخل الملعب، بل مساحة للهوية، للحرية، ولرواية حكايات الشعوب، أكتب عن الرياضة الغزّية كجزء من النبض الإنساني، حيث تتحول المباريات إلى رسائل صمود، والأهداف إلى شهادات بقاء، هدفي أن أنقل صوت الرياضيين الفلسطينيين إلى العالم، وأن أكتب الرياضة كقصة حياة لا كأرقام فقط.
زر الذهاب إلى الأعلى