تعيش إدارة برشلونة حالة كبيرة من التخبط خلال الآونة الأخيرة، وتحديدًا بعد الهزيمة القاسية التي تعرض لها البلوجرانا بقيادة المدرب السابق كيكي سيتين على يد نظيره بايرن ميونيخ بثمانية أهداف مقابل هدفين في ربع نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا.
وتحاول إدارة الكتلان الفترة الحالية تصحيح المسار، من خلال إصلاح الأوضاع داخل النادي، فكانت البداية برحيل كيكي سيتين المدير الفني للفريق الكتالوني بعد 8 أشهر من تولي مهام تدريب الفريق.
ثم أعلن جوسيب بارتوميو، رئيس نادي برشلونة، إستعداد كومان مدرب الطواحين الهولندية، ولاعب برشلونة السابق، من أجل العودة إلى أرضية ملعب كامب نو ليكمل المهمة خلفًا لسيتين، حيث ينتظره عقد لمدة عامين مع الفريق الكاتالوني.
اقرأ أيضا : رئيس برشلونة : ميسي قائد مشروع كومان و حان الوقت لخروج بعض كبار اللاعبين
يمتلك المُدرب الهولندي الخبرة الكبيرة حيث نجده بدأ مسيرته بالعمل كمدرب مساعد في منتخب هولندا، ثم في فريق برشلونة، وسبق له تدريب كل من أندية فيتيس أرنهيم وأياكس أمستردام وإيندهوفن وألكمار وفينورد في هولندا، وبنفيكا في البرتغال.
وخاض الهولندي تجربة الدوري الإنجليزي مع ساوثهامبتون وإيفرتون، وفي أسبانيا وقاد فالنسيا أيضاً في الفترة بين نوفمبر 2007 وإبريل 2008.
ألقاب كومان كمدرب لا تملئ جعبته بالمقارنة مع سجله المُلِم بالتجارب، فخلال مسيرته حقق لقب الدوري الهولندي 3 مرات مرتين مع أياكس أمستردام ومرة مع فينورد، وحقق لقب كأس هولندا مرة مع أياكس أمستردام، ولقب كأس ملك إسبانيا مرة مع فالنسيا، وكأس السوبر البرتغالي مرة مع بنفيكا
وبالإنتقال إلي سجلاته في دوري أبطال أوروبا، نجد أن أفضل إنجازاته كان التأهل لدور ربع النهائي في موسمين مختلفين الأول موسم 2005/ 2006 مع بنفيكا وخسر حينها من برشلونة بهدفين دون رد في مجموع المبارتين، كما وصل لنفس الدور مع إيندهوفن في الموسم التالي وخسر الفريق أمام ليفربول بأربعة أهداف دون رد في مجموع المبارتين.
وخاض كومان في دوري الأبطال إجمالاً 56 مُباراة، فاز في 15 منها، وتعادل في 20، وخسر 21 مُباراة، وذلك خلال مُشاركاته كمُدرب من أياكس أمستردام وبنفيكا وإيندهوفن وفالنسيا وألكمار.
أما في الدوري الإسباني فقد خاض كومان 23 مُباراة مع فالنسيا في موسم 2007/ 2008، كانت نتائج الفريق معه كارثية حيث فاز في 5 مُباريات فقط، وتعادل في 6 مُباريات، وخسر 12 مُباراة.
آخر التجارب التدريبية للهولندي كومان، كانت مع منتخب بلاده الذي قدر فيها على تجاوز خيبة عدم التأهل لكأس العالم 2018 في روسيا، بالتأهل لنهائي الدوري الأوروبي الذي خسره أمام البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو لاعب يوفنتوس الحالي.
كما تأهل مع المُنتخب ليورو 2020 التي تأجلت للعام المقبل بسبب كورونا بعد أن خلفًا لجاره الألماني في المجموعة التي ضمتهما، بجانب كل من أيرلندا الشمالية وبيلاروسيا وإستونيا، وحقق المُنتخب 6 انتصارات وتعادل وحيد وهزيمة واحدة.
على صعيد متصل، يحظى كومان بشخصية قوية وحاسمة مما سيعالج ذلك الكثير من الازمات مستقبلًا داخل صفوف الفريق، وسيجعل الكل على نسق واحد في المعاملة وفرض النظام على الجميع كما هو معروف عن أسلوبه بالصرامة.
وأيضًا يتسق الهولندي كومان مع نفس الفلسفة الهجومية لبرشلونة، ويتبع نفس الأسلوب الهجومي البحت مع بعض التحفظات الدفاعية والتي ستحسن كثيرًا من أزمات دفاع البلوجرانا، فقد عمل كومان تحت يد كرويف بحقبته التاريخية مع برشلونة ودرب أياكس بعدها بنفس الأسلوب وحتى الان يتبع الكثير من أساليبه، وهذا سيقرب المسافات كثيرًا مع لاعبي الفريق عندما يتولى المسئولية، وسيزيد الانسجام والتعود على الطريقة الجديدة للمدرب، وبالتالي سيدخل فريق برشلونة قويًا وبشكل مختلف منذ بداية الموسم.
