كتب – محمود صبري
“تتويج أحمد الجندي بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس 2024 كانت اللحظة الأسعد في حياتي، فعند وصوله لخط النهاية سقط مغشية على الأرض من أثر الفرحة، ها قد تحقق حلمه الذي لطالما سعى من أجله”.
بهذه العبارة المؤثرة استهلت لاعبة الخماسي الحديث سابقًا وخطيبة البطل المصري أحمد الجندي المتوج بذهبية دورة الألعاب الأولمبية باريس عام 2024 مريم عامر – ذات الـ 22 عامًا – والتي تدرس في إحدى كلية الطب، حوارها تعليقًا على اعتلاء الجندي أو الجُندي – على حد تعبيرها منصات التتويج الأولمبية.
وكان البطل المصري أحمد الجندي حامل فضية طوكيو قبل ثلاث سنوات، والمتوج بذهبية أولمبياد الشباب في بوينوس أيرس عام 2018 قد أهدى مصر ذهبيتها الأولى، في مسابقة الخماسي الحديث في دورة الألعاب الأولمبية باريس بتحطيمه الرقم القياسي العالمي بعدما سجل 1555 نقطة، متفوّقاً على الياباني تايشو ساتو الذي سجّل 1542 والإيطالي جورجو مالان الذي سجل 1536.
وتصدر اسم مريم عامر خطيبة الجندي مواقع التواصل الاجتماعي بعدما وثَّقت عدسات الكاميرات عينيها وهي تنظر لأحمد الجندي نظرة ثاقبة يتخللها الفخر وبعيون تتألق كالنجوم وهي تراقبه أثناء تتويجه على المنصة الأولمبية وهو يتلألأ ذهبًا.
وفي صدد الحديث عن مريم عامر وتصدرها التريند كان لـ كورة نيو هذا الحوار معها والتي كشفت من خلاله عن إنجازتها مع الرياضة وسبب اعتزالها مبكرًا والإشارة إلى الصعوبات التي واجهت أحمد الجندي في طريقه نحو الذهب الأولمبي والعديد من الأمور الأخرى.
من هي مريم عامر وإنجازاتها مع الخماسي الحديث
“أدرس حاليًا في كلية الطب جامعة عين شمس منذ عام 2020، واحتفلت بخطبتي على البطل المصري أحمد الجندي في نوفمبر 2023، وإحدى أبطال العالم في هذه اللعبة، إذ استهليت مشواري مع الخماسي الحديث مطلع عام 2014، وحصلت على الميدالية الفضية في منافسات التتابع المختلط في بطولة العالم للكبار للخماسي الحديث التي استضافتها مصر 2017، وحصلت على المركز الأول في تصنيف YOG في الخماسي الحديث عام 2018، إضافة لاحتلالي المركز الأول في المبارزة محليًا تحت 17 سنة، وكنت مؤهلة للمشاركة في بطولة العالم في الأرجنتين عام 2018”.
“في عام 2014 تم اختياري كعضو للمنتخب القومي للخماسى الحديث، و في عام 2020 كسفيرة دولية لتمثيل الاتحاد الدولي للخماسي الحديث في مهرجان الشباب الدولي، إضافة لتحقيقي كم هائل من البطولات والمراكز متقدمة مع رياضات (السلاح، السباحة، الفروسية)، سعيدة بما حققته خلال مسيرتي مع الرياضة وأركز حاليًا على دراستي الجامعية”.
إنجازات استثنائية فلماذا الاعتزال في سن مبكر؟
“تعرضي لإصابة قوية بخلع في الكتف هو سبب اعتزالي الخماسي الحديث، ومن ثم جاء قرار ارتداء الحجاب وهو ما سبب صعوبة بالغة في الاستمرار مع اللعبة، كون السباحة فرع من فروع منافسات الخماسي الحديث، وبالطبع لا يمكنني السباحة بالحجاب، ومن هنا اتجهت لممارسة رياضة السلاح بشكل منفرد، ولم أعتزل الرياضة بشكل نهائي وأزعم العودة لممارسة سيف المبارزة عن قريب، وعن الخماسي الحديث فيكفي أنه كان السبب الأساسي في تعرفي على أحمد الجندي والذي يعد بالنسبة لي نقطة مضيئة لمعت خلال مشواري مع الرياضة.”.
كيف كان طريق الجندي نحو الذهب؟
“نجاح الجندي لم يكن وليد الصدفة أو نتاج يوم وليلة، بل إنه إنجاز تحقق نتيجة صبر ومثابرة على مدار السنوات، أحمد ضربته الإصابات المتكررة منذ أن كان في العاشرة من عمرها حين أصيب في حادث سبب له كسور قوية في جسده ورغمًا عن ذلك قاوم الإصابات وتوج بالبطولات بمختلف المنافسات التي شارك بها في مرحلة الشباب”.
“قبيل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو قبل ثلاث سنوات كان الجندي قد تعرض لإصابة قوية في منطقة الكتف وعلى الرغم من ذلك لم يرفع راية الاستسلام وكافح وعانى الأمرين حتى تمكن من العودة سريعًا إلى مستواه الفني والظفر بميدالية فضية تاريخية لمصر”.
“بعدما حقق الجندي الفضة في أول مشاركة أولمبية له لم يكن راضيًا تمامًا عن نفسه، نعم لقد ظهر بالذهب في أولمبياد الشباب وكان مصنفًا أول على العالم آنئذ، وكان سعيدًا برفع العلم المصري في المحافل الدولية ولكن الحلم الذي كان يراوده هو تحقيق الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية والتي يشاهدها العالم أجمع، وقبل شهرين من بطولة العالم في أنقرة، أصيب الجندي بخلع في الكتف، على غرار ما حصل معه قبل أولمبياد طوكيو عندما حلّ وصيفًا، وكأن الإصابات تمثل بالنسبة له حافز على تحقيق المستحيل، وهو الشئ الذي حققه، فمن رحم الإصابات كان الذهب والذي يعد الظفر به إنجازًا عظيمًا سيظل محفورًا في أذهان المصريين للأبد”.
دور الأسرة في حياة الجُندي المحارب
“كانت والدة الجندي ووالده يصطحبانه في طفولته إلى مجمع السباحة لأنه كان يعاني من الحساسية وأوصاه طبيبه بالبدء في السباحة لتحسين تنفّسه، لقد لعبنا دورًا كبيرًا فيما هو عليه الآن من نجاح، رفقة أخيه محمد وأخواته البنات، جميع افراد الأسرة حقًا كان لهم الفضل الأول بعد الله في نجاح الجندي رياضيًا، الجندي الذي اتخذ الرياضة طريقًا لتحقيق المجد ووفق بين حياته الدراسية مع الهندسة من جهة و الخماسي الحديث من وجهة أخرى دون أن تؤثر إحداهما على الأخرى، إنه بطل استثنائي ومصدر فخر لنا جميعًا”.