
عندما يتواجه الأهلي والزمالك في أي زمان أو مكان، فإن الإثارة والتشويق يكونان حاضرين بقوة، ولكن حينما تأتي هذه المواجهات في شهر رمضان، فإنها تكتسب طابعًا خاصًا، حيث تمتزج الأجواء الروحانية للشهر الفضيل مع الصراعات التاريخية بين القطبين، ما يجعل المباريات أكثر سخونة، والتنافس أكثر شراسة. على مدار العقود الماضية، شهدت الملاعب المصرية 14 مواجهة بين الأحمر والأبيض خلال الشهر الكريم، حُفرت تفاصيلها في ذاكرة الجماهير، بعضها حُسم بأهداف قاتلة، وأخرى انتهت بتعادلات مثيرة، لكن جميعها حملت قصصًا لا تُنسى.
البداية من 1957.. عندما ضرب “الضظوي” أولى العلامات
بدأت المواجهات الرمضانية بين القطبين في 7 أبريل 1957، حين تفوق الأهلي على الزمالك بهدفين نظيفين حملا توقيع السيد الضظوي، ليعلن الأحمر عن تفوقه المبكر في تلك المواجهات. بعدها بثماني سنوات، وتحديدًا في 29 يناير 1965، كان اللقاء أكثر اشتعالًا، حيث انتهى بالتعادل 2-2، في مباراة تألق فيها الأسطوري حمادة إمام وسجل هدفًا رائعًا للزمالك، بجانب عمر النور، بينما سجل للأهلي محمود السايس ورفعت الفناجيلي.
الزمالك يرد بقوة في الثمانينيات
بعد أكثر من 20 عامًا، عاد الفريقان لمواجهة بعضهما في رمضان، وكان الزمالك هذه المرة هو صاحب الكلمة العليا، حيث فاز على الأهلي بنتيجة 2-1 في 26 مايو 1985، بفضل هدفي طارق يحيى وكوارشي. ورغم تفوق الزمالك في هذه الحقبة، عاد الأهلي في رمضان 1993 ليثأر عبر هدف وحيد سجله محمد رمضان، ليحسم المواجهة لصالح المارد الأحمر.
الألفية الجديدة.. الأهلي يضرب بقوة والزمالك يحاول الصمود
مع دخول الألفية، زادت سخونة المواجهات الرمضانية بين الفريقين، وكانت أبرزها في 2001 حين قاد حازم إمام الزمالك لانتصار مثير 2-1، ليعود الزمالك ويفوز مرة أخرى في 2003 بهدف جمال حمزة، قبل أن يرد الأهلي بقوة في نوفمبر 2004 بانتصار تاريخي 4-2، في مباراة تألق فيها محمد أبوتريكة بتسجيله هدفين، بجانب هدفي جيلبرتو وعماد متعب.
وفي 2005، أضاف الأهلي انتصارًا قاريًا غاليًا على حساب الزمالك في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا بثنائية لمحمد بركات، ليواصل الأحمر تفوقه الرمضاني، والذي استمر في 2007 بهدف لا يُنسى لمحمد أبوتريكة، ثم في 2012 برأسية حاسمة لأبوتريكة مرة أخرى، أعادت للأذهان تفوق الأهلي في المواجهات الحاسمة خلال الشهر الفضيل.
الزمالك يعود للتعادل والأهلي يحسم المواجهات الأخيرة
رغم تفوق الأهلي، تمكن الزمالك من فرض التعادل في مواجهات 2008 و2013 بدوري أبطال أفريقيا، حيث انتهت المباراتان بنتيجة 2-2 و1-1 على التوالي، ليُثبت الأبيض أنه لا يزال منافسًا عنيدًا، حتى وإن كانت الأرقام تميل للأحمر.
وفي آخر المواجهات الرمضانية، عاد الأهلي ليؤكد تفوقه في 2021 بالفوز مرتين على الزمالك، الأولى بنتيجة 2-1 بثنائية محمد شريف، والثانية كانت تعادلًا إيجابيًا 1-1، لكنه كان كافيًا للحفاظ على الهيمنة الحمراء في الشهر الكريم.
رمضان.. شهر الصيام والمباريات الحاسمة
لم تكن مواجهات الأهلي والزمالك في رمضان مجرد مباريات عادية، بل كانت دائمًا تحمل أجواءً خاصة، فالصيام يضع اللاعبين أمام تحدٍ بدني إضافي، لكن الحافز الجماهيري والتنافس التاريخي كانا دائمًا الدافع الأكبر لتقديم أفضل ما لديهم. ومع كل مواجهة جديدة في هذا الشهر الكريم، يتجدد الصراع الأزلي بين الأحمر والأبيض، لتُضاف صفحة جديدة في كتاب المنافسة الأبدية بين عملاقي الكرة المصرية.