تقاريركأس أمم أسيا

كأس آسيا |فك شفرة الافتتاح وفأل الخير للعنابي – صور

من ملعب" لوسيل المونديالي "انطلاق سهم العنابي نحو نهائي 10 فبراير والحفاظ على اللقب

عقب افتتاح مبهر ومبهج انطلقت بطولة كاس اسيا قطر 2023 بملعب لوسيل المونديالي وبحضور سمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد ال ثاني وما يزيد عن 80 الف مشجع شاهدوا انتصار المنتخب القطري بثلاثية نظيفة على شقيقه اللبناني في أولى مباريات المجموعة الأولى بالبطولة.

في المباراة التي ادارها الحكم الإيراني علي رضا شهد تفوق فني وتكتيكي من مدرب العنابي ماركيز لوبيز على مدرب منتخب لبنان رادولوفيتش  متجاوز الضغط النفسي والعصبي المصحوب دائما بالمباريات الافتتاحية والتي عانى منها العنابي تاريخيا سواء على مستوى كاس اسيا أو حتى كاس العالم ” عاني العنابي من حمى البدايات في كاس اسيا التي نظمها سابقا عام 1988 بالخسارة امام ايران والخسارة امام أوزبكستان في 2011 بخلاف تعادل مع منتخب سوريا في افتتاح بطولة 1984 والتي استضافتها سنغافورة بالإضافة للخسارة بثنائية أمام الاكوادور في افتتحا كاس العالم 2022 “.

بدا العنابي المباراة بهدوء نسبي بما يعرف جس نبض بين الفريقين واستكشاف نقاط ضعف المنافس اللبناني وتطبيع أفكار المدرب مع توليفة يغلب عليها لاعبي الفريق المتوجين باللقب السابق ، ليس من السهل التحول من طريقة لعب وأسلوب فريق يعتمد على اللعب خلف الكرة بدفاع متوسط ومنخفض والكرات المرتدة والمباشرة مع الإدارة الفنية السابقة الى مدرب يفضل الاستباقية وحيازة الكرة وتطبيق مبادئ اللعب الهجومية من توسعة الملعب بهدف خلق مساحات بالعمق والاختراق.

اعتمد الاسباني لوبيز على رباعي دفاعي مكون من ثنائي جديد على المنتخب وهم لاعبي الوكرة المهدي علي ومينديز  بهدف التجانس وتميزهم في الكرات العرضية المتحركة والثابته والتي يعاني منها الفريق أزليا كما يتميز الأخير في بناء اللعب والتمريرات التقدمية الامامية والقطرية  والكاسرة لخطوط المنافسين وتوفير التغطية والرقابة الوقائية خلف الظهير الايسر محمد وعد الذي كان يتحول الى جناح في حالة الحيازة.

في العمق اعتمد على أحمد فتحي لاعب ارتكاز محوري دوره غلق العمق اما الدفاع والتغطية خلف لاعبي الوسط الهجومي حسن الهيدوس وعبدالعزيز حاتم والثنائي كان يتمحور دورهم الهجومي في التدرج بالهجمة من الثلث الأول الى الثلث الأخير وخلق تفوق عددي ونوعي داخل منطقة الجزاء للمنافس واستغلال توسعة الملعب وفك التكتل الدفاعي للمنتخب اللبناني عبر الجناح الأيمن يوسف عبدالرزاق والظهير الايسر محمد وعد.

في العمق الهجومي استفاد من  الثنائي اكرم عفيف والمعز علي واستغلال قدراتهم الفنية والبدنية من سرعة وتحكم بالكرة وانهاء جيد على المرمى.

هدف اول للعنابي في الدقيقة الأخيرة للشوط الأول ساعد الفريق كثير في الشوط الثاني نفسيا وخفف الضغط على اللاعبين كما أيضا ساعد الفريق فنيا في تطبيق استراتيجية المدرب في خلق مساحات وفك التكتل الدفاعي للمنافس واستخدام الأطراف من اجل الاختراق والتسجيل من العمق.

هدف ثان للعنابي نتيجة جودة فردية لمهاجم متميز يتمثل الهدف في تحرك وتوقيت وتمركز مثالي ( بداية التحرك ساعدت اللاعب على التمركز الجيد وبالتالي انهاء صحيح للهجمة.

هدف ثالث للعنابي من حيازة وتدرج بالكرة بعد تطبيق استراتيجية المدرب في جذب لاعبي المنافس واخراجهم من أماكنهم بهدف خلف مساحات وفوضى دفاعية واستغلالها في الاختراق الهجومية.

مثلما عان الفريق في مباريات كأس العالم في الملاعب ذو المساحات الأكبر ( طولا وعرضا ) أمام منافسين أفضل في القدرات البدنية والفنية وسرعة الرتم والنسق كالسنغال والاكوادور وهولندا أيضا استفاد الفريق من مساحة الملعب أمام منافس لبناني يعاني من ضعف بدني وفني وقلة جودة بعض افراد الفريق وارتفاع أعمارهم السنية وغياب الرتم والجاهزية وظهر ذلك جليا في ضعف الرقابة الفردية والضغط العكسي ومراحل وأماكن الضغط وأيضا في التحولات الهجومية والمرتدات.

افضل لاعب بالمباراة أكرم عفيف بتسجيل هدفين من 4 تسديدات بالإضافة الى 4 تمريرات ساهم بفرصة محققة  للفريق ومرواغتين صحيحتين ونسبة تمريرات صحية 71%.

الخريطة الحرارية لتحركات اللاعب *

بداية مثالية للعنابي وفوز مريح يساعد الفريق على استكمال مشواره نحو تحقيق اللقب الثاني في تاريخه والثاني تواليا خاصة ان المنافس هو نفسه من افتتاح معه العنابي البطولة الأخيرة وحقق أيضا الفوز عليه بثنائية.

هناك ارقام مبشرة اخرى حيث ان منذ استضافة ايران للبطولة عام 1976 فعندما يفوز المستضيف في مباراة الافتتاح يتوج باللقب.

واصل المهاجم القطري المعز علي سجله التهديفي في البطولة تاريخيا بالوصول للهدف التاسع وللمباراة الثالث على التوالي بعد التسجيل في مباراة قبل نهائي ضد الامارات والنهائي ضد اليابان في النسخة الماضية بالإضافة لهدفه في افتتاح هذه البطولة.

أصبح المهاجم اكرم عفيف اول لاعب يختتم البطولة بهدف ثم يفتتح البطولة اللاحقة بهدف.

الفوز هو الثامن على التوالي للفريق معزز رقما قياسيا له في البطولة.

 

 

محمد محمد نجيب

مدرب ومحلل رياضي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى