
عرف سيريل كارير كونه أحد المدربين الفرنسيين المتخصصين في تطوير المواهب الشابة، عمل مسبقا في أكاديمية باريس سان جيرمان الشهيرة، يمتلك خبرة طويلة في تدريب الناشئين وصقل مهارات اللاعبين الشباب، ويساهم بشكل كبير في تأهيلهم للعب مع الفريق الأول.
وحرص كورة نيو على اجراء حوار صحفي مع سيريل كارير مدرب أكاديمية باريس سان جيرمان السابق للحديث عن منافسات الفريق في كأس العالم للأندية.
وإلى نص الحوار:-
كيف ترى مجموعة باريس سان جيرمان التي تضم أتلتيكو مدريد، بوتافوغو وسياتل ساوندرز؟
إنه مجموعة تضم ثقافات كروية مختلفة، وهذا أمر مثير للاهتمام بالنسبة للباريسيين بعد لقبهم، حيث يواجهون كرة قدم مختلفة، وعلى قارة أخرى أيضًا. وتُعد هذه البطولة وسيلة دولية لإبراز الإنجاز الكبير في دوري الأبطال، والتأكيد على أن باريس ليس موجودًا هناك بالصدفة.
هل تعتقد أن هناك صعوبة خاصة في مواجهة الأندية الأمريكية أو اللاتينية بسبب أسلوب لعبهم أو لياقتهم البدنية؟
لا توجد صعوبة خاصة، خصوصًا أن لويس إنريكي وجهازه الفني ولاعبيه يتعاملون مع كل خصم بالاحترام والتواضع اللازمين، وقد رأينا في المباراة الأولى أن الباريسيين حافظوا على حيويتهم ورغبتهم رغم الحرارة.
هل تعتقد أن الفوز بهذه البطولة يمكن أن يغيّر النظرة العالمية تجاه باريس سان جيرمان، وينقله من كونه “نادي مشروع” إلى “نادي كبير فعليًا”؟
كما ذكرت سابقًا، سيساعدهم هذا على الانتقال إلى بعد جديد. لكن بوصفي شخصًا كان داخل المشروع، أستطيع أن أؤكد أنه بدأ منذ عدة سنوات بالفعل، وعلى نطاق أوسع، يسلّط الضوء على العمل المنجز في فرنسا، كما أشار الرئيس.
برأيك، ما هي أبرز المواهب الشابة في نادي باريس سان جيرمان التي يمكن أن تمتلك مستقبلاً عالمياً؟
الفارق في دوري الأبطال كبير، وهو مختلف تمامًا عن تكوين لاعبين لدوري الدرجة الثانية كما كنت أفعل مع أندية مثل تور وأورليان، أنديتي السابقة. رؤية شباب مثل زايير-إيمري وورين، ومايولو سيني، أو إمباي إبراهيم يبرزون هو أمر استثنائي، باريس بشكل عام يمكنه الاستفادة من قاعدة مواهب غنية، ولكن أيضًا من كفاءات داخلية قوية، خاصة فريق بيير رينو الذي يكتشف أفضل المواهب منذ سنوات، وكذلك فرق ما قبل التكوين والتكوين التي كنت محظوظًا بالتعامل معها. وهناك آخرون قادمون، مثل وسيم سلامة على سبيل المثال، لكن الاستثنائي حقًا هو أن لويس إنريكي يثق بهم ويمنحهم الفرصة، وقد نجح في ذلك، إذ حافظ على روح المدرب المكوِّن، وهذا ما كان باريس بحاجة إليه.
ما هي أهمية هذه البطولة للنادي من وجهة نظر الإدارة والمشجعين الفرنسيين؟
أهمية هذه البطولة تكمن أولًا في خوض مباريات عالية المستوى، كما تساهم في إعادة تقييم الدوري الفرنسي الذي تعرض للانتقاد لفترة طويلة، عندما ننظر إلى مسار بريست، أو ليون، أو ليل في البطولات الأوروبية، يمكننا أن نفرح بتطور الدوري، مارسيليا سيكون أيضًا في دوري الأبطال مع موناكو، ونأمل أن ينضم نيس أيضًا، لقب الباريسيين سيعزز كرة القدم الفرنسية، وسيحفّز الجميع على عيش نفس التجربة. وهدف مايولو في النهائي بمثابة رمز للشباب والمستقبل.
