تقاريركورة إنجليزيةمنتخبات وبطولات وديه

بين نجاح الأندية وتحدي المنتخب الإنجليزي.. هل ينجح توخيل في كسب الرهان؟

 

 

 

عندما نتحدث عن كرة القدم، فإن اسم توماس توخيل يبرز كواحد من أبرز الأسماء في عالم التدريب الحديث، مدرب يتميز بأسلوب تكتيكي معقد، وشخصية صارمة وقيادية جعلته يحقق نجاحات كبيرة في مشواره مع أندية أوروبية كبرى، ولكن اليوم، يبدو أن العالم على أعتاب مرحلة جديدة في مسيرته التدريبية بعد أن أعلنت إنجلترا تعيينه كمدير فني لمنتخبها الوطني، القرار الذي أثار الجدل بين عشاق اللعبة، بين من يتوقع له النجاح في قيادة الأسود الثلاثة إلى المجد ومن يرى التحديات الكبرى التي قد تواجهه.

 

 

توماس توخيل لم يكن مجرد مدرب نادٍ عادي؛ إنه واحد من أكثر المدربين المبدعين في الساحة العالمية، فماذا يعني تعيينه كأول ألماني يقود المنتخب الإنجليزي؟ وهل سيتمكن من تكرار نجاحاته السابقة على الساحة الدولية مع منتخب يحتاج إلى لمسات تكتيكية فريدة ليصل إلى القمة؟ تلك الأسئلة تشغل بال عشاق الكرة، ومحبي المنتخب الإنجليزي الذين ينتظرون بفارغ الصبر معرفة ما إذا كان توخيل هو الرجل المناسب للمرحلة المقبلة.

 

شاهد أيضًا: رسميا.. توماس توخيل مديرا فنيا لمنتخب إنجلترا

 

توماس توخيل

 

توماس توخيل.. الرجل المناسب في الوقت المناسب؟

 

منذ أن بدأت مسيرته التدريبية، أثبت توماس توخيل قدرته على تحقيق النجاح في أندية من مختلف الثقافات والدوريات، سواء في ألمانيا مع بوروسيا دورتموند، أو في فرنسا مع باريس سان جيرمان، أو في إنجلترا مع تشيلسي، وأخيراً مع بايرن ميونخ، استطاع توخيل فرض أسلوبه التدريبي الخاص وقيادة الفرق إلى ألقاب محلية وقارية، ولكن قيادة منتخب وطني مثل إنجلترا ليس بالمهمة السهلة، فالضغوط هنا ليست فقط من المشجعين، بل من التاريخ الذي يحوم حول هذا الفريق الذي يتوق لتحقيق الألقاب منذ فترة طويلة.

 

التحديات التي تنتظر توخيل مع منتخب إنجلترا

 

على الرغم من السجل التدريبي المبهر لتوخيل، إلا أن التحديات التي سيواجهها مع المنتخب الإنجليزي ليست قليلة، إنجلترا تمتلك جيلاً رائعاً من اللاعبين مثل هاري كين، فيل فودين، بوكايو ساكا، وديكلان رايس، ولكن الوصول إلى مرحلة التتويج يحتاج إلى أكثر من مجرد المواهب، الفريق يعاني منذ سنوات في تحقيق الانسجام المطلوب في اللحظات الحاسمة، كما أنه يعاني من ضغوط الإعلام والجماهير التي تنتظر كل خطوة من خطواته.

 

إحدى التحديات الكبرى التي قد تواجه توخيل هي التكيف مع عقلية التدريب الدولي، كرة القدم الدولية تختلف بشكل كبير عن الأندية، حيث لا يمتلك المدرب الوقت الكافي للتدريب المكثف أو لتطبيق أفكاره التكتيكية بشكل يومي مع اللاعبين، كما أن إقامة البطولات الكبرى مثل كأس العالم أو كأس أمم أوروبا تعتمد على الأداء في عدد قليل من المباريات، مما يعني أن كل قرار يتخذه المدرب سيكون له تأثير كبير وفوري.

