الزمان، السادس من ديسمبر من العام 2014، المكان القاهرة تحديدًا “ستاد القاهرة”، الحدث نهائي بطولة الكنفيدرالية الأفريقية بين النادي الأهلي المصري و سيوي سبور الإيفواري، البطل عماد متعب، والباقي أنت تعرفه جيدًا.
كما تعلمون، النادي الأهلي كان يعيش في عصر الغابة، محتلًا لأدغال القارة، فاز بدوري أبطال أفريقيا 2005، 2006، 2008، 2012، 2013. ولكن تلك البطولة كانت لها مذاقها الخاص، حيث كان التتويج الأول للأهلي ولأي فريق مصري بكأس الكونفدرالية، كذلك التواجد قبل الأخير للفريق الأحمر على منصات التتويج في إفريقيا، حتى أن تلك البطولة كانت نهاية حقبة الجيل الذهبي و مرحلة بناء شخصية جديدة.
لم يكن الكيان الأحمر يعرف ماهية البطولة التي كان يشارك فيها للمرة الأولى مذ أعلن الاتحاد الإفريقي المزج بين بطولتي كأس الاتحاد الإفريقي وأبطال الكؤوس تحت مسمى “الكونفدرالية”.
رأس متعب تلك الليلة في الدقيقة الخامسة والتسعون و ثلاثة و عشرون ثانية التي يقدسها جمهور النادي الأهلي تلك، لم يكن الهدف الأول للمارد +90، فالفريق وصل إلى مرحلة المجموعات بهدف لأحمد رؤوف في الدقيقة 95 في شباك الدفاع الحسني الجديدي.
مدرب جديد و لكنه مؤقت، فتحي مبروك يقود الأهلي بعد محمد يوسف، خاض فتحي 3 مباريات فقط من دور المجموعات، فوز على نكانا 2-0 في بتروسبورت ثم التعادل مع النجم الساحلي 1-1 في سوسة، قبل أن يودع الفريق بتعادل جديد مع سيوي سبورت 1-1 في كوت ديفوار.
ومن بعده إلى نهاية البطولة كان الإسباني خوان كارلوس جاريدو، وفاز على سيوي سبورت 1-0 وخسر من نكانا في زامبيا بنفس النتيجة وتأهل لنصف النهائي في الصدارة بالتعادل مع النجم 0-0.
الأهلي يواجه القطن الكاميروني، شيء من الحنين للماضي، المارد فاز ذهابًا بنتيجة 1-0 ثم عاد للفوز بالقاهرة بنتيجة 2-1، ليضرب موعدًا من جديد مع الصاعد معه من نفس المجموعة فريق سيوي سبور الإيفواري.
وسط ظروف صعبه، وكم كبير من استغناءات جاريدو، إصابة عمرو جمال و جدو، غياب شريف إكرامي الحارس الأساسي آنذاك، و كذلك نجم الفريق محمود حسن تريزيجيه للإيقاف.
خسر المارد الأحمر بنتيجة 2-1 في ساحل العاج، و كان من سجل هدف الأهلي الوحيد هو تريزيجيه، كان الهدف الأول له في أي بطولة قارية مع الأهلي.
في القاهرة، كان الفريق الإيفواري هو الأخطر و الأقوى، كان صاحب 8 تسديدات على المرمى، كان القائم حليمًا بالأهلي، كان سيوى هو الأكثر خطورة على غير المتوقع.
الشوط الأول ينتهي، والحلم يبدأ في التلاشي أمام واقعية رجال الفريق الإيفواري، يبدأ الشوط الثاني بنفس السنياريو ولكن الأهلي يحاول بداية شراسته، جاريدو يكثف أسلحته الهجومية بإشراك محمد فاروق و عبدالله السعيد بدلًا موسى يدان و محمد نجيب، لعل ذلك يأتي بالحل المنتظر.
الدقائق التسعين تنقضي، الحكم يحتسب ست دقائق كوقت بدل ضائع، بدأت الهجمة من تسلل احتسب على سيوي سبورت تم تنفيذه سريعا، في لقطة كسرت ملل رتم لعب الأهلي طوال المباراة.، حتى وصلت الكرة الل عبدالله السعيد سريعًا فريق سيوى يدافع ، دكته تعطي ظهرها وتدفن الرؤوس بين الأيدي، الأنفاس كلها محبوسة بين نصف ينتظر انقضاء الدقيقتين ونصف المتبقيتين، ونصف آخر ينتظر أن يحملا الجديد قبل انقضائهما.
وليد سليمان يرفع الكرة، متعب يرتقي، ثم يتحرك كل شيء بالتصوير البطيء، يلمس العمدة الكرة برأسه لتتهادى إلى يسار حارسهم، يلمسها برأسه وينطلق فرحًا دون أن ينتظر، تستقر في الشباك فيلامس الجميع السماء، وتحل الكارثة على الإيفواريين، النصف الاحمر في العاصمة يعانق الأحلام، وهناك في أدغال أفريقيا لا يصدقون ما حدث.
متعب سجل 29 هدفا في البطولات الإفريقية للأهلي، لكنه اختار هذا الهدف ليكون الأغلى في مسيرته ورغم أنه كان مهاجم منتخب مصر في 3 كؤوس أمم إفريقيا توج بها الفراعنة.
الأهلي بهذا الهدف بات أول فريق يتوج بدوري الأبطال وكأس الكونفدرالية في عامين متتاليين، قبل أن يحقق مازيمبي نفس الإنجاز.