كيف يتم التعامل مع عقلية لاعب شاب في نادي مليء بالنجوم العالميين؟
إنه نهج خاص ولكنه شامل في رأيي. الأجيال اليوم ليست كأجيال الأمس، وبالتأكيد ليست كأجيال الغد، ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والأدوات الإعلامية الأخرى جعل المهمة مختلفة. ومع ذلك، يجب علينا مواكبة العصر، الشباب الآن أكثر انتباهًا للفيديوهات، لكنهم لا يزالون مهتمين بتعلم التقنيات اللازمة للوصول إلى أعلى مستوى، رغم ذلك، من الصعب التحكم في كل شيء، مثل المحيط الخارجي والعوامل الجانبية، لكن نلاحظ أن من ينجحون هم من يحبون كرة القدم ولديهم مشروع حقيقي لأنفسهم، وقادرون على قيادة مسيرتهم بأنفسهم ، مهمتنا هي توجيههم بأفضل طريقة ممكنة لإيجاد هذا الدافع.
ما هي المعايير التي تستخدمها لتحديد جاهزية لاعب الأكاديمية للانضمام إلى الفريق الأول؟
المعايير تختلف حسب المركز وأيضًا حسب الإحساس الشخصي، بالنسبة لي، هناك نقطتان قويتان يمكن الاعتماد عليهما
مثال: دقة التسديد والكرم في المجهود.
لاعب دائمًا في حالة بدنية جيدة ويمكن للمدرب الاعتماد عليه، رغم وجود استثناءات دائمًا.
نتحدث كثيرًا اليوم عن الجري عالي الكثافة، وهذه ميزة محتملة.
وسأضيف أيضًا القدرة على التحمل النفسي، ما يُعرف بالعقلية.
من الصعب قياسه، لكنه القدرة على تجاوز أي موقف بسرعة مهما كانت قسوته.
كما أرى أن ما يسمى “حس اللعب” هو عنصر حاسم، مثل إعطاء الكرة في المساحة المناسبة، وإعادة التحرك في المساحات القريبة.
هذه العناصر تعتمد كثيرًا على حس المراقب، لكنها من النقاط الرئيسية التي أبحث عنها على أعلى مستوى.مثال: تمريرات ماركينيوس العكسية عند بناء الهجمات، أحد أفضل قلوب الدفاع في العالم، إن لم يكن الأفضل، وبالطبع، لكي يظهر كل هذا، نحتاج إلى مدرب يقدّر هذه القدرات ويُبرزها، وهذا ما يحدث في باريس، لويس إنريكي يؤمن بلاعبيه، وهم يشعرون بذلك.
هل تعتقد أن وجود مدرب مثل لويس إنريكي يوفر فرصًا أكبر للاعبين الشباب؟ ولماذا؟
نعم، أجبت عن هذا السؤال أعلاه، هو يؤمن ويُثبت ذلك، كما فعل سابقًا في برشلونة،لديه فلسفة لعب حقيقية، لكنه أيضًا قادر على التكيّف، ولديه قيم إنسانية تفوق المتوسط،وقبل كل شيء، هو عادل. إذا كان هناك لاعب، حتى لو كان شابًا، يستحق اللعب، فإنه يلعب، مثل مايولو أو كامارا، وهذا استثنائي ويستحق أن نذكره، خصوصًا في باريس،هو يثبت أن بالإمكان الفوز بالمباريات مع الشباب. كل شيء مسألة إيمان.
ويقع باريس سان جيرمان في مجموعة تضم كلا من أتلتيكو مدريد و بوتافوجو البرازيلي و سياتل ساوندرز.