 

توخيل والجانب التكتيكي.. هل يستطيع إحداث الفارق؟

 

إذا كان هناك شيء يجمع عليه الخبراء، فهو أن توخيل يمتلك ذكاءً تكتيكيًا فريدا، طريقة اللعب التي يتبعها تعتمد على الضغط العالي، التحولات السريعة من الدفاع إلى الهجوم، واستغلال المساحات بطريقة فعالة، هذه السمات قد تكون ما يحتاجه المنتخب الإنجليزي الذي يعتمد غالبًا على القوة البدنية واللعب المباشر، لكن السؤال هنا، هل يستطيع توخيل تكييف أسلوبه التكتيكي مع منتخب إنجلترا؟ وهل سيمنحه اللاعبون القدرة على تطبيق خططه بنفس الدقة التي رأيناها في أندية مثل تشيلسي أو باريس سان جيرمان؟

 

في تجربته مع تشيلسي، نجح توخيل في بناء فريق قوي من الناحية الدفاعية والهجومية في وقت قصير، وقاد البلوز للفوز بدوري أبطال أوروبا 2021 بعد أن تغلب على فرق عملاقة، إذا استطاع توخيل تكرار هذا الإنجاز مع منتخب إنجلترا، فسيكون ذلك نقلة نوعية للفريق الذي يعاني من عدم تحقيق البطولات الكبرى منذ عام 1966.

 

السجل التدريبي لتوخيل.. رحلة مليئة بالألقاب

عندما نلقي نظرة على الأرقام التي حققها توخيل في مسيرته التدريبية، نجد أن المدرب الألماني لم يكن مجرد مدرب عابر في الأندية التي عمل بها، خاض 608 مباريات مع 6 أندية، فاز بـ 356 منها، وهو سجل يعكس مدى قدرته على تحقيق الانتصارات والتفوق على المنافسين، إذا نظرنا إلى الأندية التي دربها توخيل، سنجد أن إنجازاته الكبرى كانت مع بوروسيا دورتموند وباريس سان جيرمان وتشيلسي وبايرن ميونخ.

مع بوروسيا دورتموند، تمكن من تحقيق لقب كأس ألمانيا في موسم 2016-2017، وهي بطولة تعكس قوة الفريق الألماني تحت قيادته، ومع باريس سان جيرمان، أضاف توخيل إلى رصيده 6 بطولات، منها الدوري الفرنسي مرتين وكأس فرنسا وكأس الرابطة، ومع تشيلسي، حقق توخيل أعظم إنجازاته بالفوز بدوري أبطال أوروبا 2021، وهو الإنجاز الذي رفع أسهمه بشكل كبير في عالم التدريب.

 

توماس توخيل

 

توخيل والمدربين السابقين لإنجلترا.. هل يتفوق على إريكسون وكابيلو؟

 

قبل توخيل، قاد منتخبات إنجلترا مدربان أجنبيان، السويدي سيفين جوران إريكسون والإيطالي فابيو كابيلو، كلاهما قدم مستويات جيدة مع الفريق ولكنهما فشلا في تحقيق البطولات الكبرى التي تنتظرها الجماهير، إذا أراد توخيل النجاح، يجب أن يتفوق على هذين المدربين، ليس فقط في الأداء، ولكن في القدرة على تحقيق البطولات.

 

إريكسون وكابيلو واجها نفس التحديات التي سيواجهها توخيل، الضغط الإعلامي الكبير، والجماهير التي لا ترضى بأقل من الفوز، لكن توخيل يمتلك ميزة تكتيكية قد تميزه عن السابقين، وهي قدرته على التكيف السريع مع مختلف الظروف والأوضاع، وهي ميزة قد تجعله قادرًا على إحداث التغيير المطلوب.

 

ماذا بعد؟ هل سنرى إنجلترا بطلة تحت قيادة توخيل؟

 

في النهاية، يمكن القول إن توماس توخيل هو إضافة قوية لمنتخب إنجلترا، ولكن النجاح ليس مضمونًا في كرة القدم، هناك عوامل عديدة تلعب دورًا في تحقيق البطولات الكبرى، منها التوفيق، والجاهزية البدنية والذهنية، وكذلك القدرة على التعامل مع الضغوط، ومع ذلك، فإن توخيل يمتلك كل المقومات ليقود إنجلترا نحو تحقيق إنجاز تاريخي، وإذا استطاع توظيف مهاراته التكتيكية بالشكل الصحيح، فقد نرى الأسود الثلاثة تتوج بلقب طال انتظاره.

الأسئلة المطروحة الآن تدور حول مدى قدرة توخيل على التكيف مع البيئة الدولية، هل يستطيع المدرب الألماني تحقيق النجاح الذي لم يستطع مدربون سابقون مثل إريكسون وكابيلو تحقيقه؟ الوقت وحده سيخبرنا، ولكن المؤشرات الأولية تشير إلى أن توخيل سيكون له دور كبير في تحديد مصير المنتخب الإنجليزي في السنوات المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى